|
قيم خالدة
تعتبر ملاحم هوميروس أول وأعظم شعر في الحضارة الغربية. وقد نظر إليها غالبًا كشعر عن الحرب، لكن هناك جانب مهمل يتعلق بفهمها العميق للحرب، وهو على وجه التحديد ما أسماه وِلفرِد أون Wifred Owen "تعاسة الحرب" وما يفعله عنفها بالنساء والعائلة. في الواقع، إن ما وصفه هوميروس في القصيدتين هو طبيعة المجتمع الذي نحصل عليه إن كان نوع السلام الوحيد الذي نعرفه هو تلك الراحة المضطربة وسط خرائب صراع متقطع. وهذا سطر واحد من تلك القصة التي رواها الإله أﭙولو في نهاية كتاب الإلياذة، الكتاب 24 (الذي يسميه العلماء: النهاية)، السطر 54. [راجع النص الإغريقي: ص 257]
يوجد في روسيا مبشِّرون يكمن واجبهم في إدخال غير الروم الأرثوذكس جميعهم إلى الأرثوذكسية. في نهاية عام 1901 انعقد في مدينة أورل مؤتمر لهؤلاء المبشِّرين. وفي ختام هذا المؤتمر ألقى رئيس نبلاء مركز المقاطعة غ. ستاخوفيج كلمةً اقترح فيها على المؤتمر الاعتراف بالحرية المطلقة للضمير، قاصدًا بهذه الكلمات -حسب قوله- ليس فقط حرية العقيدة بل كذلك حرية الدين المشتملة على حرية الخروج عن الأرثوذكسية. وقد افترض غ. ستاخوفيج أنّ حريةً كهذه سوف تساعد، وحسب، على انتصار وانتشار الأرثوذكسية التي أقرّ بأنه مؤمنٌ مخلصٌ بها. لم يوافق أعضاء المؤتمر على اقتراح غ. ستاخوفيج، ولم يناقشوه. وبعد ذلك بدأ تبادل محموم للمناظرات والمناقشات حول ما إذا كان على الكنيسة المسيحية أن تكون متسامحة دينيًا أم لا: بعضهم -معظم الروم الأرثوذكس، المتدينين منهم والدنيويين- في الجرائد والمجلاّت كانوا ضدّ التسامح الديني، وأقرّوا -لهذه الأسباب أو تلك- باستحالة الكفّ عن اضطهاد الرعايا الخارجين عن الكنيسة. وآخرون -الأقلية- اتفقوا مع رأي ستاخوفيج؛ فاستحسنوه وبرهنوا على مرغوبية، بل حتى ضرورة، الاعتراف بحرية الضمير من أجل مصلحة الكنيسة ذاتها.
السماء هي ذلك العلم المحجوب عن الأبصار والمدارك الذي ما برح الإنسان يتخيّله ويشتاق الوصول إليه منذ أن تفتح فيه الخيال ومنذ أن لفح قلبه الشوق إلى المعرفة وإلى حياة لا تتعثّر في الشقاء ولا تبتلعها لجّة الفناء. والسماء تتسع وتضيق، وتدنو وتقصو، وتلين وتصلب على قدر ما يتسع خيال الناظر إليها أو يضيق، وعلى قدر ما تسمو به أشواقه أو تنحطّ، ويضعف إيمانه بنفسه أو يشتد. سواء في ذلك خاصة الناس وعامتهم. ربّ عالِم بشؤون الأرض كان في منتهى السذاجة من حيث تفكيره بالسماء. فكانت سماؤه بابًا يدق لاستجداء المال أو البنين، أو محكمة يُرشى قضاتها بالتملّق والهدايا، أو خزّان أوجاعٍ وويلات تُردّ بحرق الشمع والبخور وبالانقطاع عن الطعام وترديد كلمات بعينها في أوقات بعينها وفي أماكن بعينها. وربّ أمّيّ كانت سماؤه منبع الرحمة والجود والعدل والمحبة والحرية والحياة وكانت المحور الذي تدور عليه نيّاته وأفكاره وشهوات قلبه. |
|
|