|
الحياة
الحقيقية هي مواجهة اللحظة
لقاء
مع إريك باريه
الذهاب
إليه أصل الجهل؛ المقام فيه أصل المعرفة. ابن عربي، الفتوحات
المكِّية ماذا
بوسعك أن تقول لنا، هنا في مقاطعة الكيبك وفي
كندا، تعريفًا بالشيفاوية الكشميرية التي
تنهل منها منذ سنوات طوال؟ إنها
واحدة من صياغات الهندوسية. فإذا شئنا أن نكون
مغالين في السطحية لقلنا بأن الجانب
الميتافيزيقي من الهندوسية قد تمَّت صياغته
في الشيفاوية [نسبة إلى الإله شيفا]، والجانب
الأكثر تديُّنًا في الفشناوية [نسبة إلى
الإله فشنو]، والجانب – لنقُلْ – اليوغي،
فيما يسمَّى بالـ"شكتية"، أي عبادة
الإلهة. لكن هذا كلَّه يبقى على السطح؛ إذ
توجد عناصر ميتافيزيقية في الفشناوية،
وعناصر دينية، شعائرية، في الشيفاوية، كما
توجد في عبادة الإلهة. بالوسع القول إن رجلاً
نقليًّا يحمل سمات الشيفاوية، أي يستشعر
اللاثنوية، ويسلك في العالم كـ"فشناوي"،
أي يحترم تعبيرات الحياة كافة، وفي قلبه يعبد
الإلهة، أي يكرِّم الماهية بتحرير الطاقات
الإلهية التي تكوِّنه. التعريفات،
التصنيفات، عمقيًّا، ألا تهمك؟
قد
يهمني هذا على صعيد معيَّن، لكن هذا – قطعًا
– لا يمتُّ إلى الحياة الحقيقية. كيف
استطعتَ أن تطبِّق الشيفاوية في حياتك؟ عندما
يُخترَق المرءُ بتلاوين معينة، برؤى للأشياء
بعينها، فإن هذا يولِّد فيه الحب. نحن نحب
دومًا ما يخترقنا. في المحبة، تصير مماثلاً
لما تحب، تعبيراتٍ، ومواقفَ، وحتى على صعيد
الاستجابات الداخلية. لا شيء يتم منذئذٍ على
نحوٍ إرادي. عندما تهوى تراثًا نقليًّا ما فإن
هذه المحبة العميقة هي التي سوف تنتج
مَوْضَعَة عضوية. هل
يضايقك بعض الشيء عندما يُطلَب منك أن تتكلم
على حياتك الشخصية؟
هذا
لا يضايقني. لكن ما يحدث لي شخصيًّا لا أهمية
له، لا بالنسبة لي ولا بالنسبة إلى بيئتي. إن
تعميق طريقة الشيفاوي هي التي تهمنا هنا. هل
لك أن تكلمنا على علاقتك بالله، بالألوهية؟
هل تعتقد في آنٍ معًا بإله لاشخصي وبإله شخصي؟ كلمة
الله مجرد تصور. عندما يرتفع عنكِ تصور "الله"
فمن الممكن أن تبقى حميمية ما. لكن الحميمية
غير قابلة للصياغة مطلقًا في عبارات. الإله
الذي يتكلم عليه إكهَرْت محض إصغاء، لكن ليست
له لحية بيضاء! إنه،
إذن، ليس إلهًا بشري الشكل، شخصيَّا؟
آلهة
الهند ليست اختراعات تصورية؛ إنها عناصر
ماثلة بين حالتين، بين حالة الصحو وحالة
النوم العميق، بين حالة النوم العميق وحالة
الحلم. وعندما تَهَبين ذاتكِ، من حيث تدرين،
إلى هذه اللحظات فإن هذا العالم اللطيف بأسره
يمكن أن يحيا فيكِ. لكن كلمة الله لا تتدخل.
ليست هناك ديدان وحلزونات وأسماك وبشر
وملائكة وحسب؛ هناك أشياء أخرى كثيرة، ولدى
العبور بين الحالات المذكورة تتم هذه الصلات.
في اليوغا يتم استكشاف الجسمانية والنفسانية؛ فكل هذه العناصر ذات النقاء
الكبير متجسِّدة، إلى حدٍّ معين، في نواحٍ
معينة من الجسم ومرتبطة بها. ماذا
تعني؟
أعني
أننا لسنا في حاجة إلى ركب الطائرة لأداء الحج
إلى فارَنَسي [مدينة مقدسة في الهند] وزيارة
محارق الجثامين فيها. فهذا كلُّه محمول في
النفس. التلاوين، الروائح، الأذواق،
المَلامِس، الأصوات، تقابل هذه المراتب
للألوهية. الجسم معمول من هذه الأصوات
والروائح والأذواق والإدراكات. وعندما نتخلى
طوعًا عن الجسمانية المصنوعة من الدفاعات
والمخاوف والرغبات والتعلقات فإن جسمانية
جديدة تحضر، جسمانية كونية. في تلك اللحظة،
تتملكنا قناعة حميمة بما يمكن أن تعنيه عبارة
"العالم موجود في الذات". وهذا ليس
تصورًا. فما
هي، برأيك، الطريق الأكثر مباشرة لبلوغ إدراك
الإلهي؟
|
|
|