استهلال
بدأ الأدب الأمريكي
Amerrican literature
بداية متواضعة، ثم ما لبث أن أخذ مركزه بين الآداب
الأولى في العالم. ومن إيجابياته أنه يمجد: المثل العليا، وصفات
الاعتماد على النفس، والاستقلالية، واحترام الإنسان، والتأكيد على
الديمقراطية، وحب الطبيعة والخروج على التقاليد الأدبية من أجل كل
إبداع جديد.
وتعد الفكاهة عامة، والساخرة بخاصة، من الخصائص المميزة لهذا الأدب.
وقد شهد تطور الأدب الأمريكي عدة مراحل هي: أدب المستعمرات (1765 –
1608م)، وعصر الازدهار الأول (1765 – 1850م)، ثم ظهرت أشكال أدبية
جديدة بعد الثورة الأمريكية
American Revolution.
فقد أشعل الاستقلال السياسي رغبة قوية للاستقلال في فن الأدب، ولأول
مرة انفصل أدباء أمريكا عن ماضيهم الأوروبي. ويبدو ذلك بوضوح في
كتاباتهم عن السياسية وتحرير العبيد، وما لبث الأدب الأمريكي أن بلغ
مرحلة النضوج عام (1850 - 1900م).
مع
الارتفاع الحاصل في استعمال وسائل التواصل الاجتماعية عند المراهقين،
فإن قضية هل يفضي هذا الاستعمال إلى محصِّلات إيجابية أو سلبية هي قضية
تسوِّغ فهمًا أكبر قدرًا. تُراجع هذه المقالة نقديًا الأدبيات المتعلقة
بهذا الموضوع المهم. نفحص على وجه الخصوص كيف يؤثر استعمال وسائل
التواصل الاجتماعية في الترابطية الاجتماعية من جهة عناصر ثلاثة من
عناصر تطور المراهق: حس الانتماء، والرفاهية النفسية-الاجتماعية، وتطور
الهوية وسيروراتها.
نُشرت تقارير عن مكتشفات مختلطة فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه وسائل
التواصل الاجتماعية في تعزيز الترابطية الاجتماعية، مما يوحي بأن
الناشئة قد يختبرون محصلات نفسية-اجتماعية إيجابية وسلبية معًا. نتيجة
لذلك، تحاجج هذه المقالة بأن الأدوات الشابِكية
تُحدث مفارقة في ما يتعلق بالترابطية الاجتماعية. إنها، من جهة تزيد من
سهولة تشكيل الأفراد للزمر والجماعات الشابِكية وإحداثهم لها، لكنها قد
تُحدث من الجهة الأخرى مصدرًا للاغتراب والنبْذ.
حاملوا
مشاريع مستقبليَّة، غارسوا أمل، منجزوا تغييراتٍ حدَّ الانقلابات،
مبدعون ثقافيُّون... لهم جميعًا، على اختلاف بلدانهم،
قاسم مشترك في تبنِّي نظرة شاملة ومتكاملة للعالم (...) في إعادة وضع
الإنسانيِّ في قلب المجتمع، (...) في التَّفكير في حلول جديدة للمسائل
الشخصيَّة أو الاجتماعيَّة (...)
إنَّهم يدعون في معظمهم إلى العودة إلى فلسفة للحياة تدور حول
السَّعادة، إضافة إلى قيم أساسيَّة، مثل الهناء الفرديِّ والجمعيِّ،
التَّكافل الإنسانيُّ، السَّلام...
يبتكرون، وهم المبدعون، محرِّكين الرَّكائز التي تدعم جميع مجالات
المعرفة الإنسانية، والتَّعليم أوَّلها.
لا يُفهَمنَّ هذا التَّحريك، على صعيد المدرسة الابتدائية بشكل خاصٍّ،
على أنَّه مجرَّد إدخالٍ لتقنيَّات جديدة إلى قاعة الصَّفِّ، بل على
اعتباره سيرورة تحديث للرؤيا التَّعليمية وللمناهج التربوية المختارة
كي تُدرَّس.
يعبر
خلق المفاهيم من طرف الفلاسفة عن مدى تمكنهم وقدرتهم على التَّفلسف.
والمفاهيم التي يبدعها الفلاسفة ترسم طريقهم الرئيسي في الفكر الفلسفي.
فمن خلالها يتم التعبير عن الأفكار وبالتالي إنتاج المعرفة. ثم إن
تحديد المفاهيم من بين أهم مبادئ الفلسفة. ولذلك كانت المفاهيم تختلف
من فيلسوف لآخر. ونحن، على سبيل المثال، إذا بحثنا عن تعريف لمفهوم
الفلسفة لوجدنا أن هناك اختلافًا كبيرًا بين الفلاسفة في تحديد تعريف
لها. إذ إن الفلسفة مع الحكماء السبعة اتخذت معنَّى البحث في الوجود،
والبحث في ما هو طبيعي وفي العنصر الذي ينبثق منه العالم. ثم بعد ذلك
مع سقراط أصبحت الفلسفة تهتم بوجود الإنسان. فضلاً عن ذلك، نجد الفلسفة
مع أفلاطون اتخذت معنى القيم، فدرست الخير، الفضيلة، الجمال... إلخ.
وأمَّا عند فلاسفة الإسلام، فنجد أن ابن رشد يعرف فعل الفلسفة بأنه
النَّظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع.
وهي عند إخوان الصفاء: "التَّشبه بالإله بحسب الطاقة الإنسيَّة".
مشكلة
وجود طريقة لإلقاء إلهام في نفوس شعب هي مسألة جديدة كلَّ الجِدة. لقد
أشار إليها أفلاطونُ في عدة مواضع في [محاورة] الجمهورية
[كتاب السياسة]
le Politique
وفي كتابات أخرى؛ لا شك في أنه كان هناك تعاليم حول هذا الموضوع في
المعرفة السرية للعصور القديمة قبل الرومانية التي اختفت كليًا. وربما
كان يجري الحديث أيضًا عن هذه المسألة وعن مسائل مشابهة في أوساط فرسان
الهيكل [المعبد]
Templiers
والماسونيين الأوائل. إن لم أكن مخطئةً فإن مونتسكيو كان يجهلها. وروسو
الذي كان مفكرًا قويًا عرف بوجودها بصورة واضحة جدًا، لكنه لم يذهب
أبعد من ذلك. ويبدو أن رجال عام 1789 لم يكن لديهم شكوك حولها. وفي عام
1793، وبدون أن يكلِّفوا أنفسَهم عناءَ طرح هذه المشكلة، ناهيكم عن
دراستها، ارتجلوا حلولاً متسرعة: احتفالات الكائن الأسمى
fêtes de l'Être suprême،
احتفالات الإلهة العقل
fêtes de la Déesse Raison.
فكانت سخيفة ومُخجِلة. وفي القرن التاسع عشر تدنَّى مستوى العقول إلى
أدنى من المستوى الذي تتوضَّع فيه مثلُ هذه المسائل.
ونشير
مرة أخرى إلى أن الرسالة الوحيدة للعلم هي إنارة الطريق. فالحياة قادرة
على الخلق عندما تُزال كل عوائقها السلطوية والعقائدية وعندما تُمنح
حرية الحركة الكاملة.
إذًا كيف سنتمكن من حلِّ هذا التناقض؟
العلم ضروري من أجل التنظيم المنطقي للمجتمع، ولكن من جهة أخرى وبسبب
عدم قدرته على الاهتمام بما هو حقيقي وحيٌّ يجب ألّا يتدخل في التنظيم
الحقيقي والعملي للمجتمع.
ويمكن حلُّ هذا التناقض بطريقة واحدة فقط؛ وذلك عن طريق تصفية العلم
ككينونة أخلاقية متواجدة خارج الحياة بالمطلق ومُمثلة من قبل مجموعة من
علماء ذوي امتيازات مفروضة من الجموع. على العلم أن يُمثٍّل الوعي
الجمعي ويتحول حقًا إلى ملكية عامة. وبدون أن يخسر شيئًا من سمته
الشمولية التي لا غنى له عنها، وبينما يستمر في الاهتمام بالأسباب
العامة حصريًا والشروط والعلاقات الثابتة للأفراد والأشياء، سيصبح
منسجمًا مع الحياة الحقيقية والحاضرة لكل الأفراد.
يوجد
حل آخر للتبادل المستحيل للحياة، وهو مبادلتها بحياة مزدوجة.
هكذا حال رومان Romans، الشخصية الرئيسية
في دعوى إجرامية في التسعينيات، فبسبب عدم جرأته على الاعتراف لعائلته
أنه أخفق في دراسة الطب، أقام حياة كاملة موازية، شبهُ مسيرة طبية،
مواصلاً استغلال عائلته ماليًا بالسبل كافة حتى اليوم الذي يقتلهم فيه
جميعًا (يقتل أبويه، وزوجته وولديه) ولا يستثني من ذلك، بشكل غامض، إلا
مدبرة المنزل، وفي اللحظة الأخيرة.
لماذا ارتكب هذه المجزرة؟ في اللحظة التي كان سيُكتشف فيها، لم يحتمل
أن يكفَّ من آمن به عن تصديقه، فلا يجب أن يكتشفوا الحقيقة. لذلك لم
يبق إلا حل وحيد: إلغاؤهم. لأن الانتحار لم يكن كافيًا لمحو الخداع في
نظر عائلته. كل هذا منطقي: فهو يجنبهم خزي أن يعرفوا الحقيقة.