|
منقولات روحيّة
يبدو
واضحًا للعيان أن المعرفةَ بقانونَي كَرْما
karma
والتقمص Reinkarnation
كانت
بالتأكيد موجودة في عهد المسيح، بل وكانت
جزءًا من مادة التفكير المسيحي القديمة. ولا
بدَّ هنا من أن نسأل: كيف ضاعت لاحقًا هذه
المعرفة؟ ولو أردنا – بهدف تقديم إجابة عن
هذا السؤال – البحثَ والتقصِّي في تاريخ
مفهوم التقمص في المسيحية المبكرة، علينا أن
نكون على يقين من الحقيقة التالية، التي
غالبًا ما يتم تناسيها إلى يومنا هذا: لم
تعرف المسيحية المبكرة، في القرون الأولى
التي تَلَتِ المسيح، تعاليم متينة تشبه،
مثلاً، تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، التي
تُعتبَر قاعدةً راسخة للمسيحية في أيامنا.
[...] في رسالتك أيضًا إثارات
كثيرة لموضوعات كثيرة، لا بدَّ من أن نتعاون
جميعًا على توضيحها ومواجهتها بالجرأة
والصراحة اللتين تستوجبهما خطورةُ المهمة
التي نضطلع بها – أعني بها مهمة "تثوير
الفكر الديني" في شرقنا العربي، في شقَّيه
المسيحي والإسلامي. وفي الأسطر التالية نصيبي
المتواضع تعقيبًا على هذه الإثارات.
شري آتمانندا هو اللقب الروحي للمعلِّم الأدفَيتي الكبير كريشنا مينون (1883-1959). علَّم طريقة أدفَيتية ("لاثنوية") على غرار الفيدنتا الأدفيتي لأدي شنكرا، لكن تعليمه انطوى كذلك على عناصر أصيلة خاصة به. من مريديه غير الهنود: الإنكليزي جون ليفي، الأمريكي جوزف كمبل، الهولندي فولتر كيرز، واللبناني كمال جنبلاط. المحرِّر قام المعلِّم اليوناني–الأرمني الأصل غيورغي إيفانوفتش غورجييف (المولود في العام 1872 والمتوفى في 29 تشرين الأول 1949)، بعد رحلات طويلة في الشرق بحثًا عن المعرفة الباطنية الحق، بتأسيس حركة قائمة على الاستنارة الداخلية عِبْر التأمل وتذكُّر الذات المشدَّد، فاجتذب إليه العديد من المثقفين المرموقين في أوروبا والولايات المتحدة. أنشأ في غابة فونتينيبلو (فرنسا) "معهدَ[ه] للتنمية المتناغمة للإنسان"، واستقر فيه اعتبارًا من العام 1922 مع عشرات من المريدين. كتب ثلاثية "في الكلِّ وكلِّ شيء" التي تشتمل على رسائل بعلزبول إلى حفيده، لقاءات مع أناس مرموقين (سيرة ذاتية، نَقَلَها المخرجُ الكبير بيتر بروك إلى الشاشة الفضية)، والحياة حقيقية فقط حين "أكون"، بالإضافة إلى كتيِّب صغير بعنوان بشير الخير الآتي. من بين مريديه نذكر: المعماري الكبير فرانك لويد رايت وزوجته، الرسامة جورجيا أوكيفري، الكاتبة كاثرين مانسفيلد، والصحافي ب.د. أوسبينسكي، الذي ساعدت مؤلَّفاتُه الدقيقة على انتشار تعاليم غورجييف في العالم قاطبة. النص التالي مدخل أوليٌّ إلى مقاربته للعمل الداخلي، وفاتحة لسلسة نصوص لاحقة، له وعنه، تعتزم معابر من خلالها تعريفَ قرائها بتعاليمه. د.أ. ***
تختلفُ صورة الله باختلاف كلِّ مجتمع؛ أي أنها تتوقف على عوامل بشرية: تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية إلخ. ومن جهة أخرى، فقد اتَّسع الصراعُ الإيديولوجي العريق الذي شُنَّ باسم الحقيقة اتساعًا جديدًا ضمن الإطار غير المُقَوْنَن للعولمة: إذ أخذَتْ في الظهور نظرياتٌ لاهوتية متناقضة، دخلَتْ فيما بينها في تنافُس مباشَر بفضل وسائل التواصل الجديدة وتبادُل الأشخاص والأفكار أيضًا؛ وهي كثيرًا ما تجعل التوتر بين الأفراد والمجموعات أو الدول يحتد. بيد أن العروضَ المتنوِّعة للدين يمكن لها أنْ تخفِّفَ من صعوبة الحواجز العقائدية القديمة، وبالتالي من حدة النزاعات، وذلك من خلال تشجيع روحانية جديدة تكون منفتحة ومتسامحة ونسبوية relativiste و"توفيقية" إلى حدٍّ ما. وسنقوم فيما يلي بإجراء مقارَنة بين الغرب وبين العالم العربي الإسلامي
|
|
|