|
منقولات روحيّة
تشير الدراسات المقارنة إلى أن التوراة
والتلمود يؤلِّفان كتابًا واحدًا وإلى أن
مضمونهما يشكِّل القضية الأساسية المستعصية
التي يسعى إلى تكريسها أحبار اليهود وزعماؤهم
السياسيون، وهي أفضلية الشعب اليهودي على
سائر الشعوب، ورعاية «الله» (؟)، أي إلههم
يهوه، لهم في كلِّ الأزمنة والظروف التي
تستدعي تدخل «العناية الإلهية» (؟)، أي «ربوبية
يهوه»، لإنقاذهم وخلاصهم. في هذين
الكتابين نجد الدعوة المزعومة التي تؤكد على
اختيار «الله»، أي إلههم يهوه، للشعب اليهودي
وتكريسهم «أبناء» له وأعوانًا له وشركاء في
إدارة العالم الأرضي. بالإضافة إلى ذلك نجد أن
تاريخ هذا الشعب هو تاريخ «الله»، أي تاريخ
إلههم يهوه – وأعني أن «الله»، أي يهوه،
يشارك اليهود تاريخهم، يحيا معهم في تابوت
العهد، يحارب معهم ويدافع عنهم، ويهزم
أعداءهم، ويعلِّمهم فنون القتال، ويضع لهم
الخطط الحربية التي تساعدهم على كسب المعارك
والانتصار على الأعداء، ويرشدهم إلى أفضل
وسائل التدمير، إلخ.[1]
وهو يكذبُ في سبيلهم ولمصلحتهم إذا دعت
الظروف إلى إنقاذهم من ورطة أو من مشكلة،
ويسرقُ لمنفعتهم، ويستاءُ منهم إن هم خذلوه
في أمر ما، فيغادرُهم على نحو عقاب، ثم يندم
ويطلب المغفرة، ويعيدُ بناء مملكتهم إن هي
تعرضت للخراب. وهذا يعني أن «لله»، أي ليهوه،
تاريخًا وحيدًا وخاصًّا هو تاريخ الشعب
اليهودي. فإنْ هو اغترب عنهم فإنما يعني أنه
اغترب عن ذاته؛ وإن هو غادرهم فإنما يعني أنه
غادر أسرته أو شعبه؛ وإن هو عاقبهم فإنما يعني
أنه عاقب نفسه. وهكذا لا يكون «لله»، أي ليهوه، تاريخ أو وجود خارج تاريخ الشعب
اليهودي ووجوده. أما الشعوب الأخرى فإنها
محرومة من التاريخ والوجود، أي أنها تقع خارج
تاريخ الإله اليهودي.
الجزء الثالث والأخير من الدراسات الثيوصوفية لجهاد الزين
السكوت
هو الكلام. الكلام هو السكوت. ما ثمة فرق. إنها
النظرة. عندما نسمع عبارة أصيلة فإنها تجلب
الصمت والصمت موجود في التعبيرات كافة. ما ثمة
فرق.
|
|
|