|
منقولات روحيّة
حيثما يوجد دين يتم الاعتماد على نص مقدَّس أو كتابات مقدَّسة، تلك الحقيقة تنتج ثقافة كاملة بمشكلة التاريخ النصي لتلك الكتابات أو النص. وليس هناك أي دين مستثنى من ذلك من بين الأديان التاريخية. ففي حالة الديانة البوذية على سبيل المثال، تواجهنا مشكلة شريعة بالي، الشريعة السنسكريتية، الشريعة التيبتية، والشريعة الصينية. في حالة الديانة الزرادشتية هناك نزاع وجدال قائم في هذه اللحظة بين العلماء الإيرانيين بالنسبة لنصوص الأفيستا، و– كما هو معروف – نصوص كتب اللغة الفهلوية، وهي مشكلة معقدة جدًا. كل جيل من الطلاب خلال قرون القليلة الماضية وجد نفسه محاصرًا بمشكلات وصعوبات جديدة تتعلَّق بنصوص العهد القديم، وما زلنا نتذكَّر جيدًا الحماس والهياج الذي انتابنا عند اكتشاف ورقة بردي تشيستر بيتي، وكسرة الإنجيل التي عثر عليها ريلاند، وكلا الاكتشافين أثارا نقاشًا حادًا حول أمور تتعلَّق بالتاريخ النصي للعهد الجديد. وسواء كنا أمام نصِّ (كتاب الموتى)، الكتاب الديني للمصريين القدماء، أو نصِّ القرآن الكتاب المقدَّس لدى أحدث الديانات التاريخية الكبرى، فنحن نقف أمام إشكالية تاريخ النص. سرعان ما يصل المرء من دون إيمان إلى العدم. والإيمان الحق هو اعتناق التجربة الصائبة لأناس نعتقد أنهم عاشوا حياةً حررتها الصلاة والتوبة. وهذا يعني أن الإيمان بالأنبياء والوحي، المستمر منذ زمنٍ بعيد ليس مجرَّد وهم، وإنما تلبيةُ حاجةٍ روحية داخلية. (الهند الفتاة، 14-4-1927، ص120) *** لحظة1: حرية الروح 1 قال لي: لا فضل لي عليك، ولا نقص يجمعك بي. فإن خاطبتني بلغة النقص، فاعلم أن كمالي تهمة تشير بإصبعها إليه. 2 وهمس في أذني وقال: إنك ماهر في الإيمان والنكران، فأنا أفرح بنكرانك ونسيانك لي وأنت حر... وأخجل من ذكرك لي وأنت عبد. 3 قال لي بفرح: كن مبدعًا لأنك لحظتي التي أحبها في الكون.
ثمَّة مجموعة كاملة من الظواهر تجمع بينها صفات مشتركة، وهي: 1. أنها تساهم في رعاية ودعم وحماية وتعزيز الحياة الإنسانية والنمو الروحي للبشر. 2. أن آلية عملها ليست مفهومة تمامًا، كظاهرة الأحلام أو المقاومة الفيزيائية، أو غامضة كليًا، كالظواهر فوق الطبيعية، بالنسبة لمبادئ قوانين الطبيعة كما يفهمها تفكيرنا العلمي المعاصر. 3. أن حدوثها يتكرر دائمًا في أماكن محددة، وهو مشترك بين البشر قاطبة. 4. أن منشأها هو خارج نطاق إرادة الوعي البشري (رغم كونها قد تتأثر به) وخارج دائرة صنع القرار الواعي.
"لِنصنع الإنسانَ على صورتِنا كمثالِنا... فخلقَ اللهُ الإنسانَ على صورتِه، ذكرًا وأنثى خلقهم" (تكوين 1: 26-27). بهذه الكلمات تنقل إلينا التوراة اليهودية في فصلِها الأول قصة خلق الإنسان في اليوم السادس والأخير من أيام الخلقِ قبل أن يستريح الله الخالق في السابع منها. وبحسب التقليد اليهودي فإنَّ التوراة دُوِّنت موحاةً من الله على عهدِ النبي موسى، بيدَ أنَّ الدارسين يُجمعون على تدوينها في عصر الملكية اليهودية الأول. ولم تحمل التوراةُ في طيَّاتها تقليدًا واحدًا، هذا ما دفعَ المتأخرين إلى دمجِ التقاليد في سفرٍ واحد تضاربتْ فيه الروايات أحيانًا وتكرَّرت أحيانًا أخرى. بالعودة إلى رواية الخلق، تفصِّل التوراة خلقَ الإنسان في الفصلِ الثاني بصورةٍ ماديةٍ عملية: "وجبلَ الربُّ الإله الإنسانَ ترابًا من الأرض، ونفخَ في أنفه نسمة حياة، فصارَ الإنسانُ نفسًا حيةً" (تكوين 7:2). إنَّ الإنسان في عرف التوراة العبري يُدعى "آدم" عامةً، قبلَ أن يقتصر هذا الاسم على الذكر دون الأنثى. فآدمُ لم يكن اسمَ علمٍ كما هو اليوم بل اسمًا يحمله الإنسانُ يميِّزه في إنسانيته عن بقية الخلائق. فأمَّا جعلُه اسمًا مخصَّصًا فكانَ في الرواية الثانية التي تخبِّر عن الجبلة الترابية التي صُنعَ منها آدم قبلَ خلق أنثاه من جسدِه وضلعٍ من أضلاعه. إذ لم يقنع الله الخالق ببقاء آدم–الإنسان وحيدًا بينما تجدُ كلُّ خليقةٍ أخرى شريكَها المقابل، فأوقعَ على آدم سباتًا عميقًا وأخذَ أحد أضلاعِهِ وبرا منه المرأةَ وجاءَ بها الإنسانَ الذي دعاها امرأةً لأنها من امرئٍ أُخذتْ (تكوين 2: 21-23).
|
|
|