|
منقولات روحيّة
الروحانية، وفقًا لإحدى الموسوعات، تعني "الاهتمام بأمور الروح". وهي قد تشتمل على الإيمان بقدرات فائقة للطبيعة، كما في الدين، لكن التشديد فيها هو على الخبرة. فما يشار إليه بصفته "دينًا" وما يشار إليه بصفته "روحانية" كثيرًا ما يتداخل أحدُهما في الآخر أو يتطابق معه. في عالمنا العربي، كما في عالم النقد الغربي، شبهاتٌ على قيامة السيد المسيح، تتفاوت ما بين نفي الواقع الملموس وبين تفسير معناه في الدعوة المسيحية. وقيامة السيد المسيح – بعد صَلْبه – هما الحدثان الضخمان اللذان بهما تحدَّتِ المسيحيةُ، منذ نشأتها، الدينَ والعقل. فقد اعتبرت المسيحيةُ كلها، منذ نشأتها، أن قيامة السيد المسيح هي برهانها الضخم، – إذ هو الحدث التاريخي الفريد المعجز في تاريخ البشرية، – فركزتِ الحياة المسيحية عليه وجعلتْه عيدًا أسبوعيًّا، كلَّ يوم أحد، للشهادة له، وللحياة منه. يبدو
واضحًا للعيان أن المعرفةَ بقانونَي كَرْما
karma
والتقمص Reinkarnation
كانت
بالتأكيد موجودة في عهد المسيح، بل وكانت
جزءًا من مادة التفكير المسيحي القديمة. ولا
بدَّ هنا من أن نسأل: كيف ضاعت لاحقًا هذه
المعرفة؟ ولو أردنا – بهدف تقديم إجابة عن
هذا السؤال – البحثَ والتقصِّي في تاريخ
مفهوم التقمص في المسيحية المبكرة، علينا أن
نكون على يقين من الحقيقة التالية، التي
غالبًا ما يتم تناسيها إلى يومنا هذا: لم
تعرف المسيحية المبكرة، في القرون الأولى
التي تَلَتِ المسيح، تعاليم متينة تشبه،
مثلاً، تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، التي
تُعتبَر قاعدةً راسخة للمسيحية في أيامنا.
[...] في رسالتك أيضًا إثارات
كثيرة لموضوعات كثيرة، لا بدَّ من أن نتعاون
جميعًا على توضيحها ومواجهتها بالجرأة
والصراحة اللتين تستوجبهما خطورةُ المهمة
التي نضطلع بها – أعني بها مهمة "تثوير
الفكر الديني" في شرقنا العربي، في شقَّيه
المسيحي والإسلامي. وفي الأسطر التالية نصيبي
المتواضع تعقيبًا على هذه الإثارات.
|
|
|