|
|
حزيران 2005
June 2005
|
في هذا
الإصدار
|
|
يحثُّ
الاستهلاكيون خُطاهم في محاولاتهم الدائبة لطَمْسِ الهوية الإنسانية وتغييب ظاهرة
الوعي. وكما هو الأمر في حالة الإعلانات التجارية، نسمع، بين الفينة والأخرى، أن
العلماء باتوا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز آلةٍ تفكِّر. فما معنى قولنا: "آلة
تفكِّر"؟ ماذا يترتَّب على وجود مثل هذه الآلة؟
انطلقت الفيزياء الكوانتية في العشرينيات لتفسير تفاعل الضوء مع الذرات وقد ركزت
على ذلك الأمر، لكنها استطالت الآن لتفسير تفاعُل أيِّ شيء مع شيء آخر. وهي من حيث
الأساس نظرية الفيزيائيين عن العالم في أيامنا هذه، ولقد تلاقي نجاحًا كبيرًا.
هناك، إذن، سببان – أظن – لوجود ارتباط ما بين الفيزياء الكوانتية والوعي. أحدهما
أن النظرية الكوانتية، كما بات يعرف غالبية الناس، غريبة جدًّا. إنها لها خصائص
عجيبة للغاية.
يعرِّف
نيقولاس رِشر،
أستاذ المنطق بجامعة بتسبرغ، المنطق العربي بأنه اسم نطلقه على تلك الجهود
التي بذلها الباحثون في العالم الإسلامي في مجال الدراسات المنطقية وما تمخضت عنه
تلك الجهود من أعمال في هذا المجال، سواء كانت هذه الأعمال في صورة مؤلَّفات أو
مترجَمات أو شروح أو حواشٍ تدور حول مسائل منطقية. و"الباحثون في العالم الإسلامي"،
بحسب مفهوم رِشر، هم كل مَن ساهم في حقل المنطق، أيًّا كانت صورة هذه المساهمة،
وكان يعيش في كنف الحضارة الإسلامية من مشرقها إلى مغربها – بغضِّ النظر عن دينه أو
أصله الجغرافي – وكَتَبَ باللغة العربية. ومن هنا فسوف نتقابل مع باحثين مسلمين
ومسيحيين وصابئة، كما سنقابل باحثين من بلاد الفرس والروم والعراق والشام ومصر
والمغرب العربي والأندلس، مادام هؤلاء الباحثون استظلوا بظلِّ الحضارة الإسلامية،
يعكسون متغيِّراتها ويعبِّرون عن مقوِّماتها ويتأثرون بجميع أحداثها، بل كثيرًا ما
ينطلقون في دراساتهم بتشجيع من الخلفاء والولاة وبمناصرة من الوزراء المسؤولين.
مستمرة...
|