|
إضاءات
إن كلَّ حوار يقوم على إخصاب متبادل، لا على تسامح أبوي.
لقد أرسلتَ – يا ربُّ – أنبياء لكلِّ الشعوب، ذلك أنه ما من مخلوق يستطيع أن يفهم معنى لانهائيتك. نيقولاوس الكوزاني، أسقف كوزا (القرن 13)
وكانت ليالٍ غارَ نجمُها، وتقنَّع قمرُها، وكثرتْ وشوشاتُ أقدارها. وكانت نهارات مثقلة بالسِّعايات والنكايات، وبالعجيج والضجيج، والحقد والغضب، والبغض والصخب...
الدين، بما هو ظاهرة نفسية، حقيقة؛ وبما هو وظيفة، ضرورة. نسبي، بما هو شكل؛ مطلق، بما هو مضمون. خطورتُه وخطرُه أن ينقلب الشكلُ فيه مضمونًا، والنسبيُّ مطلقًا. عندئذٍ، يتصلَّب المعنى في الحرف فلا يُجاوِزُه، ويضمُرُ المضمونُ في الشكل فلا يتعدَّاه. وعندئذٍ، أيضًا، يغدو أداةَ انحطاط، بَدَل أن يكون عاملَ ارتقاء وخَلْق وحافزَ تطور وتطوير. وعندئذٍ، أيضًا وأيضًا، تنهض الحاجةُ إلى الرفض أو الاحتجاج في هيئة هرطقة أو زندقة.
القَصَص القرآني كله ليس تاريخًا، "وإنما المراد بها الاعتبار والعظة من السياق". وليس المهم في القصة ما تحكيه من وقائع وأحداث، بل المهم هو أسلوب السرد ذاته الذي تُستنبَط منه العظة.
هناك واقع يتفق عليه الجميع: إن العالم يعاني أزمة خانقة وفوضوية فظيعة نتيجة السياسات القائمة حاليًّا، سواء كان مصدرها القوى التي تسيِّرها الرأسماليةُ التي تتخذ "الليبرالية الجديدة" مخرجًا لها وتقوم بتطوير العولمة والترويج لها، أو الحركات التي تسمِّي نفسها بـ"اليسارية" وتسعى إلى الاستيلاء على صلاحيات الدولة كلِّها، ومن بعدُ القيام بالتغيير المطلوب في المجتمع كمفهوم أساسي في "نضالها"! ولأن الاستراتيجيات المتبَعة كانت خاطئة في مجملها، فإنها، على الرغم من انتصارها، لم تحقق للشعوب ما ادَّعته من حرية ومساواة وعدالة، وذلك لأنها جميعًا تعتمد على السيطرة وعلى سيادة مفهوم "الدولة" الذي تكمن في خميرته الطبقيةُ واللامساواة.. هل نستطيع فتح ملفات اللاهوت الإسلامي في ظلِّ ثقافة أحادية قمعية؟! إن هذه المغامرة جديرة بالنقاش، مادام الإنسان، في المآل الأخير، هو مجرَّد سؤال!
|
|
|