|
الصراع إنما
الوجود صراع من أجل العيش. فلِكَيْ أدافع عن
الحقوق التي تخصني، وكذلك عن حقوق الذين أريد
التضامن معهم، ينبغي عليَّ الدخول في صراع ضد
مَن يهددون هذه الحقوق أو يغتصبونها. إن
ما يميِّز موقف الظلم عمومًا هو تعذر الحوار
بين المتخاصمين. ولأن الحوار متعذر يكون
الصراع ضروريًّا. وإنه لَمِن باب التوهان في
المثالية أن نظن أن الاستغناء عن لحظة الصراع
والمواجهة هذه، عِبرَ المراهنة على الحوار
فقط لإحقاق العدل، أمر ممكن. فوظيفة الصراع هي
إيجاد شروط للحوار عبر إقامة توازُن قوة جديد
يرغم الآخرَ على الاعتراف بي كمُحاور ضروري.
ومذ ذاك، يصير من الممكن فتح باب التفاوض
للبحث عن بنود اتفاق يضع حدًّا للنزاع. ليس
ثمة سلام إلا مع العدل، وليس ثمة عدل إلا
بالصراع. لكن الصراع من أجل العدل يتطلب وسائل
عادلة، أي لاعنفية. فاللاعنف يهدف إلى
تحويل النزاع بحيث لا يعود صراعًا ضد
الخصم، بل صراع معه. إن هدف الصراع هو
التوصل إلى التفاوض مع الخصم حول ميثاق يعقد
شراكة معه. فاللاعنف يريد أن يستبق هذه
المرحلة الأخيرة من النزاع من خلال اعتباره
سلفًا، حتى في قلب الصراع، أن الخصم "شريك"
ينبغي ابتكار أشكال التعايش السِّلمي معه.
وبذلك لا يعود المقصود إلغاء الخصم، بل إيقاف
الخصومة. · الإكراه · الحوار · القوة · النزاع ترجمة: محمد
علي عبد الجليل مراجعة: ديمتري
أڤييرينوس |
|
|