|
العريضة تنظيم
العريضة عبارة عن جمع أكبر عدد ممكن من
التواقيع تذيِّل نصًّا يفضح ظلمًا مخصوصًا
والطلب إلى السلطات المعنيَّة أن تتخذ
القرارات التي تفرض نفسها لإنصاف ضحايا هذا
الظلم. وهذا النصُّ محرَّر بحيث يقوم وفدٌ من
الموقِّعين بتسليمه مباشرةً إلى أصحاب سلطة
القرار فيما يخص الموقف المعني. فإذا تعذَّر
ذلك وكان التسليم المباشر غير ممكن، من
الممكن إرسال النص إليهم أو إيداعه في مقرِّ
أقامتهم. من
الممكن تنظيم جمع التواقيع في الشارع
أو في أيِّ مكان عام آخر. فالعريضة هي، قبل
كلِّ شيء، وسيلة إعلام للجمهور واستنهاضه
ومحاولة تعبئته للتدخل وللعمل. وقد تكون أحدَ
أولى عناصر حملة تحريك لمشاعر الرأي العام
وتوعيته. هذا ويندر أن تكون العريضة، في حدِّ
ذاتها، وسيلةَ ضغط كافية لكسب القضية. غير أنه
إذا أمكن جمع عدد "مؤثر" من التواقيع في
غضون بضعة أيام، يمكن للعريضة أن تستلفت
انتباه السلطات المعنيَّة وتَحْمِلَها على
استيعاء رهان المشكلة المطروحة. مذ ذاك، يمكن
للسلطات أن تقدِّر أن الحكمة، بالإضافة إلى
مصلحتها، تُلزِمانها تقديمَ حلٍّ مناسب
للمشكلة في أسرع وقت ممكن. في
الديموقراطية عمومًا، لا يُعرِّض توقيعُ
عريضة المواطنين لأية مجازفة؛ إذ يمكن لها في
بساطة أن "تلفت أنظار" السلطات العامة
إليهم. أما في سياق سياسيٍّ متوتر، فقد يشكِّل
سلفًا مجرَّدُ توقيع عريضةٍ التزامًا قويًّا
من المواطنين يشير إليهم بوصفهم "أعداء
داخليين" ويحرض ضدهم قمع السلطات القائمة.
وفي نظام توتاليتاري، يشكِّل توقيعُ عريضة
جنحةً délit تستحق عقابًا قاسيًا بالسجن. ترجمة:
محمد علي عبد الجليل
|
|
|