|
منقولات روحيّة
سؤال: ذكرت في مقدمة بحثك عن الحكيم محي الدين بن عربي ما يلي: أحدث الحكيم محي
الدين بن عربي تكاملاً حقيقيًا ولقاء جوهريًا بين تنوعات أهل العرفان وتعدادات
المذاهب والمبادئ والعقائد العالمية التي دعت إلى تحقيق "الواحدية التأليفية"
أو "الواحدية الوجودية" المعروفة بوحدة الوجود. جواب: البحث في حكمة ابن عربي والتعمق إلى معرفة ينابيع أو مصادر أو قرابات حكمته قضية تتطلب جهدًا كبيرًا وفهمًا شاملاً لجميع التيارات الفكرية. لذا، أعتبر حديثي هذا مجرد إضاءات عابرة تجذب انتباه الباحث أو الدارس إلى إدراك أوسع يتجاوز الشروح والتفاسير والتعليقات الخاصة أو العائدة إلى منهج معين. في هذا المنظور، يعد هذا البحث مدخلاً متواضعًا إلى حكمة ابن عربي وحافزًا إلى المزيد من التساؤل، والفهم المعمق، وإعادة النظر التأملية والدقيقة. وإذا كنت قد ألمعت إلى مضامين حكمته برمزية تكاد تعادل رمزية كتاباته، فلأنني أسعى إلى بلوغ سرانية حكمته من خلال هذه الرمزية. والحق أنّ الحوار، وليس الجدل المتحيز وضيق الأفق الفكري، كفيل بتوضيح الصعوبة الكامنة التي تكتنف أحكام هذا الحكيم، وتجربته الصوفية التأليفية الأصيلة التي تشير إلى "الواحدية الوجودية".
إنَّ البطل الحقيقي، الموضوعَ الحقيقي، مركزَ الإلياذة هو القوة؛ القوة التي يستعملها الرجالُ، القوة التي تُخضِع الرجالَ، القوة التي تنقبض أمامها أجسادُ الرجال. فالنفس البشرية لا تفتأ تظهر لهم وهي تغيِّرها علاقاتُها مع القوة، تجرُّها وتعميها القوةُ التي تعتقد النفسُ امتلاكَها، تنحني تحت وطأة القوة التي تخضع لها. فالذين كانوا قد حَلَموا بأن القوة أصبحت، بفضل التطور، شأنًا من شؤون الماضي، أصبح في إمكانهم أن يروا في هذه القصيدة وثيقةً؛ والذين يعرفون كيف يميزون القوةَ، اليوم كما في الماضي، في مركز التاريخ البشري بِرُمَّته يجدون فيها أجمل المرايا وأصفاها. القوة هي ما يُحوِّل أيَّ شخص يخضع لها إلى شيء. فعندما تمارَس حتى نهايتها، تجعل الإنسانَ شيئًا بالمعنى الأكثر حرفية، لأنها تجعله جثةً. يكون هناك شخصٌ ما، وإذْ بعد لحظة ليس هناك أحد. إنها لوحةٌ لا تملُّ الإلياذة من تقديمها لنا:
حول الكاتب: يعتبر مارتن بوبر أحد أهم الناطقين باسم الروح الإنسانية. ولد في ڤيينا عام 1878، ودرس الفلسفة وتاريخ الفن في جامعة برلين. ثم أسس دورية اليهودي Der Jude عام 1918، وبقي محررًا لها حتى عام 1924. وقد أصبحت هذه المجلة، الناطقة بلسان اليهودية-الألمانية، برئاسته ما بين 1923 و1933. درّس بوبر الفلسفة والديانة اليهودية. بعدها درّس تاريخ الديانات في جامعة فرانكفورت. وفي عام 1938 غادر ألمانيا مهاجرًا إلى فلسطين التي جعل منها موطنًا له. وهناك عمل، حتى العام 1951، أستاذًا للفلسفة الاجتماعية في الجامعة العبرية في القدس. عام 1951 حاز على وسام غوته من جامعة هامبورغ. وفي عام 1953 حصل على جائزة السلام من قبل معرض الكتاب الألماني. كتب البروفيسور بوبر الكثير في مجالات الفلسفة، والتربية، وفلسفة الديانات؛ ودرّس علم الاجتماع، والفن، وتفسير التوراة، واليهودية، والحَصيدية، والصهيونية. أمّا أعماله الأكثر شهرة فهي أنا وأنت، والتعريف الكلاسيكي لـفلسفة الحوار، ما بين الإنسان والإنسان، كسوف الله، حكايات حَصيدية، وإشارة إلى الطريق. ذهب مارتن بوبر ثلاث مرات إلى أمريكا. كانت أول مرة في عام 1951-1952 بدعوة من الندوة اللاهوتية اليهودية. ثم في عام 1957 بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة زليم ألنسن وايت حيث ألقى محاضرة في معهد واشنطن لعلم النفس. ثم في عام 1958 كأستاذ في جامعة برينستون.
|
|
|