|
اللاعنف والمقاومةNonviolence and resistance
كثيرة هي الأحداث العظيمة في شهر رمضان الأبرك، وكثيرة هي الفضائيات التي خصصت برامج ولقاءات وندوات ومسلسلات عن هذه الأحداث، التي جرت في شهر رمضان، كمعركة بدر، وفتح مكة، وفتح عين جالوت. ورغم تفاوت نشاط وفعالية الدعاة والخطباء والفضائيات وعدد مشاهديها فإن هناك ما هو مشترك بينها، وهو التعتيم على ذكرى اغتيال سيدنا الإمام علي بن أبي طالب، الذي جرى في 19 رمضان 40 هجرية، في مدينة الكوفة، بينما كان أمير المؤمنين خارجًا من منزله متوجهًا إلى المسجد، داعيًا الناس، الصلاة، الصلاة. كمن له عبد الرحمن بن ملجم المرادي وسدد له ضربة على جبهته بسيف مسموم صارخًا: "الحكم لله لا لك يا علي". و"الحكم لله" هو الشعار الأساسي للخوارج الذي رد عليهم الإمام علي قائلاًَ: "كلمة حق يراد بها باطل". وكان من وصية الإمام: "لا تقاتلوا الخوارج من بعدي فليس من أراد الآخرة فأخطأها كمن أراد الدنيا فأصابها".
المسيحية، في معناها الحق، تقوِّض الدولة. هكذا فُهمت منذ البداية لذا صُلب المسيح، وفهمها دائمًا على هذا النحو الناس غير المقيَّدين إلى ضرورة تبرير الدولة المسيحية. فقط منذ اعتناق رؤساء الدول مسيحيةً اسميةً ظاهريةً بدأوا بابتكار كل تلك النظريات المعقدة المستحيلة التي يمكن بموجبها الجمع بين المسيحية والدولة. لكن بالنسبة لأيِّ شخصٍ صداقٍ وجادٍّ في زماننا لا يمكن ألا تكون جليةً استحالة الجمع بين المسيحية الحق – تعليم الوداعة وغفران الإساءة والمحبة – وبين الدولة بإكبارها العنف والإعدام والحروب. إنَّ المسيحية الحق لا تنفي فقط إمكانية الاعتراف بالدولة بل وتقوِّض أسسها. لكن حتى إذا كان الجمع بين المسيحية والدولة صائبًا فمن الطبيعي أن ينشأ السؤال التالي: ما الذي يلزم أكثر لخير الإنسانية، ما الذي يكفل خير الناس أكثر: شكل الحياة الدولتية أم تقويضه واستبدال المسيحية به؟ |
|
|