|
حول
الدين والحقيقة الدينية من
حوار مع الأب غريغوار حداد[1] [...] في رسالتك أيضًا إثارات
كثيرة لموضوعات كثيرة، لا بدَّ من أن نتعاون
جميعًا على توضيحها ومواجهتها بالجرأة
والصراحة اللتين تستوجبهما خطورةُ المهمة
التي نضطلع بها – أعني بها مهمة "تثوير
الفكر الديني" في شرقنا العربي، في شقَّيه
المسيحي والإسلامي. وفي الأسطر التالية نصيبي
المتواضع تعقيبًا على هذه الإثارات. لماذا "يخافون على الله"؟
والجواب لأنهم فارقوه. إن الله، إذا فارَقَه
الإنسانُ، تشيَّأ وتَمَأْسَس (= صار مؤسَّسة)،
وبات يخضع لكلِّ ما تخضع له أيةُ مؤسَّسة أخرى
في التاريخ: فيتنسب بعد إطلاق، ويتقيَّد بعد
حرية، ويغدو عندئذٍ إما دولة أو فرقة أو طائفة
أو طبقة، كما يغدو "متعددًا" بتعدد الدول
أو الفِرَق أو الطوائف أو الطبقات – قابلاً
لأن يجلِّله الغبار وأن يعلوه الصدأ: "أربٌّ
يبول الثعلبان برأسه؟!" – وهل كانت الوثنية
يومًا شيئًا آخر سوى تنسيب المطلق، وحدِّ
اللامحدود، وتفريق المتوحد؟ ولئن كان للمطلق أن يتجلَّى
في التاريخ، فسبيله إلى ذلك قلب الإنسان
ليس غير: "ما وسعني أرضي ولا سمائي، ووسعني
قلب عبدي المؤمن"، على ما جاء في الحديث
القدسي. الإنسان هو الله في التاريخ، والله
هو الإنسان في المطلق. وهكذا يكون الإنسان
هو المطلق الوحيد في عالم المدى (= في دلالته
المزدوجة على الزمان والمكان جميعًا): "وإذ
قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً
[...] فإذا سوَّيته ونفخت فيه من روحي فقَعوا له
[أيها الملائكة] ساجدين" [البقرة 30، الحجر 29]؛
"مَن رآني رأى الآب" [إنجيل يوحنا 14: 10]،
قال المسيح لفيلپُس، و"إني في الآب وإن
الآب فيَّ" [14: 11]. ويقول الحلاج: "فإذا
أبصرتني أبصرته...". قيل لأبي يزيد البسطامي:
"كيف تقول إن مَن يراك لا يدخل النار، وأبو
جهل قد رأى محمدًا؟!" قال: "إن أبا جهل ما
رأى محمدًا قط. إن الذي رآه كان يتيم أبي طالب!" و"الكلمة الموحاة"
ليست إلا تحقُّق الإلهي في البشري بغرض
تحقُّق البشري في الإلهي: "لقد صار الإله
إنسانًا لكي يصير الإنسان إلهًا."[2]
الصيرورة الأولى اقتضت منَّا أن نعبده (= "تفريغ
المحل"، كما يقول الصوفية)؛ والصيرورة
الثانية أوجبت علينا أن نستعين به. ومن هنا:
"إياك نعبد وإياك نستعين" [الفاتحة 5] –
ولقد كان القشيري وغيره من الصوفية يقولون إن
"إياك نعبد" شريعة، و"إياك نستعين"
حقيقة. والذي يلوح لي أن حركة
التاريخ "من الداخل" يمكن رؤيتها في هذا
الضوء: التطلع إلى الارتقاء نحو الأفضل، ما
سببُه؟ حب المعرفة والاستزادة منها، ما
علَّتُه؟ سعي المتفرِّق إلى "الوحدة"[3]،
ما هي دواعيه؟ ثم هل كان تذليل العقبات التي
تحول بين الإنسان وبين تطلعاته إلى الارتقاء
والمعرفة والوحدة ممكنًا لولا هذا "السَّوْق"
الذي يسعى به نحو "التحقُّق في الله"؟:
"يا أيها الإنسان إنك كادحٌ إلى ربك كدحًا
فمُلاقيه" [الانشقاق 6]. وما من عقبة تحول بين
الإنسان وبين "تحقُّقه في الله" أكبر من
"الله–المؤسَّسة"، لأنه فيها إله نسبي
يدَّعي صفة الإطلاق، ولذلك هو إله طاغية. وما
كان في التاريخ البشري طغيانٌ إلا وكانت صفةُ
الإطلاق ملازمةً له. إن "الله–المؤسَّسة"
إله خائف، لأنه غير آمِن على نفسه، يحدوه
الخوفُ إلى التمسك بأسباب البقاء. وليس ما
يطمئنه على بقائه شيء أفضل من "نفي الآخر"،
غير مدرِك أن في نفي الآخر نفيًا لوجوده هو،
من حيث إن "الآخر" ضرورة وجود له. ومن فاضح التناقض أن الذين
ينسِّبون المطلق هم أنفسهم الذين يطلقون
النسبي. فهم يجعلون الله مؤسَّسة في التاريخ،
فيجرِّدونه من ألوهيته، ثم لا يلبثون أن
يُضفوا هذه الألوهية على مؤسَّستهم لكي تحلَّ
محلَّ الله في كلِّ شيء. ومن هنا تنشأ ضرورةُ
تحطيم هذه المؤسَّسة–الصنم، حتى "يتحرر"
الله، ويشيع في قلوب الناس جميعًا. هكذا
فعل إبراهيم الخليل، وهكذا فعل النبي محمد،
وهكذا فعل السيد المسيح عندما طَرَدَ
الصيارفة وباعة الحمام من الهيكل [إنجيل
يوحنا، الإصحاح 2]. إن المؤسَّسة–الصنم لهي
"الدجال" في مقابل "المسيح". ولذلك
لا بدَّ للمسيح من أن يعلو رأسه بالسيف – ولا
غرابة بعد هذا إذا التقليد الإسلامي صوَّره
شاهرًا سيفًا! وبعد، أليست "الكنائس"
التي حلَّت عليها نقمةُ المسيح، كما في رؤيا
يوحنا، هي "الدجال" بعينه؟ إذن، لا غرابة
أيضًا إذا التقليد المسيحي وَصَفَه بأنه "صاحب
السيف المرهف الحدَّين"! ولا بدَّ، لكي يعود الله إلى
الإنسان، من أن يعود الإنسانُ إلى الله، لأنه بعودة
الإنسان إلى الله يتحقق الله في الإنسان،
وبعودة الله إلى الإنسان يتحقق الإنسان في
الله: "توبوا، قد اقترب ملكوت السماوات.
[...] أعدوا طريق الربِّ واجعلوا سُبُلَه قويمة"
[إنجيل متى 3: 2-3]؛ "إن الله يحب التوَّابين
ويحب المتطهِّرين" [البقرة 222]. إن حبَّ الله
للإنسان لهو الجزاء الموعود به الإنسان
التائب، العائد إلى الله. وإني لأتساءل إن كان
"ملكوت السماوات" شيئًا آخر أعظم من حبِّ
الله للإنسان؟! لا شكَّ أن "التمييز"
الذي أدخلتَه على إبانة "إن ديني صحيح،
وكذلك دينك" واردٌ إنْ كان الدين يحمل صفة
الإطلاق. أما وأن الدين نسبي – وكلُّ دين نسبي
– فليس ما يمنع أن تكون "الصحة" قاسمًا
مشتركًا بين أديان عدة؛ وبالتالي، فليس يمنع
أن يكون في كلِّ دين "ما هو غير صحيح ولا
بدَّ من إعادة النظر فيه"، كما تقول. وفي
ظني أن هذا الجزء "غير الصحيح" من الدين
هو "صحيح" أيضًا، بمعنى أنه العنصر
الإبداعي الذي يمنحه القدرة على التجدد،
ويكفل له دوامَ البقاء في التاريخ. وهو الجزء
الذي تُرِكَ أمرُ تصحيحه في المسيحية إلى "روح
الحق"، الـپارقليطوس، كما تُشعِر بذلك
الآياتُ الواردة في هذا الشأن [إنجيل يوحنا 14:
16-17]. وهو في الإسلام تلك الثغرة بين الله (=
الكمال) وبين الإنسان (= النقص)، التي أريدَ
لها أن تكون "قاب قوسين أو أدنى" [النجم 9]،
حتى يبقى سعيُ الإنسان نحو التحقُّق في الله
سعيًا لانهائيًّا، من حيث إن الكمال
واللانهاية مترادفان. وعلى هذا، يكون الجزء
غير الصحيح "صحيحًا"، لأنه التغير في وجه
الثبات، والتطور بإزاء الجمود! ولقد آثرتُ مصطلح "الحقيقة
الدينية" على "الإيمان"، لِما في
الأول من دلالة موضوعية وما في الثاني من
دلالة ذاتية، من حيث إن الإيمان لا يقوم
بذاته، بل لا بدَّ له من موضوع يتعلق به.
بعبارة أخرى، إن الإيمان "واجب الوجود
بغيره"، لا "واجب الوجود بنفسه" – على
حدِّ تعبير أهل الكلام؛ وليس كذلك مصطلح "الحقيقة
الدينية"، الذي يشير إلى حقيقة قائمة
بنفسها، حقيقة "موضوعية"، تحمل كلَّ مَن
يختبرها حَمْلاً على "الإيمان" بها
والشهادة لها، مثلها في ذلك كمثل أية حقيقة
موضوعية أخرى. أما "الإيمان" فهو دائمًا
"إيمان بشيء" خارج عنه، بينما لا تفتقر
"الحقيقة الدينية" إلى شيء خارج عنها
تتعلق به. يضاف إلى ذلك أن "الحقيقة الدينية"
يمكن حدُّها بأنها الله أو "المطلق"؛
بينما لا يمكن لنا أن نحدَّ "الإيمان"
بأنه كذلك. ولو قلنا إن "مضمون" الإيمان
يمكن حدُّه كذلك، لابتعدتْ بنا طبيعتُه
الذاتية عن نعته كذلك. فمضمونُ إيمانٍ ما قد
يكون "الشمس" أو "القمر" أو "إبليس"؛
أما الحقيقة الدينية، فيمكن لها أن تستوعب
مضمون أيِّ إيمان كان، من حيث إنها جوهر الدين
– كلِّ دين، وأصل الإيمان – كلِّ إيمان. هكذا
يمكن لنا أن نقول للوثني البابلي، مثلاً: "إنك
لتعبد الإله "شمش"... طيب! ولكنك في
الحقيقة تريد أن تعبد "الله" دون أن تدري!" ومن ناحية أخرى، يمكن لنا
القول بالتدرج التالي: 1.
الحقيقة
الدينية؛ 2.
اختبار
الحقيقة الدينية؛ و 3.
الإيمان
بهذه الحقيقة والشهادة لها. بإزاء هذا التدرج، نجد
الإيمان واقعًا في الدرجة الثالثة – أو، إن
شئنا الدقة، في مكان ما بين "اختبار
الحقيقة الدينية" و"الشهادة لها"، –
وهي، على كلِّ حال، درجة النسبية. لا، بل
أجدني مضطرًا إلى الاستدراك فأقول: إن "اختبار
الحقيقة الدينية" – وهو في ظني أكبر اختبار
يمكن أن يتعرض له إنسانٌ على الإطلاق! – لا
يمكن لنا أن نحمِّله صفة الإطلاق هو أيضًا،
لأن اختبار الحقيقة الدينية مقيَّد
بتجلِّياتها، من جهة، وباستعداد المختبِر
للتلقِّي، من جهة ثانية، وبالظرف التاريخي
الذي تحدث فيه هذه التجلِّيات، من جهة ثالثة.
والنقطة الأخيرة، في نظري، بالغة الأهمية،
لأنها تجعلنا نقبل بجميع تجلِّيات "الحقيقة
الدينية" على مدى العصور ولدى جميع الأمم،
من حيث إنها جاءت تلبيةً لاحتياجات ملحَّة،
وحلاً لمشكلات مستعصية، وإجابةً على أسئلة
تحمل طابع الطموح. يقول ابن عربي: لقد
صارَ قلبي قابلاً كلَّ صورةٍ * فمرعًى لغزلانٍ
وديرٌ لرهبانِ وبيتٌ
لأوثـانٍ وكعبةُ طـائفٍ * وألواحُ توراةٍ
ومصحفُ قرآنِ من هنا نسبية "الكلمة
الموحاة"، وقابليتُها للنقد – وفي
قابليتها للنقد حياتُها وفاعليتُها. وعلى
هذا، لا يكون "المؤتمَنون" على الكلمة
الموحاة مؤتمَنين عليها بحق إلا إذا باشروا
هم أنفسهم، قبل غيرهم، – من حيث إنهم قدوة، –
نقدَها وتصويبَها وتصحيحَ وجهة سيرها وفق
معطيات "حركة التاريخ". ذلك لأن "حركة
التاريخ"، هي الأخرى، أحد النواميس
الأساسية في الكون، شأنها في ذلك كشأن "الكلمة
الموحاة"، قدًّا بقد. فإذا نشأت ضرورةٌ
لنقد "الكلمة الموحاة"، وكانت هذه
الضرورة "مستوحاة" من "حركة التاريخ"،
كان الأمر كما لو أن "الكلمة الموحاة"
تنقد "الكلمة الموحاة"، أو تصوِّبها، أو
تقوِّم اعوجاجَها، أو تعيد تقويمَها في ضوء
رؤيا جديدة للحياة والكون والتاريخ: "سنريهم
آياتِنا (= نواميسَنا؟) في الآفاق وفي أنفسهم
حتى يتبيَّن لهم أنه الحق" [فصلت 53]. بقي تعريف الدين بأنه "مجموعة
التعبيرات النظرية والعملية، العقائدية
والأخلاقية والتشريعية [...]، التي تجسِّد
الإيمان الداخلي الذي هو العلاقة بين الإنسان
والله". إن هذا التعريف، وإن كان يفي
الموضوع حقَّه من وجهة النظر العلمية، إلا
أنه لا يفيه حقَّه من وجهة النظر الثورية التي
نحن في أشد الحاجة إليها في شرقنا العربي. إن
للپراغماتية دورَها في التدخل من أجل التكييف
والتنسيب. ففي المرحلة التي نحن فيها، علينا
أن نبيِّن "ماهية" هذه العلاقة بين
الإنسان والله، لأن الغالب على الممارسة
الدينية في شرقنا العربي، في شقَّيه المسيحي
والإسلامي، هو السعي نحو الخلاص الفردي
وتأمين مكان في "الجنة"! ولذلك أرى، من
أجل مواجهة هذا النوع من الممارسة، أن يشتمل
تعريفُ الدين على تبيان طبيعة هذه العلاقة
القائمة بين الإنسان والله: هل هي تحقيق "ملكوت
الله" على الأرض؟ أم أن "ملكوت الله"
ليس أكثر من "حلم تعويضي"، نعبِّر به عن
عجزنا عن تحقيقه في هذا العالم؟ في اعتقادي أن هذه العلاقة
ذات طبيعة تكليفية؛ أي أنها مهمة أو رسالة
نُدِبَ الإنسان إلى تحقيقها. وهذه المهمة أو
الرسالة لا تخرج عما سبق وبيَّنت من أنها تحقُّق
الله في الإنسان بغرض تحقُّق الإنسان في الله:
"وما خلقتُ الجنَّ والإنسَ إلا ليعبدون [=
إلا ليعرفون]" [الذاريات 56]. بمعرفتنا له
يعرف نفسه؛ وبمعرفتنا لأنفسنا نعرفه (= نعبده).
بعبادتنا له يتحقق فينا، وباستعانتنا إياه
نتحقق فيه. وفي حديث قدسي: "كنت كنزًا
مخفيًّا، فأحببت أن أُعرَفَ، فخلقت الخلق،
فبه عرفوني [وفي رواية: "فبي عرفوني"]".
وجاء في الحديث الشريف: "مَن عرف نفسَه فقد
عرف ربَّه"! هذا على الصعيد
الميتافيزيائي. وأما على الصعيد التاريخي، فـ"مجيء
الملكوت" معناه – في نظري – انقضاء عهد من
اصطراع النقائض على نحو معيَّن، سعيًا إلى
الوصول إلى عهد آخر تصطرع فيه على نحو مغاير
أرقى وأفضل من سابقه؛ أو هو تحقيق عالم
المُثُل الأفلاطونية في التاريخ. هذه هي "حركة
التاريخ"، بل هذه هي "حركة الكون"، على
ما أرى وأقدِّر. وإني لأذهب إلى أن هذه الحركة
ذات طبيعة لامتناهية؛ وبالتالي، فإن "ملكوت
الله" هو أيضًا ذو حركة لامتناهية – أي أنه
حركة صيرورة. فإن قلنا إن ملكوت الله قائم
الآن، فقولنا صحيح؛ وإن قلنا إن "من
الحاضرين هاهنا مَن لا يذوقون الموت حتى
يشاهدوا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته" [إنجيل
متى 16: 28]، فقولنا صحيح أيضًا؛ وإن قلنا إنه قد
قام، لم نكن نعدو الصواب – لأن كلَّ حركة في
المستقبل لا بدَّ أن تكون متأثرة بحركة من
الماضي، وكلَّ حركة في الماضي هي استشراف
للمستقبل. هذه هي بعض الأسُس
المشتركة، التي أقدِّر أن الديانتين
العظيمتين تلتقيان عندها، والتي أثارتْها
رسالتُك الكريمة. فإن كنت قد أصبتُ، فبفضل
منك، أو أخطأتُ، فالخطأ مردود عليَّ. وحبذا
ملاحظاتك القيِّمة، لعل فيها ما يشجِّع على
المتابعة والاستمرار. [...] ***
*** *** تنضيد:
نبيل سلامة [1]
النص التالي مقتطَف من رسالة إلى
الأب غريغوار حداد مؤرخة في 9/7/1977. ننتهز
المناسبة هنا لنشكر الصديق الأستاذ نهاد
خياطة على تزويدنا بنسخة منها. (المحرِّر) [2]
استفدت هذا الشاهد المأثور عن القديس
أثناسيوس من مقابلة لك مع الطليعة
المصرية، عدد يناير 1975، السنة 11، العدد
الأول. [3]
في
ظني أن تطلع العرب إلى تحقيق الوحدة
العربية ما هو إلا مظهر تاريخي للـ"سَوْق"
نحو التحقق في "الواحد". وهذا ينطبق
أيضًا على الدعوات "العالمية" الأخرى
في التاريخ، قديمه وحديثه. لكن الوحدة
العربية – للأسف الشديد – لم تزل واقفةً
عند حدِّ "الهيام الميتافيزيائي" الذي
يفتقر إلى "الشكل" لكي يصير في التاريخ.
|
|
|