|
قيم خالدة
لذلك
قيل إن المجنون هو أسعد إنسان في هذا
العالم، وإن العبقري طفل استعيد قصدًا، وإن
المهرِّج ضمير لا يوارِب. أ. مدخل عام في المطلق، ليست العولمةُ حسنةً أو سيئة. تكون على ما نريدها نحن البشر أن تكون. ليست الأنظمة بوجه عام هدفًا في حدِّ ذاتها. لذا علينا أن نعمل جاهدين لكي تغدو العولمة، كما الأنظمة كلها، في خدمة الشخص البشري والخير العام وتعزيز التضامن بين البشر.
هل يصلح
هذا عنوانًا لمقال عابر؟ ربما كان الأوْلى
به كتابٌ يستغرق جهد مؤرخ ضليع وكبير
للفلسفة لسنوات عديدة، ثم قد لا يخلو من
فجوات ولا ينجو من عثرات. ربما يكون جهدًا
من هذا القبيل قد بُذِل، وربما تعددت فيه
الاجتهاداتُ وتنوعت وتباينت وتنازعت. إذ
ليست المعرفة كلها "تذكُّرًا"، بحسب
نظرة أفلاطون إليها أو نظريته فيها. نبضُها
ومحرِّك تطورها ومُخصِبُ نموِّها ومفجِّر
حيويتها اشتقاقٌ واكتشاف وابتداع.
كيف أبرِّر معتقدي وتفكيري؟
كيف أنشئ محاكمةً عقليةً سليمةً تتجاوز
الانفعال السلبي وتبلغ نطاق الروح الذي
يزهر فيه الإيمان؟ ما هو الشعور أو الحدس
الذي يتحرك في داخلي ويتمخَّض عن إيمان
يتمثل في اليقين؟ هل يمثِّل إيماني يقين
الاعتقاد؟ وهل تتأسس علاقةٌ وثيقةٌ بين
عقلي وإيماني؟ وبالتالي، ما هو موقف العقل
من كلِّ ما يتمثَّله الإنسانُ بفكره
المنطقي وشعوره وحدسه؟ إلى أيِّ حدٍّ ينسجم
عقلي وإيماني في تكامُل أو تآلُف روحي؟ هل
يخرج الإيمان عن نطاق المعرفة العقلية التي
تستغرق ذاتها في وسط يمتلئ بتأمل الحقيقة
الإلهية السامية؟ كيف يفهم عقلي ذاته ويعي
حقيقته؟ كيف يتأمل عقلي ذاته وهو ينشد
الحقيقة في عالم الداخل وعالم الخارج؟ كيف
يؤمن عقلي بحقيقة معرفته ووعيه؟ كيف يتأمل
العقل الحقيقة المطلقة ويستغرقها؟ كيف
تتجلَّى هذه المعرفة في ظاهراتها الطبيعية
والكونية؟ هل تعبِّر كل ظاهرة عن اعتقاد أو
موقف فكري أو إيمان؟ ماذا أسمِّي وسيلة
التعبير عن هذا المنظور؟ ألا يُحتَمل أن
أدعوها إيمانًا مؤسَّسًا على يقين بما يُرى
وبما لا يُرى؟
يقول
مفكِّر فيلسوف، أبادر
فأعترف أمامكم صادقًا بأني لا أعرف إطلاقًا
كيف انزلق اسمُه في ذاكرتي إلى ركن معتم، أو
كيف اختفى خُلْسة خلف زحمة الأسماء،
مخلِّفًا، مع ذلك، على صفحة الخاطر أبعادًا
من أبعاده وملامح من ملامحه تشكِّل ما يشبه
الشبح، تاركًا قليلاً من حروف ممزقة،
يدهشني فعلاً أني ما إنْ أحاول لمَّ شتاتها
وتركيبَها على نحو يحتال على بقية الأحرف
ويغريها بالظهور، حتى تُفسِدَ العمليةَ
الاستدعائية كلَّها بعضُ الأسماء الغريبة
التي تقفز قفزًا إلى ساحة النظر، فتسدُّ
عليَّ رؤيةَ الأغوار، وحتى أجد نفسي بعد
ذلك محمولاً على الظن بأن المفكِّر
الفيلسوف نفسه هو الذي يعمد إلى حجب اسمه،
وكأنه يخشى أن يفصح عن نفسه وأن يحمل
بالتالي مسؤولية قوله، على الرغم من أن
قوله لا يوجب إطلاقًا مثل هذا الحرج، لأنه،
في آخر الأمر، ليس سوى قول بين الأقوال، نطق
به فيلسوفٌ من البيِّن أنه بعيد عن التزمت
الثقيل وعن اصطناع الصرامة القاسية، ومن
الراجح أيضًا أنه شغوف بمسابقات الجمال،
وذو ميل قاهر إلى الاستثناء، حيث يشعر
بضرورة الاستثناء، دون أن يقصد مع ذلك إلى
محو الفوارق الجوهرية بين الجانب الجاد
وبين الجانب المازح في كلِّ قول يقال، –
قلتُ يقول مفكِّر فيلسوف: إن
معاجم اللغات جميعًا لم تعرف، عِبْرَ
تاريخها الطويل، لفظةً أجمل من لفظة الحرية،
باستثناء لفظة الحب.
|
|
|