علم نفس الأعماق
تناهى
علماء نفس القرن العشرين – وهم علماء نفس
الأعماق depth psychologists
وعلماء النفس التأليفيون psychosynthetists
– إلى معرفة نفس الطبيعة ونفس
الإنسان، فأحدثوا مصطلحين: الأول هو psychotronics،
والثاني هو cosmopsychogram.
يشير المصطلح الأول إلى تفاعل المادة والطاقة
والوعي، بينما يشير الثاني إلى كيانات كونية
نفسية تجسَّمت فيها البنية البدئية للواقع
الطبيعي أولاً، والإنساني ثانياً.
وهذا
يعني أن الكوسموس (الكون المنظَّم) يُعرَّف
بنفس هي الـ psuchè
التي تتجلَّى في مظاهر الوجدان الإنساني
والطبيعي المتعددة. ويمكن القول إن ما ندعوه
"العقل" حدث طبيعي وُجِد في البدء على
نحو خصائص في المادة الحية، قبل تمايزها،
تطورت فيما بعد إلى الإنسان.
وهذا ما يحدو بالعلماء المحدثين إلى اعتماد
مصطلح mindons،
وهي قسيمات أولية بسيطة من "المادة"
العقلية، على غرار القسيمات الأولية للمادة.
يمكن
لأول مقاربة لتعريف حُسْن الحال well-being
أن تُصاغ على هذا النحو: إن حسن الحال هو الكينونة
وفقاً لطبيعة الإنسان. فإذا تخطينا هذه
الصياغة الشكلية برز السؤال: ما هو حسن الحال
وفقاً لشروط الوجود الإنساني؟ وما هذه الشروط؟
|