|
قيم خالدة
يُعَدُّ هذا الموضوع بحثًا لقضية الكائن الإنساني كما هو موجود على الكرة الأرضية. ولا يتطلَّب بحثُنا هذا طرح الموضوع باعتباره مشكلةً اجتماعية أو إنسانية، لسبب أصيل هو أن المشكلة أمرٌ يستوجب الحلَّ ومعرفة السبب أو الأسباب. لكن بحثنا يطرح ذاته كقضية تستوجب الفهم والوعي والحكمة. إذن، فبحثنا هذا ولوجٌ إلى معرفة حقيقة الإنسان وواقعيته، ودخولٌ إلى سرِّ هذا الكائن من وجهة نظر العلاقة بين قطبيه: الرجل والمرأة.
الفيلسوف الأخلاقي: لا بدَّ لي من القول بأن شديد الاضطراب من جراء الطريقة التي يمضي فيها العالم من سيء إلى أسوأ. إذ يبدو أن جميع المعايير الأخلاقية الموضوعية في طريقها إلى الاختفاء. وفي أيامنا هذه، يتكلم الجميع بلغة ما هو صحيح لي أو صحيح لك أو صحيح له – ولا يتكلمون أبدًا عما هو صحيح في حدِّ ذاته. جميع الأحكام الأخلاقية – يقال – تُختزَل في المآل إلى الأذواق والميول الذاتية المحضة. كذا فمع اختفاء أية شريعة موضوعية أخلاقية، لا عجب أن تمضي المدنية سريعًا نحو هلاكها! الطاوي: فأنت تكلِّم الرجل المناسب. فأنا – للمصادفة – واحد من أولئك الذين يؤمنون – وفي قوة – بالمعايير الأخلاقية الموضوعية...
|
|
|