|
منقولات روحيّة
سؤال: شكرًا لإعطائي بعضًا من وقتك للتحدث معي أيها الرابي. فقد تابعت أعمالك بالتفصيل لسنوات، وأود التحدث عن مكانك روحيًا. رامي شابيرو: أهلاً بك. سؤال: عظيم. لدى تحضيري لهذه المقابلة قيل لي إنك متناقض فيما يتعلق بهويتك اليهودية. هل بوسعك توضيح هذا الأمر؟ ر. ش.: أنا لست متناقضًا على الإطلاق بشأن يهوديتي، فهي واحدة من الأمور التي تسعدني كثيرًا في حياتي، لكن صراعي هو مع الدين. سؤال: لكن، أليست اليهودية دينًا. ر. ش.: يعتبر الدين – الرسمي، أو الدين المنظم – جزءًا من تلك الأمور المعقدة التي تندرج تحت عنوان اليهودية، لكن هناك أيضًا أشياء أخرى. فاليهودية هي طريقة الحياة لشعب أو لقبيلة يطلق عليها اسم العبرية أو العابرة "Ivri – Apiru" بمعنى العابرة للحدود.
كنت نبيًا هل يمكن لأحد أن يترجم تجاربه ذات الطابع الشعوري (الذوقي)، ويضعها في قوالب تعبيرية لا تهتك براءتها ولا تخدش حياءها؟ هل يمكن تحويل المشاعر إلى كلمات؟ هل يمكن قول ما لا يمكن قوله؟ أن تُحِبَّ إنسانًا ما، يعني أنك تمر بتجربة وعي لا يمكن التعبير عنها بشكل دقيق، فقولك إنك تُحِبُّه لا يكشف المعاناة الشعورية التي تمر بها، ولذلك لا يدرك من يسمع الكلمة التي استخدمتها للتعبير عن تجربتك تلك أيَّ شيء يتعلق بدفق المشاعر والأحاسيس التي شكَّلت الخلفية الذوقية لها. هل يمكن لأحد أن يصف الطعم المر مثلاً، أو الحلو أو المالح أو الحامض؟ ماذا يمكن أن نقول إذا أردنا أن نصف طعم فاكهة ما لإنسان لم يتذوقها؟
صديقي أكرم: قرأت بحثك الذي هدفتَ فيه، عبر منظورك، أن تتحدث عن "البنائية". قرأته بوعي جعلني أتمثل حقيقة هذه "البنائية" تمامًا كما تمثَّلها حكماء الماضي عامة وحكماء شرقنا المضيء بإشراقه خاصة. وفي سبيل توضيح الحكمة الماثلة في مفهوم "البنائية الروحية"، تقضي الضرورة أن أتحدث عن البنائية الكونية، والطبيعة الكائنة، على نحو تضمَّن في الإنسان ذاته، أي في كيانه، والمجسَّدة، أو المشخَّصة في "البنائية الخارجية"، أي البنائية المكانية المحققة في بناء الهيكل أو مكان العبادة أو أي مكان آخر. ولما كانت بنائية الهيكل، أي مكان العبادة، ترمز إلى بنائية جسد الإنسان وروحه من وجهة نظر إيزوتيرية أي سرَّانية، فقد تم بناء الهيكل أو مكان العبادة وفق التقسيم الداخلي، أي الإيزوتيري أو العرفاني الموحِّد لجسد الإنسان وروحه في كيان واحد غير قابل للانقسام. ولما كنا، في حكمة شرقنا، نعتبر مكان العبادة الذي دعي "هيكل سليمان" المثال الأفضل لـ"البنائية الروحية" الفينيقية أو الكنعانية التي كان الفينيقيون والكنعانيون يهندسونها أو يمارسونها، وسعى إلى تحقيقها "حيرام" الفينيقي في هندسة بنائه للهيكل الحجري المعروف بهيكل سليمان، فإنني أسعى إلى البحث في تكامل البنائيتين، أي بنائية الجسد الإنساني والهيكل الحجري، أو المعبد الحجري.
|
|
|