لسنا مستعدِّين بعد للتَّواصل مع ممثِّلين عن حضارات غير أرضيَّة.
يعني التَّواصل بالنسبة لي: "لا تؤذِ".
لكنَّنا معشر البشر، لا نزال نقترب من مفهوم العيش في عالم واحد.
يجب أن نتعلَّم التَّواصل في ما بيننا، كي نكون مستعدِّين للّتواصل مع
شكل حضارة لا نعرف عنها أيَّ شيء.
فيودور يورتشيخين، رائد فضاء روسي – في رسالة من المحطَّة
المدارية
مدخل
إشارةٌ لا بدَّ منها، قبل الدخول في التَّفاصيل: حين نتحدَّث عن الفضاء
فعلينا أن نذكِّر أنفسنا باستمرار بأنَّ مقاييسنا الأرضيَّة المألوفة
لا تبقى نافعةً على الأغلب.. فكما أنَّ عددًا من الكيلومترات لا يعني
أيَّ مسافة في الفضاء، فكذلك عدد قليل من الأسابيع أو الأشهر أو حتى
السنين قد لا يكون كافيًا لرصد تغيُّر ذي أهمية على السُّلَّم
الكونيِّ، وإذا أردنا التحدُّث عن تواصل مع كائناتٍ لا أرضيَّة فعلينا
أن نخرج ولا بدَّ من ثقافة الهاتف الخلويِّ والرسائل القصيرة.
هذا
هو الجزء الثاني من نشرنا لترجمة بحث/كتاب روليت وليم سميث الحس
الفطري العام تطوره واضطراباته عن الانكليزية، والتي سبق لموقع
معابر نشر ترجمة الجزء الأول منها بعنوان مقدمة في الحس الفطري
العام،
ومن المفيد هنا التنويه بكون البروفيسور روليت وليم سميث هو عالم وباحث
أمريكي يشغل منصب رئيس المعهد العالي المتعدد التخصصات في بالو ألتو-
كاليفورنيا، وهو مختص في تكنلوجيا الأنسنة، وقد قدَّم دراسات وأبحاث
أكاديمية رائدة في حقول علمية مختلفة منها: الرياضيات وعلم النفس
والبيولوجيا والوراثة الجزيئية.
هناك
العديد من القوى: مُسَّخرة وغير مُسَّخرة، معروفة ومجهولة. الإيروتيكية
قوة متأصلة في كل فرد منَّا وفي عمق ما هو أنثوي وروحي. وهي راسخة
جدًا في عمق مشاعرنا المكبوتة والمبهمة. تُقدِم أشكال القمع، في سعيها
لحماية نفسها، على استغلال أو تشويه منابع القوة المتعددة التي من
شأنها أن تمنح القدرة على تغيير ثقافة المقموع. ويعني هذا قمع
الإيروتيكية في النساء لأنها مورد هام للقوة والمعلومات في حيواتهن.
في المجتمع الغربي علمونا أن نشكك بهذا المورد ونحطَّ من شأنه ونستغله
ونفرغه من أية قيمة. وفي الوقت نفسه دعموا كل ما هو إيروتيكي سطحي
كإشارة على الدونية الأنثوية. وأُجبرت النساء على المعاناة والشعور
بالمهانة والارتياب بسبب وجوده. ولكن هناك فارق صغير بين هذا والاعتقاد
الزائف بأنَّه يمكن للنساء أن يصبحن أقوى بحق من خلال قمع الإيروتيكية
في حياتهن ووعيهن. فقوة قمع الإيروتيكية وهمية لأنها صُيغت وفق أطر
القوة الذكورية.
لا
أحد يسافر إلى افريقيا أو آسيا أو أمريكا اللاتينية من دون أن يقع على
عناصر الحياة المدينية ذات الطابع الغربي البحت.
إن الوقوع في شرك الثقافة العابرة للجنسيات (السيارات والإعلام
والمحلات الكبيرة ومراكز التسوق والفنادق وسلسلة مطاعم الوجبات السريعة
وبطاقات الائتمان وأفلام السينما الهوليوودية) يترك لدى المرء انطباعًا
بأن هذه الثقافة باتت عفويًا تشكل أسلوب حياته. ويقف وراء هذه الرموز
المادية الممثلة لهذه الثقافة مجموعة بعينها من القيم والآراء عن الوقت
والاستهلاك وعلاقات العمل، وغيرها.
يعتقد البعض أن الثقافة العالمية هي نتاج تطور تدريجي عفوي اعتمد فقط
على ما يلي: الثورة التكنولوجية، تزايد التبادل التجاري العالمي، شبكات
الاتصال والتواصل العالمية، اختصار المسافات عبر السفر بالطائرات
النفاثة. إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن التقدم قد يكون نتاج أي
عملية ما عدا العفوية، أي إنه نتاج استثمار ضخم ومخطط لكل من الوقت
والطاقة والمال، وذلك من جانب الشركات العابرة للجنسيات.
المرأة
أكثر مخلوق يحتاج للحب كي يعيش، لكن هذه الحاجة الملحة والأكيدة
والضرورية لا تستمدها المرأة من الخارج أي من الآخر الرجل أو المجتمع
بقدر ما تحتاج أن تجدها في داخلها. أن تحب المرأة ذاتها هو العلاج
السحري الخارق تقريبًا لأغلب المشاكل في المجتمع، سواء في علاقتها
بالآخر أو علاقتها مع نفسها وهذا هو الأساس. أغلب نساء هذه العصور،
ومنذ 3000 سنة تقريبًا، تولد وهي تحمل وزر أنها أنثى في عالم يسجد
لصورة إله مذكر. لست أعلن صراعًا على الذكورية هنا بقدر ما أضع إطارًا
لبداية الاختلال الذي نعيش تبعاته، فالحقيقة أنه لا يوجد صراع ولا فصل
إلا في مخيلتنا. تتوهم المرأة الصراع مع الآخر المسيطر لأنها ولدت بخوف
أنوثتها في داخلها سواء من حيوات سابقة أو من ثقافة تصلها طاقة
المحيطين بها وهي في المهد، وأخطر الطاقات نفاذًا وتأثيرًا هي الخوف.
أوَّلاً: ملخَّص
مفهوم الشكل الحيوي:
الوجود شكل، كل كينونة هي شكل، ولكن ماذا نعني بالشكل؟ الشكل يعني
طريقة تشكُّل، كل كينونة تتشكل في شكل وفقًا لضرورات وصيغ منطقية
وقانونيَّة. كل الكائنات تتماثل في كونها شكلاً، ولكنها تختلف عن
بعضها البعض، حيث لكل كينونة طريقة تشكُّل مختلفة، وفقًا لظروفها
المُحدَّدة. وهذا الاختلاف لا ينفي وجود قانون عام، ولكنه يبرِّر
القول بوجود تعبيرات مُحدَّدة ومختلفة للقانون العام، تعبيرات
مُحايثة للكينونة ومُفسِّرة لاختلاف الكائنات.