|
منقولات روحيّة
قُلْ
لأصحـابٍ رأوني ميتًـا
فبكوني إذ رأونـي حزنَـا لا
تظـنُّـوني بأنِّـي ميْـتٌ
ليـس ذا الميت والله أنَـا أنـا
عصفـورٌ وهذا قفصي
طرتُ منه فتخلَّـى رهنَـ
التوحيد ووحدة
الوجود:
وفي ضوء هذا التقييم والإيضاح والاسترسال،
تبرز لنا حقيقتان في خصوص مفهوم التوحُّد أو وحدة
الوجود وفي خصوص الحلول أو التجسُّد:
كيف يمكن، أولاً، للمتغير الفاني – و"الفناء"
هو في هذا التغيُّر الدائب – أن يتوحَّد أو
يتحد بالباقي الأزلي–الأبدي، وفي الوقت نفسه
أن يبقى؟! – وهو الذي لا يتغير ولا يتبدل، لا
يبدأ ولا يزول. وقديمًا اتُّهِمَ الشيخُ محيي
الدين بن عربي – قدَّس الله سرَّه – خطأً بـ"وحدة
الوجود" أو بشيء من هذا القبيل. إنما هذه
التعبيرات كلها هي في لغة المجاز ومعنى
الدلالة وقصد الإشارة، لا أكثر – وهو القائل: شمسُ
الهوَى في النُّفوسِ لاحتْ
فأشـرَقَتْ عندَهـا القُـلـوبُ الحـبُّ
أشـهَـى إلـيَّ مـمَّـا
يقُـولُـهُ العَـارِفُ اللَّـبيـبُ يـا
حُـبَّ مــولايَ لا تُــوَلِّ
عـنِّـي فالعيـشُ لا يَـطيـبُ لا
أُنْـسَ يَـصـفُـو للقَـلبِ إلاَّ
إذا تَـجَـلَّـى لَـهُ الحَـبيـبُ
تمهيد في منتصف ستينيات القرن الماضي، صدر في القاهرة كتابٌ جيد للباحث عبد الله النجار بعنوان مذهب الدروز والتوحيد، حاول المؤلِّف أن يبسط فيه مذهب التوحيد الدرزي، تاريخيًّا وعقائديًّا، مورِدًا فيه، للمرة الأولى، مقبوساتٍ عديدة من رسائل الحكمة التوحيدية التي لم يكن الاطلاع عليها مباحًا لغير الدروز "المستلمين دينهم". لذا تذرع "شيخ عقل" الطائفة الدرزية آنذاك بالاعتراض على "بعض" ما جاء في كتاب النجار ممَّا عدَّه مخالفًا للمذهب ليطالب بسحب الكتاب من التداول، الأمر الذي حدا بسلطات الأمن اللبناني إلى منع الكتاب ومصادرته في تموز 1965. لكن الكتاب كان قد لقي، قبل مصادرته، استقبالاً حارًّا في الصحافة والأوساط العلمية، الأمر الذي دفع د. سامي مكارم، بالاتفاق مع المرجعية الدرزية، إلى نشر دراسة بعنوان أضواء على مسلك التوحيد، قدَّم لها كمال جنبلاط بمقدمة ضافية، بغرض تصويب بعض "الأخطاء والمزالق" التي وقع فيها النجار، درءًا لتطور الملابسات التي أثيرت حول الكتاب.
|
|
|