المُعضِلَة
يتحرَّك "المانِحون" نحوَ الأشخاص، كما لو أنهم يبحثون عن إجابة
لسؤالِهم الداخلي: "هل سوف تحبّونني؟". لدَيْهِم ثمَّة حاجة بارزة
للمودَّة والقبول، فهم بحاجة للحب، والحماية. ويبتغون الشعور بأنهم
هامّون في حياةِ الأشخاص الآخَرين. كانوا أطفالاً حين اكتسَبوا لُطفًا،
وشعورًا بالأمان من خلال إشباعِهم لرغبات الغير. وكثَمَرَةِ سعيِهم
للقبول، طوَّرَ "المانحون" رادارًا شخصيًا حسَّاسًا لاكتشاف حالات
الروح وأفضلياتِها.
يقولُ "المانِحون" الذين يُكيِّفون مشاعرَهم وفقًا لاهتمامات الغير على
أنهم عند تكييفِهم لمشاعرِهم هذه، فهم يشعرون بقُدرتِهم على ضمانَةِ
شعبيَّتِهم الخاصَّة. ويقولون أيضًا إنهم إذا لم يحصلوا على القبول
الذين هم بحاجة إليه، فمن الممكن أن تصبح عادة التكيُّف قهرية
(إلزامية)، إلى درجة أنهم ينسَوْن فيها حاجاتِهم الخاصة، في محاولة
اندفاعية لإرضاء الآخَرين كطريقة لاكتساب الحب.
الكلمات وحدَّة الوعي
بدَّلَ رايش في عام 1940 اسم صيغته العلاجية من اسم العلاج العصبي الإنباتي
لسمات الطبع التحليلية "الفيجيتوتيرابي" إلى اسم العلاج الأورغوني. فقد كان
الأورغون هو الاسم الذي أطلقه على الطاقة الكونية الأساسية. وقد تزامن هذا
التعديل مع اعتقاده بإمكانية الاستغناء عن الكلمات في العملية العلاجية، بما
أنه كان ممكنًا إحداث تحسينات ذات معنى على مستوى الشخصية من خلال العمل
المباشر على العمليات الطاقية للجسم. فالعلاج الأورغوني يشتمِل أيضًا على
استخدام محوِّلات الطاقة الأورغونية لكي يحمِّل الجسم بالطاقة.
كنتُ ذكرتُ في الفصل الأول بأن رايش كان قد توصَّل إلى جعل بعض المرضى يطوِّرون
"الانعكاس لهزَّة الجماع" في وقتٍ قصير جدًا، لكن هذا التقدُّم لم يتوطَّد في
فترة ما بعد العلاج. وذلك بسبب معاناتِهم من توترات الحياة اليومية، فتعود
مشاكل الشخص إلى الظهور في حيّز وعيِه العادي فاقِدًا فيما بعد قدرته على
الاستسلام لجسمه. ولكن ما الذي يعني بالضبط قدرته على الاستسلام لجسمِه. وما
الذي يعني بالضبط "العمل إلى الحد الأقصى على مشاكل أحد؟" إننا نستخدِم هذا
التعبير على نحوٍ لاتمييزي، وبدون إدراك مستوياته الحقيقية.