|
طبابة بديلة
سألني الناس دائمًا: "ما هو الاختلاف بين علم الطاقة الحيوية والعلاج الرايشي؟" وأفضل صيغة للإجابة على هذا السؤال هي متابعة سردنا التاريخي حول تطور علم الطاقة الحيوية. عندما أنهيت مدتي كطبيب مقيم في عام 1952، قفلتُ عائدًا من أوروبا في هذا العام المنصرم، وأدركتُ بعض التغييرات في مواقف رايش وأتباعه. فقد حل محل الشجاعة والإثارة اللتين كانتا واضحتين جدًا، مشاعرَ الاضطهاد واليأس. كان رايش قد أوقف كل علاجاته الفردية وانتقل إلى رانغلي مين Rangeley Maine حيث كرَّس نفسَه للفيزيائية الأورغونية. وحلَّ محل مصطلح "الفيجيتوتِرابي" vegetothérapy أي العلاج العصبي النباتي لسمات الطبع التحليلية، ما أسماه بـ"العلاج الأورغوني". وأدى هذا إلى فقدان الاهتمام بفن تحليل الطبع، وتأكيد أعظم على تطبيق الطاقة الأورغونية وذلك من خلال استخدام جهاز ادخار الطاقة الأورغونية.
إن المعالجة الطبيعية مهمة جدًا، لأنها تعيد التناغم إلى الجسم كله. هذا وإنَّ اضطراب جزء واحد من الجسم يعني أن العضوية بمجملها مريضة. والمعالجة الطبيعية تشفي الجسم كله، وهي تحرض العضوية على دعم الجزء المريض وشفائه. * يعالج الطب الطبيعي الجسم كله وليس الجزء المريض فقط. وبحالة جسم بعضو مريض نحتاج إلى علاج الأفكار والمشاعر. * عندما يتناول المريض الأدوية والمضادات الحيوية، فإن مشاعره وأفكاره تستمر في تغذية الاضطراب الداخلي.
يسعى كل منا إلى السلام والتناغم، لأن ذلك هو ما ينقصنا في حياتنا. وبين الفينة والأخرى يختبر كل منا الهياج، والتوتر، ونقص الانسجام، والمعاناة. وعندما يعاني أحدنا الإثارة فإنه لا يحتفظ بها لنفسه بل ينشرها إلى الآخرين. تنفذ الإثارة إلى محيط الشخص البائس وسوف يثار كل من يتواصل معه أيضًا. وبالطبع ليست هذه هي طريقة العيش الصحيحة. علينا أن نعيش بسلام مع أنفسنا ومع الآخرين. الإنسان كائن اجتماعي وعليه أن يعيش مع الجماعة ويتعامل مع الآخرين، فكيف لنا أن نعيش بسلام، وأن نبقى متناغمين مع أنفسنا؟ كيف نحافظ على السلام والانسجام حولنا، وبالتالي على سلام الآخرين وتناغمهم أيضًا؟ للخروج من حالة الإثارة تجب معرفة الأسباب الأساسية وسبب المعاناة. وإذا تقصى أحدنا المشكلة يصبح من الواضح أنه عندما يبدأ الشخص بإصدار السلبية من الذهن فإنه يكون عرضة للإثارة. هذا ولا توجد السلبية Negativity أو التلوث Defilement أو القذارة Impurity، ذهنيًا، مع السلام والانسجام.
|
|
|