|
منقولات روحيّة
إذا كانت النبوة تجربة ذاتية، فمنطلقها الأول يبدأ من الذات، ومعنى أن المنطلق ذاتي يساوي أن تكون هناك ذات مهيأة لنوع من أنواع الخبرات... هذا بالنسبة لي إيمان؛ فأنا أؤمن بأن كلَّ إنسان مخلوق بقدرات تؤهله لإمكانيات محددة، سكة قطار... لكلِّ إنسان سكة قطار واحدة، يمكنه أن يسير على هذه السكة فيبلغ جميع المحطات التي تمر بها، ويمكنه أن لا يسير عليها، أو بالأحرى، لا يُتْرَك وخيار السير، وهكذا يُحرم – أو كما يبدو، هو الذي يَحْرِم نفسه – من بلوغ محطاته كلها. بعبارة أخرى، النبوة لا تتهيأ لأيٍّ كان، بل لأنواع محددة من الشخصيات، شخصيات مخلوقة بصفات تتجه بها اتجاهات فكرية محددة. بالتأكيد، لم أكن أعرف ذلك قبل أن أتحقق من النبوة، لكنني الآن متأكد من هذه الحقيقة، كما أنني متأكد من قضية النبوة برمَّتها.
عالم الإنسان مزدوج، وهذا يتَّفق مع موقفه الثنائي. موقف الإنسان ثنائي، وهذا يتَّفق مع الطبيعة المزدوجة للكلمات الأساسية التي ينطق بها. ليست الكلمات الأساسية منعزلة، إنما هي كلمات مركَّبة. الكلمة الأساسية الأولى مزجت بين أنا–أنت. والكلمة الأساسية الأخرى مزجت بين أنا–هو. مشيرين إلى أنه يمكن، من دون أي تغيير في الكلمة الأولى، استبدال هو بـ هي. لذا كانت أنا الإنسان مزدوجة. لذا كانت أنا في الكلمة الأساسية أنا–أنت، مختلفة عن أنا في الكلمة الأساسية أنا–هو.
سؤال: شكرًا لإعطائي بعضًا من وقتك للتحدث معي أيها الرابي. فقد تابعت أعمالك بالتفصيل لسنوات، وأود التحدث عن مكانك روحيًا. رامي شابيرو: أهلاً بك. سؤال: عظيم. لدى تحضيري لهذه المقابلة قيل لي إنك متناقض فيما يتعلق بهويتك اليهودية. هل بوسعك توضيح هذا الأمر؟ ر. ش.: أنا لست متناقضًا على الإطلاق بشأن يهوديتي، فهي واحدة من الأمور التي تسعدني كثيرًا في حياتي، لكن صراعي هو مع الدين. سؤال: لكن، أليست اليهودية دينًا. ر. ش.: يعتبر الدين – الرسمي، أو الدين المنظم – جزءًا من تلك الأمور المعقدة التي تندرج تحت عنوان اليهودية، لكن هناك أيضًا أشياء أخرى. فاليهودية هي طريقة الحياة لشعب أو لقبيلة يطلق عليها اسم العبرية أو العابرة "Ivri – Apiru" بمعنى العابرة للحدود.
|
|
|