الحس الفطري العام
اضطراباته، جدوى دراسته، دور الذاكرة طويلة الأمد*
روليت سميث
ترجمة: حمزة
رستناوي
هذا
هو الجزء الثاني من نشرنا لترجمة بحث/كتاب روليت وليم سميث الحس
الفطري العام تطوره واضطراباته عن الانكليزية، والتي سبق لموقع
معابر نشر ترجمة الجزء الأول منها بعنوان مقدمة في الحس الفطري
العام[1]،
ومن المفيد هنا التنويه بكون البروفيسور روليت وليم سميث هو عالم وباحث
أمريكي يشغل منصب رئيس المعهد العالي المتعدد التخصصات في بالو ألتو-
كاليفورنيا، وهو مختص في تكنلوجيا الأنسنة، وقد قدَّم دراسات وأبحاث
أكاديمية رائدة في حقول علمية مختلفة منها: الرياضيات وعلم النفس
والبيولوجيا والوراثة الجزيئية.
أولاً: هل يوجد شذوذات واضطرابات في الحس المشترك؟
كما أن مفهوم الحس الفطري العام يوجد في كل مكان، ويمتد عبر نُظُمْ
واسعة من الحيوانات، كذلك هو حال شذوذات واضطرابات الحس المشترك. إنَّ
معظم الناس يعرفون أو صادفوا أحدهم لديه نقص في الحس المشترك، وهم
غالبًا ما يصفون ذلك باستخدام عبارات غير مُجامِلَة حتى عندما يكون نقص
الحس المُشترك أقل حَدَّه. ففي الانكليزية-الأمريكية نستخدم عبارات من
قبيل:
Lacks gumption،
Lacks common sense،
foolish،
unaware،
unacceptable.
وفي الانكليزية الأمريكية – غير الفصحى - نستخدم عبارات من قبيل:
he hasn't got the sense God gave a little green apple.
وفي الانكليزية الاسترالية نستخدم عبارات من قبيل:
one who doesn't use this noggin, don't be silly galah.
وفي اللغة العربية نستخدم كلمات من قبيل: ضَّال، زائغ، استخدم دماغَك؟!
فكِّر قبل أن تتكلَّم، غيرُ بَديهي.
وعلى الرغم من أنَّ فعل: تَعَقُّل (Ta-akal)
من العقل (الدماغ) ولكن الجذر اللغوي لهذا الفعل يعني اللَّجَمْ
والتَّقييد.
وهناك فعل آخر هو: تَدَبُّر (Tadabbar)،
وفي القاموس العربي يعني التفكُّر في الأشياء المحيطة من حولكَ
وعواقبها.
ويمكن النظر الى الجدول رقم 2 في ملحق الكتاب للاستزادة، وتقصِّي وجود
ودلالات نقص الحس الفطري العامCommon
Sense
Lacking
في اللغات المختلفة. إذًا، بشكل أساسي وكما أشير أعلاه، التشويش
واضطرابات الحس الفطري العام، غالبًا ما تُشاهد في المواقف التي توصف
بالغير مناسبة وكذلكَ القرارات المتطرِّفة وعمليات اتخاذ القرار
المُحَدَّدة في سياق المجموعة، القطيع، الثقافة، أو المنظمة، ومن هنا
فالحس المشترك يكتسب دلالة حركية، ويظهر بشكل جلي في التطبيق والأفعال،
أكثر منه كسلوك كامن. التحدي الأساسي هو في تقييم عدم الملائمة،
والاشتغال على أدوات قياس صالحة أو مخططات يُعتمد عليها.
ثانيًا: ما الفائدة من دراسة الحس الفطري العام؟
ثمَّة أسباب متعددة لدراسة الحس الفطري العام، باختصار ولتجنُّبْ
الاستطرادات، بعض هذه الأسباب مُصنَّفة في الجدول رقم 3، والقائمة
الواردة في الجدول لا تَعني بأيِّ حال من الاحوال الشمول، وغرضها فقط
للتنويه بِغِنَى القضايا المُتَضَمَّنَة في الحس الفطري العام، وأنَّ
مجالاً واسعًا للاهتمام بقضايا الحس الفطري العام على الصعيد العالمي
والإنساني.
بقيَّة هذه الدراسة مُكرَّس لدراسة الحس المشترك كموضوع علمي عميق،
عالمي اجتماعي، سريري ذو أهميَّة ثقافية، وحول أسباب هذا الموضوع. وعلى
كلِّ حال، يمكن لأحدهم أن يتصوَّر القيام بدراسات مستقبلية حول موضوعات
الحس الفطري العام للحصول على اعتراف ودرجة علمية مهيبة.
في الكيمياء: دراسة الحس الفطري العام والذاكرة طويلة الأمد
long-term memory
على أسس جزيئية.
في الفيزيولوجيا والطب: لتوضيح الحس الفطري العام واضطراباته السريرية
(كالاضطرابات المترافقة مع الانتانات والتغيرات الوراثية والجينومية،
وعلم التخلق الوراثي
epigenetics
كموضوع بالغ الأهميَّة.
في الفيزياء: توضيح المبدأ الترموديناميكي الجديد، المترافق مع تطور
سنتروبي
Syntropy
البيولوجيا والنُظُم التَّطوُّريّة (أي السنتروبي كميل رياضي للنظام،
خارج عدم الانتظام).
في الاقتصاد: إزالة الغموض عن اقتصاديات الغباء (شوارتز 2008) وفقر
الحس الفطري العام (سميث 2008 أ).
وأخيرًا وليس آخرًا، أبحاث السلام: استشراف أهميَّة الحس الفطري العام
كآلياتْ وكمؤشِّر على استقصاء الفهم الرياضي لتنميط اللعب في دراسات
السلام، على النقيض من التطبيقات العامة الأخرى لنظرية اللعب
game theory
كونها مُحَدَّدة هنا أيضًا بعلم الاقتصاد والعلم
العسكري.
الأسباب المهمة لدراسة الحس الفطري العام:
-
النماذج الجزيئية للذاكرة طويلة الأمد، المُستمدَّة مبدئيًا من دراسة
الفيروسات البطيئة، تظهر أن الحس الفطري العام قد يكون أساسًا من
الذاكرة طويلة الأمد.
-
الأسس الجُزيئية للحس المشترك.
-
قضايا البروتوميك مقابل قضايا غير البروتوميك.
-
قضايا تخزين واسترجاع الذاكرة.
-
قضايا التنمية.
-
تفحُّص العقائد وافتراضات المنهجية العرقية - فرضية الدنا كمخزن
للذاكرة طويلة الأمد تتناقض مع العقيدة المركزية في البيولوجيا
الجزيئية لفرانز وكريك، وتدعو لمسائلة المنطق الكامن في العقائد
الأخرى.
-
التَنبؤ باختراع العداد الجزيئي البروتوني الكتروني الأيوني الفوتوني
"عداد بروليوفيك" كأداة قياس، وعمليات بروليوفيك أيضًا.
-
توقُّعات فيروس نقص المناعة المكتسب / مرض الإيذر (أي الخرف المناعي)
ومرض جنون البقر.
-
التعلُّم من فيروس نقص المناعة المكتسب / مرض الإيذر.
-
افتراضات حول المقاربات الجديدة للتعامل مع لقاحات الفيروسات البطيئة.
-
السمية الذاتية، الفوعة الذاتية وخصوصية السياق: ساركوما كابوزي
واكتشاف
acid-labile alpha interferon.
-
توقُّع وجود مناطق البروتوميك الصغيرة ومناطق غير بروتوميك الكبيرة في
الجينوم.
-
توقُّع وجود الأمراض المترافقة مع محور نفسي مناعي عصبي.
-
توقعات الحاجة لتميز بين: البنيوية الوصفية (في علوم البيولوجيا)
والوظائفيَّة المُكتشِفة (في علوم الكومبيوتر والمعلومات) والذكاء
المنطقي (كبديل لشَفرة أكهايم).
في المختبر¬
في الواقع
¬
في الجسم الحي.
-
توقعات السنتروبي – المبادئ الجديدة للتروديناميك - القانون الذي يتضمن
ازدياد نسبة في
G*C:A*T
في الأنواع و المُتعضِّيات والأعضاء ( كالدماغ
والجهاز المناعي)
-
قضايا المنطق، المنهجية، المنهجية العرقية، الأخلاقيات، وفلسفة العلوم.
-
قضايا السببية، النتائج والمترافقات.
-
قضايا السابق واللاحق.
-
قضايا فلسفية، وجودية، ظاهراتيَّة.
-
الاكتشاف، التقييم، التشخيص.
-
الاختبار، القياس، التقييم والتشخيص.
-
نظريات الاختبار الجديدة القائمة على الأقران.
-
علم التخلق الوراثي: إزالة غموض علم الوراثة وعلم الجينوم (كدراسات
التوائم)، عن علم التخلق الوراثي وعلم تخلق الجينوم (كالمحاكاة
الجزيئية لدراسات التوائم).
-
غموض ضوضاء الإشارات.
-
تحديات التخصُّص/الانضباط وما قبل التخصُّص/الانضباط.
-
قضايا قابلية الانتقال وقابلية العدوى (ظاهرة: اضرب واهرب - ظاهرة: تحت
الرادار).
-
إعادة التفكير في العلوم – خاصة فيما يتعلق بقواعد العقائد، التجارب،
والمخاطر الناجمة عن عوامل بيولوجية.
-
"الحس الفطري العام العلمي" أم الحس الفطري العام في العلوم.
-
قضايا التطور - ما الذي يمكن أن نتعلَّمهُ حول تطور الحس الفطري العام
(خصوصًا في الطيور والزواحف والثديات)؟ هل يستطيع خُلد الماء وآكل
النمل أن يساعدنا في فهم تطور الحس الفطري العام؟
-
الطبيعي مقابل التربوي المُكتسب.
-
إمكانات استقصاء: المعتقدات، الواقعية، الانتباه، السلوك، العوز
المجهول، العافية القلِقة.
-
أمراض واضطرابات وشذوذات الحس الفطري العام.
-
شذوذات الحس المشترك التالية للسَّلبية القابلة للانتقال.
-
القلق واضطراب الشدة، واضطرابات الحس الفطري العام.
-
الاضطرابات الجزيئية للحس الفطري العام - طيف مرض التوحُّد
والشيزوفرانيا.
-
القضايا الأساسية في العلم: السنتروبي - المبدأ الترموديناميكي في
زيادة الانتظام المُستمد من" عدم الانتظام" في الذاكرة والتطور
(وترافقها مع النُظم البيولوجية).
-
النموذج الثلاثي للتطور.
-
قضايا الدارونية، اللاماركية، الدارونية/اللاماركية الجديدة.
-
قضايا متعلِّقة بالحياة الرحمية (كالقضايا الخَلقيَّة، علم التخلُّق
الوراثي، التطور).
-
الدنا كمخزن للذاكرة طويلة الأمد في الدماغ والجهاز المناعي.
-
قضايا متعلقة بالتنمية والتربية (كدور عصبونات المِرآة).
-
الانتشار والتطور - دور الرحم.
-
تعميم نظرية البريون - الانسمام الذاتي والفوعة الذاتية وخصوصيَّة
السياق ودورها في اكتشاف الآليات الجديدة للتخلق الوراثي.
-
قابلية الانتقال وقابلية العدوى للجسيمات الثانوية.
-
علم التخلق الوراثي والمُحاكاة الجزيئيَّة.
-
علم الدلالات (السيمانتيك) و سيميائية المناعة الذاتية وأمراضها.
-
الآفات مجهولة السبب، دي نوفو ( العودة الى البداية).
-
يجب أن لا نتفاجأ بكون الحس الفطري العام قضية مُتداخلة بين
الاختصاصات، وتتجاوز الاختصاص.
-
البيولوجيا الجزيئية والتطوُّر - الحس المشترك والذاكرة طويلة الأمد.
-
الفيزياء والكيمياء - الحس المشترك يعرض لتجميع معلومات سنتروبي
المجموعة والقطيع والثقافة، ومعلومات السنتروبي التطوُّري.
-
الفيزيولوجيا، الطب، التثقيف (كالقضايا السريرية).
-
فيزيولوجيا القتال، والتهديدات، سلوك (المُفترس والضَّحية) - الحس
المشترك وآليات الجهاز العصبي الودي أم نظير الودي.
-
طب الولادة - الحس الفطري العام والحَمَل.
-
طب الأطفال - الحس الفطري العام والتطور في مرحلة الطفولة الباكرة.
-
الطب النفسي - الحس الفطري العام واضطراباته (كتشخيص أمراض القلق
والسلبية القابلة للانتقال والعدوان السلبي والعداء للمجتمع والدين).
-
الطب العسكري وطب ساحات القتال ( بما يتضمن اضطرابات الشدة والشدَّة
عقب الرض).
-
التثقيف والتثقيف النوعي الخاص.
-
علم النفس، علم الاجتماع، الأنثروبولوجيا، علم السياسة، وبقية العلوم
الاجتماعية.
-
علم اقتصاد التناقض والحالات الغير اعتيادية.
-
علم اقتصاد الغباء، والحس المشترك الشاذ.
-
علم اقتصاد الفوضى.
-
علم اقتصاد الخصخصة والعولمة، والاعتماد على المصادر الخارجية.
-
البين شخصي- الخارق للمألوف - الروحي.
-
السلام والصراع.
-
قضايا السلام والحس الفطري العام.
-
استخدام الحس الفطري العام كمُشعر مُحدَّد للسلام.
-
الحس الفطري العام في الأنظمة، البيروقراطيات، الجيوكراسي.
-
الحس الفطري العام الشاذ، سرطان المؤسسات المرافق للأنظمة والناتج عن
سياسات الخصخصة والعولمة.
-
الحس الفطري العام الشاذ، المرافق للقوانين الحكومية / وتحرير القوانين
واقتصاديات السوق الحرة.
-
مخططات بونزي.
-
أزمة الرهن العقاري، وتأثر ظاهرة الدينامو.
-
علم اقتصاد الحس الفطري العام واضطراباته.
-
الحس الفطري العام، التفكير والذكاء المنطقي.
-
إعادة التفكير والتطوُّر المُتوقَّع.
-
المقاربات الجديدة لطب الولادة، طب النساء، والصحة العامة، العلم
العسكري وسياسات الصحة.
-
مساعدة الاحتياجات الغير معروفة والقلِقَة.
-
نماذج وصِيغ التصميم الاجتماعي والهندسي.
-
التداخل بين الحس الفطري العام المترافق مع النظم والبُنى الاجتماعية،
والحس المشترك الطبيعي البيولوجي.
-
الحس الفطري العام والمجتمع، كمُصادم هاردون الكبير مقابل الفوعة
الذاتية (هيغر بوزون كجسيم دقيق فيزيائيًا، مقابل الأوتوتوكسين أو
الأوتوفيرون كجسيم دقيق بيولوجيًا).
-
المُنتَجات، الاختراعات، وتوقُّعات المستقبل.
-
التصوير غير الغازي للحس الفطري العام في الدماغ، وأمراض الحس الفطري
العام في الدماغ.
-
التقييم غير الغازي وقياسات السنتروبي، ونسبة الأزواج غوانين سيتوزين:
أدنين ثيامين.
-
عداد البروليوفيك، والعمليات المُتعلِّقة به.
-
اكتشاف الأوتوتوكسين والأوتوفيرون.
-
اللُّقاحات ضد الأوتوتوكسين والأوتوفيرون.
-
المَخاطر المُتوقعة الناجمة عن عوامل حيوية، الإرهاب البيولوجي،
المُخالفات الحكومية.
-
الإمكانات المُتوقَّعة حول ظواهر من قبيل "اضرب واهرب" أو "تحت
الرادار".
-
المقاربات التشخيصيَّة الجديدة وتصحيحها.
ثالثًا: الحس الفطري العام كعنصر أساسي في نماذج الذاكرة طويلة الأمد
إنَّ رغبتنا في بحث الحس الفطري العام تُسْتَمَدُّ مبدئيًا من كونِها
قضية في المنطق، الذكاء المنطقي، والتفكير المنطقي في الموجودات
ودراسات البيولوجيا الجزيئية للذواكر طويلة الأمد
long-term memories
(LTM)
في النُظم الحية (سميث 1979)، وثانويًا من المراقبة التصادفيَّة في عام
1985 لعدد من طلاب المدارس الابتدائية مِنَ الذين لديهم شذوذات في الحس
الفطري العام (سميث 1988- سميث 1986- سميث 1987). إنَّ كلاً من الذكاء
والتفكير المنطقي يتضمَّنان عناصرَ من الحس الفطري العام العلمي
scientific common sense
(سميث 2006 ج). وهذا الاهتمام، بشكل عام، بدأ في
أواخر عقد السبعينات بعد اكتشاف أن الفيروسات البطيئة
slow viruses
وبدون استثناء، تترافق مع الخرف (في الدماغ ) والخرف المناعي
immune dementia،
أما الموجودة الثانية فهي أن
DNA
يجب أن يكون هو المستودع الخازن للذاكرة طويلة الأمد
LTM،
وهذا ما سَيُشَار لهُ مستقبلاً بـDNA
as LTM theory.
وإنَّ الربط ما بين موجودات الخرف الدماغي ونظرية الدنا كذاكرة طويلة
الأمد
DNA as LTM theory
في عام 1979 هو ما جعلنا نتوقَّع، وعلى نحو دقيق ظهور فيروس نقص
المناعة المكتسب
human
immunodeficiency
(HIV)
ومرض الأيدز
acquired immune deficiency syndrome
(AIDS)
في عقد الثمانينات، وكذلك مرض جنون البقر
mad cow disease
في عقد التسعينات. أما الموجودة الثالثة فكانت أن
فرانسيس كريك نَقَّحَ العقيدة الأساسية للبيولوجيا الجزيئية
Central dogma
(أي: الدنا
DNA
«
الرنا
RNA
«
بروتين
protein،
كريك 1970) والتي كانت عائقًا أساسيًا أمام نظرية الدنا كذاكرة طويلة
الأمد
DNA as LTM theory،
ويستشهد كريك 1970 في حاشية مهمَّة له بتقارير لجيبون وهانتر1967 وجونز
1967، ويتعرَّف على امكانات أن يؤدي العامل المسبب لمرض سكرابي
scrapie agent
إلى إحداث تغيير في النموذج (الدنا
DNA
«
الرنا
RNA
«
بروتين
protein).
وثَّق سميث 1979 الموجودة الرابعة المُهمَّة، والتي بدورها كانت معروفة
من قبل ماك كلينتك مكتشف الترانسبوزون
transposons
(عامل وراثي، وهو قطعة كروموزوم منقولة، ماك كلينتك 1950) وشارب
وروبيرت - كلُّ واحد منهم بشكل مستقل - اكتشفوا الأنترون
introns
(عامل وراثي، وهو قطعة كروموزوم لا تحتوي على شفرة وراثية)، والاكسون
exons
(عامل وراثي، وهو قطعة من كروموزوم تحتوي شفرة وراثية) أي "جينات
الانقسام" والارتباط (بيرجت وآخرين 1977 تشو وآخرين 1977). وكذلك اكتشف
تونجاوا إعادة ترتيب الدنا المترافق مع فرط تغيرات الغلوبيولين المناعي
(تونجاوا وآخرين 1978، ساكانو وآخرين 1979) باستخدام التفكير المنطقي،
إنَّ مخزن الدنا للذاكرة طويلة الأمد كان من المُفترض له أن يترافق مع
مناطق ترميز غير بروتينية في جينوم الدنا، والتي جرى وصفها في الوقت
نفسه بنفاية الدنا (junk
DNA)
(سميث 1983). والبرهان التجريبي المؤكد والداعم لهذا الاستنتاج أصبح
متاحًا في 2001م بناء على نشر تقريرين لمشروع الجينوم البشري. أظهر
هذان التقريران، وكل واحد منهما وبشكل مستقل أن البروتيوم
proteome
(أي: منطقة الجينوم المُرَمِّزه للبروتين) تشكل
تقريبًا 1.2% من الجينوم البشري، وكذلك ربما ما مجموعه 22.3% من
الجينوم يملك بعض التفاعل المُنتظم مع الـ 1.2% هذه.
الموجودات السابقة تفسَّر وبقوة وجود غالبية 25% من الجينوم البشري
باستخدام النموذج الداروني للتطور
Darwinian evolution،
وعلى قدم المساواة من هذا التفسير، إنَّ الطبيعة
nature
تشكِّل على الأغلب الـ 25% من الجينوم البشري، ولكن ماذا بشأن 75%
المتبقي من تطور الإنسان؟ ما هو دور التربية
nurturance
والتكيُّف
adaptation؟
هل يمكن للتربية
nurture
أن تتراكب أو تكمِّل الطبيعة
nature؟
ما الذي يجعل معلومات الذاكرة طويلة الأمد
LTM
- وعلى نحو باكر - تُختزن في الدنا
DNA؟
هل تعكس الذاكرة طويلة الأمد
LTM
المُترافقة مع تفكير الحس المشترك المستودع القبلي من الدنا
DNA
و/أو كخلفيَّة مُسبقة للشبكات العصبونية؟ وفيما إذا كان أحدهم يتحكَّم
بالجينات والثقافة واللغة والعوامل البيئية؟ هل الآليات الجزيئية
المترافقة مع تغيرات الدنا ستتغير بطريقة ملائمة يمكن الاعتماد عليها،
وخصوصًا إذا كانت معرفة الحس الفطري العام والسلوك المتعلق به كان
شائعًا؟ هذه الأسئلة تقودنا إلى التحقيق والاستقصاء في الأسس الجزيئية
للحس الفطري العام.
وبقدر ما يُستشهد بالعقيدة الأساسية للبيولوجيا الجزيئية لكريك كبرهان
أنَّ الدنا يكون هو نفسه في كل خلايا العضوية (وهذا النقاش بدوره ضد
أطروحة الدنا كذاكرة طويلة الأمد
DNA as LTM thesis)،
وفي ضوء الموجودات الثالثة والرابعة لسميث يظهر العَدَّاد الجديد
البروتوني الإلكتروني الايوني الفوتوني الجزيئي
(Preliophic
moleculator)
كوسيلة لاستقصاء الحس الفطري العام، وسيلة كانت قيد التصميم والتطوير
والاختراع، تنفع وبشكل خاص لدحض العقيدة الأساسية في البيولوجيا
الأساسية ( المعروض رقم 3 - سميث 1983).
إنَّ النموذج البدئي لعداد برليوفيك أُنشِئ في نوفمبر 1996، وفي عام
1999 أجريتْ تعديلات إضافية لتبدد الحرارة، وهذه التعديلات مَكَّنتْ
الجهاز من إنجاز عمليات برليوفيك
Preliophic
بدرجات حرارة متغيرة، وبما يتضمن الكيمياء الجزيئية لنماذج من ذوات
الدم البارد وذوات الدم الحار.
ملحق:
مخترع أمريكي أعلن عن طريق مكتب براءات الاختراع، وإن كانت عملية النشر
معلَّقة، وجود عدة تصاميم لتطبيقات برليوفيك
Preliophic applications
(المعروض رقم 5 - سميث وشادل 2008م) ويمكن مراجعة النسخة الانكليزية
المرفق رابطها أسفل الدراسة لإظهار صور الاختراع.
إنَّ إطار العمل النظري للدنا كذاكرة طويلة الأمد، وكذلك تصوُّر الحس
الفطري العام على أسس جزيئية، لا يكتمل بدون تقدير مناطق البروتوميك
وغير البروتوميك من الجينوم
proteomic and non-proteomic regions.
البروتوم يضم بروتين الجينوم (حيث أن الدنا الغير متقدِّري يشكِّل معظم
الدنا في الخلية) والذي يُحسب بدوره للجينات والمُنتَجات الجينيَّة،
التي عادة تكون بروتينات. وإنَّ (نفاية الدنا
junk DNA)
كمصطلح عادة ما يُستخدم للإشارة إلى المناطق المُكمِّلة من الجينوم "أي
المناطق غير البروتوميك"، نموذج الدنا كذاكرة طويلة الأمد اقتُرِحَ من
جهة أخرى، بمعنى أن الأجزاء المهمة من المناطق غير البروتوميك تكون ذات
صلة عالية، ويمكن استخدامها كمواقع لتغيرات قبليَّة في الدنا.
ثمَّة برهان نظري سريري مختبري موجود، يقترح أنَّ تغيرات الدنا في
الدماغ تكون من أزواج قاعدية غنية بالأدنين ثيامين (A*T)
adenine-thymine rich base-pairs
إلى أزواج قاعدية غنية بالغوانين سيتوزين (G*C)
guanine
cytosine rich base-pairs،
وأنَّ هذه التغيرات غالبًا ما تحدث خلال فترات النوم والأحلام (روفورج
وآخرين 1966، كارنيل وآخرين 1994، بينينغتون وهلر 1995، ميك غير وآخرين
2001، باسكال وبريت 2001، داون ويلي وموزينو 2001، سيكل 2003، وكر
وستيغولد 2004، جوينر وآخرين 2006، كيسلر وآخرين 2007، سافاج ووست
2007). وكذلك من المهم الإشارة إلى أنَّ الأدنين
adenine
يمكن أن يُستقلَب لأدينوزين
adenosine
والذي بدوره يشتغل كمُنظِّم للنوم (انظر الى بيننكتون وهلر 1995م)،
والنتائج التالية والمتلاحقة لهذه التغيرات القبلية، تؤدي إلى نمو
شبكات الحور العصبي (الاكسون) – تغصن
axon-dendritic network
(أي: الشبكات العصبية).
إنَّ مشروعَيْ الجينوم البشري يقدِّمان اثبات أنَّ الجينات تشكِّل
حوالي 1.2% من الجينوم، ويُقَدَّر وعلى نحو مُحافظ أنَّ حوالي 23% من
الجينوم كذلك تقوم بفعل المنظِّم. من الضروري بمكان أن نجد نظرية حول
الوصل بين مناطق البروتوميك ومناطق الغير بروتوميك، وعلاوة على ذلك
والى حدٍّ ما، فإن الكودونات ثلاثية النيوكليوتيد
trinucleotide codonsهي
التي تقرر الشفرة الوراثية لمناطق البروتوميك، ويجب ألا نندهش كثيرًا
إذا عرفنا أن تكرار ثلاثيات النيوكليوتيد (TNRs)
يترافق مع أمراض عصبية، ما يميِّزُها وجود مركَّبين أحدهما عصبي عضلي
والآخر مركَّب استعرافي
cognitive component
(كمرض هنتنغتون
Huntington disease
ومتلازمات الصبغي الهش اكس
x-fragile syndromes،
كليري وبيرسون 2003). في الحقيقة التفكير المنطقي حول أمراض تكرار
ثلاثيات النيوكليوتيدdisease
TNR
يقترح أن ظاهرة التكرار تتوافق مع أطروحة الدنا كذاكرة طويلة الأمد،
ويمكنها أن تتحكم ببعض الشفرات المترافقة مع تغيرات الدنا. هذه
الأطروحة دُعمتْ لاحقًا
بنسب انتشار عالية للسيتوزين والغوانين
guanine
cytosine andفي
أمراض تكرار ثلاثيات النيوكليوتيد
disease
TNR،
وكذلك كون الأدينوزين
adenosine
يعمل منظم ذاتي للنوم (بينينغتون وهلر 1995). رسَّامة الغرافيت كْرِسْ
فِيْنِيْ، توضِّح بعض هذه القضايا في المعروضات من 6 إلى 10، حيث
أنَّها استخدمت مزهرية الأنهار والتيارات لكولين دبليو بلات
(المعروض رقم 6 انظر
C W platt gourds)
كنموذج مجازي مُحَاكي للدماغ والجينومات الدماغية.
إنَّ صيغة الجمع جينومات قد تمَّ دراستُها مُفصَّلا، وإلى حدِّ ما فإنّ
اطروحة الدنا كذاكرة طويلة الامد، تفترض ضمنا كذلك وجود جينومات متعددة
مع اختلافات صغيرة في مناطق البروتوميك، واختلافات عُظمَى في مناطق غير
البروتوميك. مناطق الالتفاتات الناعمة في المزهرية (الأكثر ضوءًا) تشير
إلى مناطق البروتوميك، ومناطق الالتفافات المُرقطة في المزهرية (الأكثر
ظلمة) تشير إلى مناطق غير بروتوميك. المناطق الناعمة وبشكل مدروس تمَّ
اختيارها لتعكس انتظام الجين ومُنتجاتهِ، بينما المناطق المُرقَّطة
تمثل مناطق غير البروتوميك وتشير - على ما يبدو - إلى عدم الانتظام
والمترافق مع تصورات دور التربية
nurturance
perceptions of
والاختلافات الشخصية.
المعروض رقم (7) والمعروض رقم (9) هما عبارة عن مقطع عرضي في مزهرية
الأنهار والتيارات.
المعروض رقم
(7) يعبِّر عن المادة الجينية الطبيعية (الناعمة والمرقطة)، في حين،
وكمقطع عرضي أيضًا، المعروض رقم (9) يعبِّر عن المشاركة ما بين أمراض
مناطق البروتوميك ومناطق الغير بروتوميك (والمترافقة مع استخدام فينيْ
للتشوهات المتعددة في المناطق الناعمة والمرقطة). ولإضافة قليل من
الواقعية إلى هذه الرسوم، نجد أنَّها في المعروض رقم (8) والمعروض رقم
(10) قد قسَّمتها إلى ثلاث شرائط موسومة
A،B،C
كي تدلَّ على الكرموسوم
A
والكرموسوم
B
وكرموسوم
C.
بكلمات أخرى المعروضات
8a 8b 8c
تشير إلى الكروموسومات الطبيعية
A B C
على التوالي، وبطريقة مماثلة المعروضات
10a 10b 10c
تشير إلى الكروموسومات غير طبيعية
A
B
C
على التوالي.
بالتدقيق تظهَر عيوب في كلٍّ من مناطق البروتوميك وغير البروتوميك على
الكرموسوم
A
(المعروض
10a).
التعدِّيات من مناطق البروتوميك الناعمة إلى مناطق الغير بروتوميك
المرقَّطة، في المستوى الأبسط، سوف تُعزى لها الأعراض الاستعرافية
والسلوكية. أما التعديات من مناطق الغير بروتوميك المرقَّطة على مناطق
البروتوميك الناعمة، في المستوى الأبسط، على الأرجح سوف تعطي أعراض
حسِّية حركية. وإنَّ أمراض تكرار ثلاثيات النيوكليوتيدdisease
TNR
قد تكون مثالاً على التعدِّيات في مناطق الغير بروتوميك، ولا نستطيع أن
نغفل عن أنَّ الجين في حالة التعدِّيات سوف يعطي مُنتجاتْ بروتينية
مُشوَّهة.
الكروموزوم
B
(المعروض
10b)
يُظهِر العيوب غالبًا في مناطق البروتوميك، والتعديات من مناطق
البروتوميك الناعم إلى مناطق غير البروتوميك المرقط، في المستوى الأبسط
سوف تُعزى له الأعراض الاستعرافية والسلوكية. التعديات وبشكل كامل، في
مناطق الغير بروتوميك المرقط، وفي المستوى الأبسط سوف تُعزى لها
الأعراض الحسية الحركية، على الرغم أن الأعراض الحسية الحركية قد لا
تحدث. الشيزوفرانيا هي مثال على طفرات
de novo gene mutation
وطفرات أخرى تحدُث كُلِّية في مناطق الغير بروتوميك
في الدماغ.
الكروموسوم
C
(المعروض10c
) يظهر العيوب غالبًا في مناطق الغير بروتوميك، والتعديات من مناطق
الغير بروتوميك المرقط إلى مناطق البروتوميك الناعم، في المستوى
الأبسط، سوف تظهر كموجودات عصبية عضلية، أو فيزيائية أخرى. التجاوزات
بشكل كامل ضمن المناطق الغير بروتوميك المرقط، وفي المستوى الأبسط،
وغالبًا ما تُعزى لها الأعراض الاستعرافية مع / أو أعراض سلوكية، على
الرغم من أن الأعراض الحسية الحركية قد لا تحدث.
على الرغم من أن الكروموسومات
A
B
C
تمثِّل بُنَى رمزية، ولكنها تقدِّم مثالاً للتميز ما بين بُنَى الذاكرة
طويلة الأمد
LTM
وتطبيقات وآليات هذه الذاكرة، بما يُمكِّن مِنْ استخدامها في آليات
الحس الفطري العام الطبيعية والشاذة. وهذا الوصف يوضِّح لنا أهمية
التمييز بين معرفة الحس الفطري العام (كذاكرة طويلة الأمد) وبين الحس
الفطري العام بحدِّ ذاته.
أحد الأشخاص المُحذِّرين لاحظ أن رسومات الغرافيت لفيني
finni
s graphics،
لا تؤكِّد على أهمية التميز بين الحوادث القبلية (أي المترافقة مع
تغيرات الدنا) والحوادث البعدية (المترافقة مع تشكل المحاور العصبية
وتغصُّنات الخلايا العصبية
axons and dendrites
وتوصيلها في شبكات عصبونية). والرسومات كذلك وبشكل أساسي لا تكشف
أهميَّة الحادث التطوُّري، حيث أنَّ تغيرات الدنا في الدماغ لا تترافق
مع انقسام الخلايا أو نسخها، في حين أنَّ تغيرات الدنا في معظم الخلايا
تكون مترافقة مع الانقسام والنسخ، وهذا ما سيكون له أهمية كبيرة في
تطوُّر عظم القحف، بما يسمح لتغيرات الدنا بالحدوث، وحتى دون انقسام
خلوي، على النقيض مما نشاهده في حالة الجهاز المناعي، حيث أنَّ تغيرات
الدنا تترافق مع تكاثر نسيلي يسمح بزيادة الإشراف على
الامينوغلوبيولين، على النقيض مما يجري في الدماغ حيث انقسام الخلايا
وتغيرات الدنا تكون غير ممكنة، وذلك بسبب أن الوفرة في المعلومات
وتكرارها منطقيًا ورياضيًا سوف يكون غير ذو معزى وغير مُتحكَّم به.
*** *** ***