|
إضاءات
سأتناول في هذا الجزء الثاني مواقف بعض الجماعات المسيحية أو المسيحيين الأفراد، عِبْر التاريخ، من الإسلام والمسلمين. هي دعوة إلى التأمل! تأثير الفيديو كليپ أقوى من الخبر وأعمق منه بكثير: فـ«الصورة بألف كلمة»، كما يُقال في الإعلام. لذلك لا تكتفي القنوات الإخبارية بنقل الأخبار، بل تعمل على الوصول إلى مواقع الأحداث لتصويرها. ألا فتشوا مذاهبكم بإخلاص. فتِّشوها بلهفة العاشق. فتشوها بطهارة الطفل، وحرقة التائه، وإيمان المحتضر، تجدوا فيها السلامَ الذي إليه تطمحون، والطمأنينةَ التي بها تحلمون، والحريةَ التي باسمها تترنَّمون. ثمَّة عبارة تمرُّ مرورًا عَرَضيًّا في أحد المواقع الشركسية على الإنترنت تقول: ستكون شركسيًّا فقط في بلاد القفقاس صدمتْني العبارة! وفي رأيي أنها بُعدٌ مأساوي يضيفه هذه المرة الأهلُ بأنفسهم – دون قصد منهم – لمأساة الشعب الشركسي في الشتات، عِبْر منطق الإقصاء هذا، في عدم الاعتراف بأهلية الانتماء للشراكسة ثقافيًّا، عِبْر ذاكرة جمعية متوارَثة على غاية من الأهمية تمتَّع بها المهاجرون طوال عقود طويلة. لكأن شراكسة الشتات ما كان ينقصهم من رحلات التيه والعذاب والمعاناة سوى مثل هذا الإقصاء!
يخطئ مَن يظن أن محاكم التفتيش محصورة بباباوات روما السابقين والفاتيكان والعصور الوسطى المظلمة! ففي ذلك الوقت، كانوا يلاحقون المفكرين على أفكارهم، وخصوصًا إذا تعلَّقتْ بالدين، وكانوا يضعون كتبهم على قائمة Index الكتب المحرَّمة، أي التي يحرِّم الفاتيكان تداوُلها أو قراءتها. على هذا النحو، حرَّموا كتب غاليليو وديكارت وسپينوزا وجميع فلاسفة التنوير الذين صنعوا مجد الحضارة الحديثة. هل أنتم ممَّن ينتابهم الحنينُ إلى مسقط الرأس؟ إذا كنتم منهم، فبعد قراءة سطوري، سوف تعممون هذا الشعور على اليونان وعلى سائر الأمكنة التي أزهر فيها الفكرُ الإغريقي. إذ نحن جميعًا إغريق على نحوٍ ما – ونحن نخرج من ذلك بفائدة جمَّة.
|
|
|