|
إضاءات
أصحاب
الديانتين الكبريين – الإسلام والمسيحية –
واقعون في مصيدة اللغة، لأن اللغة مصيدة، من
حيث إن الطاقة المدلولية التي تختزنها الكلمة
قد تخرج بناطقها عن القصد الذي أراده، والغرض
الذي رمى إليه. فمبدع الكلمة كثيرًا ما يقع
أسير كلمته: فبدل أن تدل عليه كلمتُه يغدو هو
دليلاً عليها – خاصة إذا كانت الكلمة موحية
بطبيعتها، وتحمل أبعادًا كثيرة قد يريد
صاحبُها بعدًا واحدًا منها – لكنها ما تلبث،
كالانشطار الذري، تولِّد أبعادًا، وتنشر
أجواء، تغريه باللحاق وراءها: لقد تفلَّتتْ
من قبضته ليقع هو في قبضتها.
كلٌّ
يريد أن يكتب هذه المرحلة التي لا يمكن أن
تُسمَّى، في إطار الوضع العربيِّ الراهن،
بأقلَّ من "مرحلة الانهيار العربي". كلٌّ
يريد أن يكتبَ – فاصِلاً بين اللغة والواقع،
رافعًا راية بغداد، متأرجِحًا بين هولاكو "الوحْشية"
وهولاكو "المدنيَّة". لكن،
ما من أحدٍ يريد أن يقرأ هذه المرحلةَ، حقًّا. القراءة
مؤجَّلة. بشكلٍ أو بآخر، لسببٍ أو لآخر.
1 تقول: بدأنا نعترف. بأخطائنا.
بهزائمنا. بتخلُّفنا. وتقول: مثل هذا الاعتراف
مهمٌّ في حدِّ ذاته. وقد يكون بدايةً
ومُفتَرَقًا. تقول هذا بثقة. أسألكَ، مع ذلك: هل نعترف،
حقًّا؟!
|
|
|