|
إضاءات
النقاطُ التي
نثيرها هنا تدور حول الأزمة الشاملة التي
يعاني منها المجتمعُ العربي، ويمكن لنا
اختصارُها في أسئلة ثلاثة: -
أولاً: ما
هي الأسباب التاريخية والاجتماعية التي أدت
إلى أزمة الوضع الراهن؟ -
ثانيًا: كيف
يمكن تحليل الوضع الراهن بنيويًّا، أي من
خلال الأسُس والعلاقات الداخلية، لا من خلال
العوارض الخارجية فحسب؟ -
ثالثًا: ما
العمل؟ كثيرًا ما
نتأفَّف من انهيار المجتمع حولنا، من غياب
الدولة أو هزالة العائلة. أي منَّا يخشى على
نفسه وعلى أولاده من السقوط العميم، من ظلم
الدول للدول – فهذه كلها تلحق به لأنه يسبح في
هذا البحر الهائج، وعسير عليه جدًّا أن يعزل
نفسه عن العاصفة. هذا يذكِّرني بهياج المياه
التي غرَّقتْ عشراتِ الآلاف في جنوبيِّ آسيا
وشرقيِّها. ما عسى الذين كانوا تحت المياه
يفعلون إلا أن يغرقوا؟! عندما ابتدأ الاعتصام
والتخييم في ساحات الـDowntown وأرصفته في الأول من
كانون الأول من العام المنصرم [2006]، شعرت،
كغيري، بخطورة هذا الخيار وبتسارع تعميق
الشرخ المتنامي في بنيان الاجتماع اللبناني
وبالانقسام الإضافي الذي سيتسبب فيه.
الموضوع يجمع بين كلمتين، كلتاهما ثمينة وغالية، لها في القلب والعقل والشعور ثقلُها، ولها في العين جمالُها، وفي الأذن وقعُها الموسيقي ورنينُها الحلو. الأصالة، ومعها التراث – أو فيها التراث –، هي الماضي، بكلِّ ما يحمل من تراث يعتز به الإنسان. والتراث هو حصيلة القيم الدينية والاجتماعية والخبرات الطويلة المتوارَثة عبر الأجيال، التي انتقلت للأبناء عن الآباء، للأحفاد عن الأجداد، وللخلف عن السلف. وهي، مهما قيل في نقدها من وجهة نظر المحدَثين واتهامهم إياها بعدم صلاحية استمرارها لأجيالنا المعاصرة، فيها كنوز ثمينة يكون من الحماقة أن نرفضها كلَّها أو نركُلَها بأقدامنا كما لو أنها تحولت مع الزمن إلى آنية صَدِئَت ثم تلفت!
في العام
1999، ولسبب ما، قرر مواطنٌ مصري يدعى فيليپ
شنودة صليب اعتناق الإسلام، ومنذ ذلك الوقت،
حمل اسمًا جديدًا هو عماد عاشور مصطفى محمد.
وفي العام 2001، ولسبب ما أيضًا، قرر عماد
العودة عن الإسلام إلى دينه القديم، المسيحية
القبطية، كما قرر استرجاع اسمه القديم فيليپ
صليب.
ثمة، في الاصطلاح الديني، ثنائياتٌ من المفاهيم والمصطلحات، كثيرًا ما لا يميَّز فيما بينها ويجري الخلط، فينشأ الالتباس، وتظهر الاختلافاتُ والخلافات، وتتأزم الأمورُ وتصل إلى صراعات كلامية أو دموية. أما إذا تم التمييز بينها، توضحتْ في كلِّ موضوع جوانبُ التمايز، ومواقفُ كلِّ جهة، وأصبح في الإمكان التقدم معًا على طريق التفكير والاقتناع والالتزام. ومن ثنائيات المفاهيم والمصطلحات هذه: الإيمان/الدين، الدين/المذهب، المذهب/البدعة، الدين/الطائفة، الطائفة/الطائفية، التيارات المنفتحة/التيارات المنغلقة، التيارات الانقسامية/التيارات التوحيدية.
إذ
يُخفي الشاعرُ خوفًا وألمًا ذاك المساء، من على شاشة
تلفزيون "المستقبل"، دخل أدونيس بيوت
العالم العربي، وقال ما قال. وصباحًا تحاورتُ
وثلةَ أصدقاء حول ما باح به. شعرتُ بأنه قدم
كلامًا مختلفًا لكلِّ مُشاهد في كلِّ بيت.
كلٌّ فهم كلامه على ذوقه، والقليل القليل
أدرك أن ما لم يقلْه أدونيس كان أبلغ بكثير
مما قال.
يُعتبَر مصطلح
"الجنسية الاجتماعية"، الذي يقابل مصطلح
gender
المستخدَم في الغرب، من المصطلحات
التي باتت معتمَدة في علم الاجتماع منذ فترة.
وعلى الرغم من استخدامه في الغرب منذ
السبعينيات، إلا أن استخدامه في منطقتنا
مازال نادرًا، غريبًا عن المجتمع الشرقي. شكَّل الغرب
– في تسميته القديمة: روما – هاجسًا قوي
التأثير في ثقافة منطقتنا. فقد ذُكِرَت روما
في شخص إمبراطورها في الإنجيل ("أدوا لقيصر
ما لقيصر" – متى 22: 21)، وذُكِرَت روما (بيزنطة)
باسمها العلني في القرآن ("غُلِبَتِ الرومُ
في أدنى الأرض..." – سورة الروم 2-3)، وكذلك
ذُكِرَ ملوكُ مصر ("فرعون") في التوراة
والقرآن كرموز تدل على الاستبداد والطغيان
آنذاك.
|
|
|