|
|
تشرين الثاني 2004
November 2004
|
في هذا
الإصدار
|
|
|
|
|
|
|
إبان العقود الثلاثة الأولى من
القرن العشرين، أدَّت الفيزياء الذرية وما
تحت الذرية subatomic
إلى إعادة نظر جذرية في العديد من المفاهيم
والأفكار الأساسية عن الواقع، الأمر الذي
أحدث تغييرًا عميقًا في نظرتنا إلى العالم: من
نظرة ديكارت ونيوتن الآلتية mechanistic إلى نظرة كلانية holistic وإيكولوجية – نظرة تبيَّن
أنها شديدة التساوق مع نظرات الحكماء
والصوفية من العصور والمنقولات كافة.
بيد أن قبول الفيزيائيين
للنظرة الجديدة إلى الواقع في بداية القرن
العشرين لم يكن سهلاً من أيِّ وجه. فقد
وَضَعَهم استكشاف العالم الذري وما تحت الذري
على تماس مع واقع غريب وغير متوقَّع. ففي
كدحهم من أجل القبض على هذا الواقع الجديد،
أدرك العلماء متألمين بأن مفاهيمهم الأساسية
ولغتهم وطريقتهم في التفكير برمتها لم تعد
صالحة لتوصيف الظواهر الذرية. لم تكن
مشكلاتهم فكرية وحسب، بل هي بمثابة أزمة
وجدانية شديدة، بل وجودية حتى، إذا جاز القول.
لكنهم، في النهاية، كوفئوا بتبصرات عميقة في
طبيعة المادة وفي علاقتها بالعقل البشري.
|
|
|
|
|
سؤال: ما الذي أتى بك إلى الفيزياء؟
جواب:
منذ سني مراهقتي اهتممتُ بالمسائل
الفيزيائية، إذ أردت أن أفهم العالم. ولم يكن
يكفيني لذلك أن أدرس ما قاله الأقدمون حول هذا
الموضوع. لهذا، بعد دراستي لكلا الرياضيات
والفلسفة، توجَّهتُ نحو الفيزياء. وبعد
تخرُّجي من مدرسة البوليتكنيك، ذهبت إلى
شيكاغو للتتلمُذ على فيرمي، ثم إلى كوبنهاغن
للدراسة مع بوهر. ثم أصبحت أول فيزيائي نظري
موظَّف في المركز الأوروبي للأبحاث النووية
في جنيف، وذلك سنة 1954.
مستمرة...
|