عندما
سُئل المعلم البوذي الفيتنامي الشهير تيك نات هانه
Thich Nhat Hanh
أن يشرح مفهومه عن "البوذية المنخرطة"
Engaged Buddhism
أجاب: "البوذية المنخرطة هي بوذية عادلة". لا يمكنك أن تكون منسجمًا مع
القيم الأخلاقية في وقتنا الحالي دون العمل حقًا على التعبير عن هذه
القيم في عالمنا المضطرب. على أية حال ورغم أنَّه من الجيد أنَّ نتذكر
أن القيم بحد ذاتها خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح لكن علينا أن نوجه
أفعالنا اللاحقة كقيادين ماهرين يعرفون أخطار ساحة النضال وكيفية تعبئة
قوى اللاعنف لمواجهة هذه الأخطار.
عندما نستخدم اللاعنف فبأي شكل سيكون؟ هذا هو السؤال التي سنأخذه بعين
الاعتبار تاليًا.
يقول أدولفو بيريز اسكويفل، وهو من قادة هذا النضال:
...اللاعنف هو قوة الناس الذين لا حول لهم، إنه سلاح الفقراء. لذا فهو
في جوهره شعبي وشراكي. إنه ليس نضالاً تخوضه نخبة...
...من هنا نرى أن هذا الخيار أقرب إلى الديمقراطية، أنه يحترم القاعدة
الشعبية، أنه يستند إلى قدرة البسطاء على الإبداع، وخاصة أنه أكثر
فعالية لأنه يدرج عددًا أكبر من الأشخاص في دينامية التحرير التاريخية.
إن أدهى ما تعاني منه الجماعات المغلوبة على أمرها هو شعورها بالعجز
والانتقاص، وهي بسبب من ذلك تتبنَّى رأي المتسلطين بها وحكمهم عليها
بالدونية، ذلك الحكم الذي يبررون به تسلطهم من جهة ويدعمونه من جهة
أخرى إذ يوهمون الخاضعين لهم بصحته فيعطلون بذلك قدرتهم على الانتفاض
والمقاومة، والمقهورون موضوع قابل، كما رأينا لتقبل هذا الوهم نظرًا
للوضع الدوني الذي يعانون منه ولاستعدادهم لقبول ما يصدر عن القوي من
أحكام... أما النضال اللاعنفي فإنه على قدر مشاركة الجماهير العريضة
فيه، يعيد لتلك الجماهير – وليس لمن يناضلون باسمها فحسب – الشعور
بقيمتها وقدراتها.