|
علم نفس الأعماق
يتألَّف
هذا البحث*
من جزأين: نعالج في الجزء الأول الشروط
الاجتماعية العامة للإبداع. فالمراهق
والمراهقة جزء من وضع اجتماعي وثقافي له
خصوصيته التي يتفاعلان معها بأشكال مختلفة.
أما الجزء الثاني فيتعلَّق برصد بعض المؤشرات
التي قد تشير إلى إمكان مستقبلي للإبداع عند
المراهِقة (سوف نشير إليها وقتئذٍ)، هذا دون
أن ننسى الإشارة إلى اعتمادنا على مفهوم عام
وشامل للإبداع، يشكِّل، بدوره، الإبداع
العلمي والثقافي والأدبي والفني.
فينكس، آريزونا، 12 آذار 1999. في عصر
ذلك اليوم، صرفت عدة ساعات أراجع محاضرة. وبما
أنني استعملت الأفكار عينها قبلئذٍ ببضعة
أيام لكتابة مسوَّدة فصل من فصول كتابي
الجديد، المعروض للنشر مؤخرًا، فقد كنت
متحمسًا بصفة خاصة لمناقشتها. فكرتُها
المركزية كانت أن جوهر النفس، في نظر أفلوطين
(الفيلسوف الأفلاطوني الجديد من القرن الثاني)،
منتهٍ، منقسم، وعرضة لفَسَاد الزمن؛ وهو، في
الآن نفسه، لانهائي، غير منقسم، وخالد. ففي
كلِّ تجربة، على المستويات كافة، مهما كان
مبلغ دنيوية هذه المستويات أو سموِّها، نحن
مخلوقات محدودة، منتهية، عرضة للانحلال، وفي
الآن نفسه، كائنات خالدة ومتعالية. وتلكم هي
الطبيعة الفريدة للنفس. ما أكثر
الآراء السائدة المغرضة بحقِّ المرأة! ليست
المرأة إلا "حيوانًا أليفًا"، "ليس
فيه من صفات بني آدم شيء"؛ "ضلع قاصر"،
كما يقال، "عاجزة عن التفكير كما يفكر
الرجال"؛ "حرمة"، "لم يفطرها الباري
إلا على الإنجاب وخدمة الرجال مجانًا"؛ إلخ.
هذه الآراء البالية التي ما يزال الرجل
والمرأة العربيين، على حدٍّ سواء، يحملانها
في ثنايا الخافية (= اللاوعي) القومية national unconscious
لم تُخْلِ السبيل بسهولة لحملات الحركة
النسوية feminism
والتعليم وتغلغُل الأفكار اللبرالية.
|
|
|