أولاً: مدخل
تأثَّر علم الكلام الإسلامي
واستخدم المفاهيم المعرفية والفلسفية التي كانت سائدة أبان فترة
ظهوره في بداية القرن الثاني للهجرة ومن ثم ازدهاره في القرون
اللاحقة. ولما كانت المعرفة الفلسفية آنذاك تنطلق من مقولات تجسِّد
مفاهيمًا ثابتةً للوجود كالماهيَّة الجوهرانيَّة والعلِّية
والأقيسة البرهانيَّة ونحوها... كان من الطبيعي أن نجد حضورًا
بارزًا لهذه المقولات في علم الكلام الإسلامي. نظر الفلاسفة
والمتكلمون العرب إلى الكينونة كجوهر وأعراض وفق صيغة المقولات
العشر لأرسطو، فالجوهر هو الثابتُ القائم بذاته، في مقابل الأعرض
المتغيرة، والجوهر هو المُستغني عن الموضوع في مقابل الأعرض
المُحتاجةِ إلى موضوع وإلى مَحَلٍّ تحلُّ فيه، ويعرِّف الشريف
الجرجاني "الجوهر" في كتابه التعريفات بما يلي: "ماهيَّة إذا وُجدت
في الأعيان كانت لا في موضوع.. وهو إما أن يكون مركباً أو لا،
والأول - أي المركب - هو الجسم. والثاني - أي غير المركب - إما
حال أو محل، فالأول - أي الحال - الصورة، والثاني - أي المحل – هو
الهيولي".
لا بد
لي قبل أن أسرد قصة بعض تلك النساء الأوروبيات اللواتي اقترن
اسمهنَّ بشكل أو بآخر بتاريخ منطقة الشرق الأوسط خلال القرن التاسع
عشر والنصف الأول من القرن العشرين، أن أشرح باختصار الظروف العامة
التي توضح سبب وجودهنَّ في بلادنا خلال تلك الحقبة من الزمن.
امتزج تاريخ الشرق والغرب في عدة أزمنة من التاريخ القديم والحديث
بدءًا من فتوحات الاسكندر المقدوني التي تبعتها الفتوحات الرومانية
ثم الحروب الصليبية وانتهاءً بالفتوحات العثمانية التي ضمَّت إلى
ممتلكاتها جزءًا من أوروبا الشرقية، فتشكل من مجموع هذه الأحداث
الكبيرة جوهر
تاريخنا القديم والمعاصر الذي اقتصر في الفكر الأوروبي حتى أوائل
القرن التاسع عشر إلى كونه أحداث تاريخية مجرَّدة ومدوَّنة في كتب
التاريخ.
في
سنته السابعة والثمانين، ومع اقتراب كتابه المحوري "بنى نحوية"
من بلوغ عامه الستين، ما زال نعوم تشومسكي يفكر باللغويات
linguistics.
يعلم تيغر ويب لماذا بعض الأسرار المحيطة باللغة قد لا تُعرف أبدًا
ولماذا قد لا يكون ذلك أمرًا سيئًا.
فيا لحسرة العلماء!
لننطلق ونراجع أية قائمة علماء جديرين بالاحترام، فنستنتج حقيقة واحدة:
الأقل إثارة للجدل هو ما يعول عليه.
اللغة في الأساس أداة للتفكير.
قد تستثني من حفلة عشاءك آينشتاين (فهو اختصاصي جدًا) أو تتردد بشأن
هيلديغارد بينجين (وهي كنسية جدًا) لكن حالما يخطر دافينشي في بالك،
فأنت في المكان الصحيح.
نحن
لا نبحث عن فندق بشكل شخصي، بل نعتمد على موقع خدمة "تريب أدفايسر
TripAdvisor".
وقد لا نلتقي بشخص أبدًا رغم أنه أحد أصدقائنا في عالم الفيس بوك. وقد
نضع "أعجبني" كنوع من الدَّعم في العالم الافتراضي الذي ليس له في
الغالب أثر واقعي ملموس. وليس ثمة مشكلة في ألّا تمتلك دليلًا للوصول
إلى مكانٍ ما في وسط المدينة ما دامت خرائط غوغل متاحة لك وتعطيك
الإرشادات. وقد تكون النجوم الخمسة التي تضعها شركة أمازون على منتج
معيَّن كافية لإقناعنا بجودة هذا المنتج حتى لو لم نجرِّبه بأنفسنا.
وأن تكون أفضل بائع في قائمة "أفضل البائعين
best seller
لدى نيويورك تايمز" فتلك نبوءة ذاتية التحقق عادةً.
ملخص البحث:
يناقش البحث موقف الإسلام من السرد من خلال أحكام الفقهاء
وشهاداتهم. وقد انطلق البحث من إشكال مركزي نجمله في الأسئلة
الآتية: كيف نظر الفقهاء إلى الخطاب السردي؟ وما هي المعايير التي
صدر عنها الفقهاء في الحكم على المتون السردية؟ ومن أجل الاستدلال
على الفكرة التي يناقشها البحث توقفنا عند تصورات ثلاث فقهاء عرضوا
لفنون السرد وحكموا عليها من منظور ديني وشرعي. يتعلق الأمر بابن
قتيبة وابن الجوزي والسيوطي الذين اتخذنا كتاباتهم في هذا المجال
متنًا تمثيليًا أتاح لنا رصد موقف الإسلام من السرد. وقد جرى فحص
إشكال البحث من خلال محاور ثلاث: 1- ابن قتيبة: فتنة السرد 2- ابن
الجوزي: إدانة السرد 3- السيوطي: أكاذيب القصاص.
بوفاة
الأستاذة فاطمة المرنيسي، وصمتها الفيزيقي، عن المشاغبة بالكلام
غير المباح، ينفرط عقد ثمين، من الحلقة النخبوية، لرواد الفكر
المغربي المعاصر. قامات وعقول، يستحيل في واقع الأمر، تعويضها على
الأقل، بذات متانة التكوين العلمي والصرامة المنهجية والعمل الدؤوب
والإشعاع النظري والمبدئية والثبات على المواقف. هكذا، للأسف
الشديد، لم يبق منهم على قيد الحياة، سوى اسمين أو ثلاثة، ثم تطوى
صفحة تعكس تاريخًا بأكمله، تشع نورًا وتزخر اجتهادات فكرية قوية،
بحجم جسامة التحديات التي واجهها هؤلاء. أسماء، تربت علميًا
ومذهبيًا وإنسانيًا، على أوراش الحركة الوطنية، وعبرها مشاريع
التحرر العالمية، المنحدرة من ثقافات شتى.
في كتابة صينية يعود تاريخها الى أربعة قرون قبل الميلاد، يصف
الحكيم أوضاع المجتمع بالسطور التالية:
كان
الناس في شبابي ينعمون بالرخاء فالرزق وفير والبشر قليل والناس
هانئون، فلما شخت رأيت ازدياد الناس وقلة الرزق وشدة المزاحمة
وزيادة الرقابة!
لقد تبدلت الأرض ومن عليها عبر هذا التاريخ الطويل، والمشكلة التي
يوجز الحكيم الصيني وصفها في كلماته، أصبحت خطيرة تهدد الدنيا ومن
عليها بالانفجار. لقد كانت مشكلة الحكيم محلية، فإذا بها اليوم
مشكلة الإنسانية الكبرى يدرك أخطارها العالم الواعي المتطور بحساب
أرقامه، ويشعر بوطأتها مئات الملايين من المعذبين على الأرض،
يدركها الأولون ويعيش ويلاتها الآخرون.