|
أسطورة
منذ
أولى أبيات ملحمة الأوذيسة،
تظهر الحوريةُ كاليپسو وتحتل صدارة الأحداث؛
فالشاعر إنما يبدأ روايتَه بها:
فعندما يُستهَل النشيدُ الأول من القصيد، نجد
عوليس، المعتقَل منذ سبع سنوات في الجزيرة
التي تحتجزه الإلهةُ فيها أسيرًا، قانطًا من
العودة إلى دياره، بينما على جبل أولمپوس،
تندِّد بها أثينا أمام الآلهة المجتمعين،
بوصفها المسؤولة عن مصائب حَمِيِّها. وإليها
سوف يبعث كبيرُ الآلهة زِفْس هرمِسَ رسولاً،
ليوعز إليها أمرَه بترك البطل يبحر من جديد
عائدًا إلى موطنه. إن شخصية كاليپسو وحبَّ
الإلهة لبشريٍّ فانٍ والأسْر الطويل الذي
تفرضه على عوليس في كنفها،
– هذه الحادثة كلها، من حيث موقعُها في مستهل
السرد ومن حيث إيرادُها تكرارًا في سياق النص،
تضفي على ترحال ملك إيثاكي مغزاه الحقيقي،
بكشفها عن رهان المغامرة الأوذيسية كلها:
عودة البطل، عبر وطنه، إلى عالم البشر أو عدم
عودته إليه: لقد عاد إلى الديار جميعُ الأبطال الآخرين الذين نجوا برؤوسهم من الموت [...]، ولم يبقَ إلاه راغبًا مازال في الإياب وفي زوجه، إذ إن حوريةً جليلةً احتجزتْه قسرًا، على انفراد، في غياهب كهوفها – كاليپسو، الكلِّية الألوهية، المتحرِّقة إلى اتخاذه بعلاً.
|
|
|