1.
ما هي الحكمة الإلهية؟
طوال عقود عديدة ظل البشر يتناقشون ويتجادلون، ويبحثون في بضعة حقائق أساسية
عظمى – مثل وجود وطبيعة الإله، وعلاقته بالإنسان، وماضي ومستقبل البشرية.
ولأنهم اختلفوا بشكل حاد حول هذه النقاط، وتهجَّموا على معتقدات بعضهم البعض،
وسخروا بشدة منها، فقد تكوَّن رأي شائع وراسخ يقول بانعدام اليقين في كل هذه
القضايا - فليس هناك سوى اجتهادات مُبهمة نشأت عن خليط من الاستنتاجات الخاطئة
المبنية على مقدمات ضعيفة. وقد حصل ذلك رغم التصريحات الواضحة، التي لم تحظ
بالتصديق، حول هذه المسائل من مختلف الأديان.
ملخص
تناقش هذه المقالة النفس البشرية وعلاقتها مع نفس الله ومع الأنفس البشرية
الأخرى. لقد كانت هذه العلاقة محطَّ دراسةٍ في العديد من فروع العلم، وليس
ثمَّة نظرية محدَّدة عن طبيعة هذه العلاقة. ما الحدود بين نفسي والآخر؟ كيف
ينبغي أن تكون العلاقة مع الأنفس المختلفة؟ للصوفية قدرةٌ كامنةٌ عظيمةٌ على
إعطاء إجاباتٍ عن هذه المسألة التجريبية. لدى ابن عربي وجلال الدين الرومي، من
ثلَّة المتصوِّفين، أفكار يكمل بعضها بعضًا. ويُعد عوني كونوك، الذي قام بشرح
مثنويِّ ابن الرومي في عيون ابن عربي، هو صلة الوصل بين هذين المتصوِّفين
الجليلين.
أسير
هذه الأيام في بستان أحد تلامذة مولانا وهو محمد إقبال - الصوفي
الثائر. لماذا صار إقبال تلميذًا للرومي رغم ما يفصله عنه زمانًا
ومكانًا ورغم قربنا منه في حساب الأزمان؟ لأنه ثار على القديم بكل صوره
ولم يرض أن يكون تابعًا لأحد، سواء في الدين أو الفقه أو الاجتماع أو
الأدب أو الاقتصاد أو الفلسفة أو في أي شيء يشترك فيه مع معاصريه، وسار
في بستان الأولياء محطمًا أبراج عُبَّاد الصور، حتى أنه مع كثرة
تلاواته لآيات الشعر والنثر الصوفي الذي لا يبلى رفض بعض من تصدَّروا
في سمائه كحافظ الشيرازي والشيخ الأكبر ابن عربي في حين أنه قبِل
بالرومي والبسطامي والحلاج وجعلهم شيوخًا ونجومًا لا تغيب أنوارهم عن
سمائه.
بادئ ذي بدء، بَجِّل الآلهة بحسب المنزلة اللائقة بها، واحترم كلامك،
وأكرِم الأبطال الشرفاء والجان تحت الأرض. فإنك بذلك تعمل بما توصي به
الشرائع.
أكرِم كذلك والديك والأقربين إليك بالدم، واتَّخذ لنفسك أحبَّة بين أهل
الفضيلة من الآخرين.
أصغِ لرقيق الكلام، ولا تُعَرقِل مفيدَ الأعمال، ولا تحقد على صديق من
جراء خطأ طفيف.
وهذا بمقدار ما تطيق، لأن الممكن يجاور الضروري، و
تشرَّب الوصايا المذكورة أعلاه، ولكنْ فلتضبط شهوتك ونومك، ثم أهواءك
وغضبك، و
لا ترتكب أي فعل مخجِل، وحدك أو بالاشتراك مع غيرك. فالأولى بك أن
تحترم شخصك.