قيم خالدة
|
|
نيسان 2004
|
في هذا
الإصدار
|
|
|
أعلن ألبرت أينشتاين
(1879-1955) نظريتيه في النسبية الخاصة والعامة في
العامين 1905 و1916، حاصلاً على جائزة نوبل
للفيزياء في العام 1921. والإجلال الذي لا ريب
فيه الذي قارَبَ به كلا الكون نفسه ودراسته له
أضفى أهمية خاصة على نظراته في الله، التي
افترق فيها، كما يبيِّن النص التالي المستقى
من كتاب الفلسفات الحية، عن الإيمان التقليدي
بوجود الله، لكنه فعل ذلك على نحو ديني أصيل.
***
هل
أضحى العالمُ مختلاً؟ هل دخلتِ الإنسانيةُ
وتاريخُها الطويل زمن "الإنسان الأخير"
الذي أعلن مَقْدَمَه الفيلسوفُ نيتشه؟ هل
أضحينا نعيش في زمن الوهم، رغم أو بسبب ما
يُقدَّم لنا، "آنيًّا" ودون انقطاع، من
أحداث ووقائع يومية، وما تسبِّبه لنا هذه
الأخبار من انعكاسات سلبية؟ أم أننا، بالعكس،
بتْنا نعيش الآن زمن تطور وتجديد يشهد ظهور
إنسان جديد، ليس أفضل أو أسوأ مما سبق، إنما
أكثر تناسبًا مع عالم في تطور مستمر.
إن
أقسى ما يواجهه الإنسانُ لدى وعيه لذاته،
كائنًا قائمًا في وجود غريب لم يَخْتَرْه وفي
حياة لم يكن هو في أصل انطلاقتها بل وصلت إليه
عبر الآخر، هو كيفية اللقاء مع الذات ومع
الآخرين، ومعايشة كمٍّ هائل من الألغاز
والأسرار يطفح بها الوجود في كلِّ طياته،
وكيفية معالجة القلق والخوف وإرساء قواعد
سلامية تؤمِّن ديمومة التلاقي خارج دائرة
الصراع والتناحر ومنطق المحاذرة من الآخر
حِفاظًا على الذات.
|