ملخص البحث:
يناقش البحث موقف الإسلام من السرد من خلال أحكام الفقهاء
وشهاداتهم. وقد انطلق البحث من إشكال مركزي نجمله في الأسئلة
الآتية: كيف نظر الفقهاء إلى الخطاب السردي؟ وما هي المعايير التي
صدر عنها الفقهاء في الحكم على المتون السردية؟ ومن أجل الاستدلال
على الفكرة التي يناقشها البحث توقفنا عند تصورات ثلاث فقهاء عرضوا
لفنون السرد وحكموا عليها من منظور ديني وشرعي. يتعلق الأمر بابن
قتيبة وابن الجوزي والسيوطي الذين اتخذنا كتاباتهم في هذا المجال
متنًا تمثيليًا أتاح لنا رصد موقف الإسلام من السرد. وقد جرى فحص
إشكال البحث من خلال محاور ثلاث: 1- ابن قتيبة: فتنة السرد 2- ابن
الجوزي: إدانة السرد 3- السيوطي: أكاذيب القصاص.
بوفاة
الأستاذة فاطمة المرنيسي، وصمتها الفيزيقي، عن المشاغبة بالكلام
غير المباح، ينفرط عقد ثمين، من الحلقة النخبوية، لرواد الفكر
المغربي المعاصر. قامات وعقول، يستحيل في واقع الأمر، تعويضها على
الأقل، بذات متانة التكوين العلمي والصرامة المنهجية والعمل الدؤوب
والإشعاع النظري والمبدئية والثبات على المواقف. هكذا، للأسف
الشديد، لم يبق منهم على قيد الحياة، سوى اسمين أو ثلاثة، ثم تطوى
صفحة تعكس تاريخًا بأكمله، تشع نورًا وتزخر اجتهادات فكرية قوية،
بحجم جسامة التحديات التي واجهها هؤلاء. أسماء، تربت علميًا
ومذهبيًا وإنسانيًا، على أوراش الحركة الوطنية، وعبرها مشاريع
التحرر العالمية، المنحدرة من ثقافات شتى.
في كتابة صينية يعود تاريخها الى أربعة قرون قبل الميلاد، يصف
الحكيم أوضاع المجتمع بالسطور التالية:
كان
الناس في شبابي ينعمون بالرخاء فالرزق وفير والبشر قليل والناس
هانئون، فلما شخت رأيت ازدياد الناس وقلة الرزق وشدة المزاحمة
وزيادة الرقابة!
لقد تبدلت الأرض ومن عليها عبر هذا التاريخ الطويل، والمشكلة التي
يوجز الحكيم الصيني وصفها في كلماته، أصبحت خطيرة تهدد الدنيا ومن
عليها بالانفجار. لقد كانت مشكلة الحكيم محلية، فإذا بها اليوم
مشكلة الإنسانية الكبرى يدرك أخطارها العالم الواعي المتطور بحساب
أرقامه، ويشعر بوطأتها مئات الملايين من المعذبين على الأرض،
يدركها الأولون ويعيش ويلاتها الآخرون.