|
منقولات روحيّة
-1- 1- القبالة تعني "تلقّي المعرفة السرّانية"، وهي حكمة سرّانية تعمد إلى تفسير الدين تفسيرًا صوفيًا. 2- مبادئها الرئيسة: تبحث هذه المبادئ في: أ- الكائن الأعلى والأسمى: طبيعته، رموزه وصفاته المميّزة من وجهة نظر اللغة. ب- أصل الكون: بنيته ونواميسه. ج- إبداع الملائكة والإنسان. د- مصير الملائكة والإنسان. ه- طبيعة الروح. و- العناصر الأولية الجوهرية، طبيعة الملائكة والأبالسة. ز- معنى، مضمون، وأهمية الشريعة الملهمة. ح- الرمزية الفائقة والسامية للأعداد. ط- الأسرار المميّزة والمتضمنة في الأحرف البصرية.
تدور هذه المحاضرة حول الدور الديني لرؤى المنام في الإسلام، وبالأخص حول طائفة منها فريدة في بابها: رؤية المؤمنين للنبي محمد. لقد أقرَّ المأثور الإسلامي من فوره، كما هو معلوم، أنه يجوز للرؤيا أن تصير ناقلاً خطيرًا لرسائل من رتبة فائقة للطبيعة. فالقرآن يؤكد ذلك مرارًا، كما في حالة إبراهيم الذي رأى في المنام أنه يذبح ولده، فصدَّق الرؤيا وأوَّلها كأمر إلهي (سورة الصافات 102، 105)؛ وقصة يوسف الصدِّيق، كما وردت في السورة الموسومة باسمه، تسرد رؤى يوسف بن يعقوب طفلاً (الآيات 4-6)، كما تسرد تأويله لرؤيتَي الفتَيَين السجينين معه في مصر (الآيتان 36، 41)، ثم أخيرًا تأويله لرؤيا فرعون نفسه (43-49)، بالتطابق مع النص التوراتي. وفي النص الكريم أيضًا إشارتان إلى خبرتين رؤيويتين كابدهما محمد نفسه: إسراؤه إلى القدس الشريف ودخوله والمسلمين المسجدَ الحرامَ مُحرمين، "محلِّقين رؤوسـ[ـهـ]ـم ومقصِّرين" (سورة الفتح 27). وصحة رسائل الرؤى مثْبتة في القرآن فيما يخص غير الأنبياء، وربما غير المؤمنين أيضًا، على اعتبار أن صاحبَي يوسف السجينين، وفرعون مصر كذلك (وثلاثتهم مشركون)، بحسب الآيات من سورة يوسف التي ذكرنا أعلاه، قد تبلغوا رؤًى تبيَّن بعد تأويلها أنها مُنذِرة بوقوع خطب جلل.
1 - في الإيمان بالله: المريد (م): هل أنت مؤمن بالله؟ رامي شابيرو (ش): كل شيء يتوقف على ما تعنيه بكلمات "أنت"، و"تؤمن"، و"الله". فإن كنتَ من خلال كلمة "أنت" تعني الذات الحرة المستقلة والمتمايزة عن الكون، عندئذ تراني أواجه مشكلة. فحتى يكون لدي شعور بالأنا (وهنا أجد أن عليّ، بكل معرفة وتواضع، الغوص في تناقضات اللغة) عليَّ أن أتجاهل معظم ما أنا هو حقيقةً. فكر بهذه الطريقة: تخيل أن رئتيّ تتمتعان بوعي ذاتي، فهل تراهما ستقولان عن نفسهما: "نحن رامي"؟ كلا، لأنهما ستعرفان أنهما جزء من منظومة أكبر تتألف من القلب، والمعدة، والجلد، والعضلات، والعظم، إلخ. وما ينطبق على رئتي، ينطبق أيضًا على هذه المنظومة الأوسع. فلماذا الإشارة إلى جسدي والقول:"هذا هو رامي"، في الوقت الذي يشكل فيه جسدي جزءًا من منظومة أوسع هي هذا الكوكب؟ وهكذا: هذا الكوكب بحاجة إلى الشمس وإلى المنظومة الشمسية. كما أن المنظومة الشمسية بحاجة إلى المجرة، والمجرة بحاجة إلى الكون، إلخ. ما يعني أنه من باب التعسف والتضليل الإشارة إلى الجسد والقول بأن هذا هو أنا، في الوقت الذي من أجل أن أحيا، أنا بحاجة إلى الكون كله. ما يعني أن هناك فقط ذاتًا واحدة وهي الكاملة بحد ذاتها.
أبتي، لقد كان لطفًا منكم أنْ كتبتم لي رغم كل شيء. كان غاليًا عليَّ حصولي على كلمات ودية منكم لحظةَ الرحيل. ذكرْتم لي أقوالاً رائعة للقديس بولس. ولكنْ آمَلُ ألاَّ أكونَ أعطيتُكم، وأنا أعترف لكم ببؤسي، انطباعًا عن إنكاري لرحمة الله. آمَلُ ألاَّ أكونَ قد سقطْتُ أبدًا وألاَّ أسقطَ بتاتًا إلى هذه الدرجة من الدناءة والجحود. لا أحتاج إلى أي رجاء ولا إلى أي وعد لكي أؤْمنَ بأنَّ الله واسع الرحمة. أعرف هذه السعة بيقين الاختبار، لقد لمستُها. وما عرفتُه منها بالاحتكاك يتجاوز قدرتي على الفهم والامتنان إلى درجة أنَّ ملذَّاتِ النعيم الأخروي لا يمكنها أنْ تضيفَ شيئًا إلى ذلك بالنسبة لي؛ مثلما أنَّ جمْعَ لانهايتَينِ ليس جمعًا في نظر العقل البشري. |
|
|