english

الصفحة التالية                  الصفحة السابقة 

نساء بالسواد
الفصل السادس
أوج الوقفات الاحتجاجية

 

غيلا سڤيرسكي

 

النمو...

في جهة من جهات ساحة باريس، موقع الوقفة الاحتجاجية، ينتصب بناء تعود ملكيته إلى الرهبنة الفرنسيسكانية يُدعى "كلية تيرا سانتا". وفي أعلى السقف، تستكين مريم العذراء والطفل ينظران باستصغار إلى حركة المرور الدائرة بلا نهاية والشجارات السياسية الجارية في الأسفل، محتفظين إلى الأبد بالنظرة الجليلة ذاتها... يا للسلوى التي أجدها هناك.

وفي الداخل، بالإضافة إلى كلية الكنيسة، تضم "تيرا سانتا" مكتبة المجلس البريطاني ومؤسسة Magnes الصحفية وقسم من الجامعة العبرية: مؤسسات تهدف إلى نشر المبادئ المقدّسة و/أو الثقافة. وقد يقول البعض حتى - ذلك أن ألفيتان من العنف المُستَوحى من الكنيسة قد أصبحتا وراء ظهرنا - أنها مؤسسات عاملة من أجل الحضارة الإنسانية.

على الحائط الخارجي لـ "تيرا سانتا"، في أحد المواضع الضيقة لموقع الوقفة الاحتجاجية، علّق أحدهم لافتة ضخمة طوال عدة سنوات من الانتفاضة، تعرض جرد حساب للعنف السياسي الجاري. وفي الوقت الذي دوّنتُ فيه ملاحظة بشأن هذه اللافتة في صحيفتي في الأول من نيسان 1993، كانت اللافتة تقول: "168 قتيلاً منذ بدء الانتفاضة". وتجاور اللافتة لوحة ضخمة تتضمن أسماء كل الذين قُتلوا.

حسنًا، ليس هؤلاء هم كل من لاقى حتفه. لنكن صادقين... فالعدد 168 شكّل في ذلك الوقت ما نسبته 14% فقط من مجموع الذين قُتلوا. أما الذين لم ترِد أسماؤهم في تلك اللوحة التذكارية فهم الضحايا الفلسطينيين للانتفاضة. ففي الواقع، كان قد قُتل 1165 فلسطينيًا في تاريخ إحياء ذكرى الـ 168 يهوديًا. لكن مصمّمي اللافتة، على ما يبدو، كانوا يعتقدون أن الفلسطينيين لا يستحقون، بهذا الشكل أو ذاك، إيراد أسمائهم في اللافتة التذكارية[1].

وقد وُضعت اللافتة عمدًا بالقرب من موقع الوقفة الاحتجاجية لـ "نساء بالسواد" من قبل مجموعة يهودية يمينية في محاولة لتفنيد رسالتنا. "كفى للاحتلال؟"، ذلك هو تساؤلهم الضمني، "أنظروا مَنْ يقتل مَنْ". لكن، على الأرجح، خلق وضع اللافتة بالقرب منا أثرًا جعل "نساء بالسواد" أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على مواصلة الوقوف. يبدو أن الاختلاف الحاد مع طرف آخر له ذلك التأثير، أليس كذلك؟ كان هناك دائمًا أمر ما يجعل "نساء بالسواد" راغبات في التواجد وإدارة تلك الوقفة الاحتجاجية المحكوم عليها باللعنة إلى الأبد.

خلال السنوات الثلاثة الأولى للوقفات الاحتجاجية، كان عدد النساء المشاركات يتزايد باضطراد. ففي نهاية السنة الأولى، كانت تتواجد 80 امرأة كل أسبوع في القدس، وكانت الوقفات الاحتجاجية قد بدأت في حيفا وتل أبيب. وفي إحياء ذكرى سنتنا الأولى (كانون الأول 1988) كنا 500 امرأة رابطات الجأش. وفي السنة الثانية، كان حضورنا الأسبوعي المنتظم في القدس 100 امرأة صلبة، وازداد عدد الوقفات الاحتجاجية تدريجيًا إلى 23 وقفة في مختلف أنحاء البلاد، مع الانتشار إلى مختلف الكيبوتزات والمراكز الحضرية في الشمال والجنوب. وفي إحياء الذكرى السنوية الثانية (كانون الأول 1989)، حضرت 600 امرأة من كافة أنحاء إسرائيل إلى القدس للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية. وفي السنة الثالثة، كان هناك 120 امرأة ثابتة كل يوم جمعة في الوقفة الاحتجاجية في القدس، و39 وقفة احتجاجية مدهشة في كافة أنحاء البلاد. ومن المحتمل أننا كنا 2000 في الذكرى الثالثة (كانون الأول 1990 - انظر في الأسفل). وكانت التقديرات أن 4000 - 5000 امرأة كنّ يعتبرن أنفسهن جزءًا من حركة "نساء بالسواد" في كافة أنحاء إسرائيل؛ بعضهن مشاركات منتظمات، وأخريات راغبات بالتواجد في المناسبات الخاصة[2].

أما بالنسبة للمشاهدين، فليس لدينا معطيات دقيقة ما عدا حقيقة أن 20000 شخص، على الأقل، شاهدوا الوقفة الاحتجاجية في تل أبيب في أي يوم جمعة، وهي الأكثر عرضة للانكشاف على الجمهور إلى حد كبير. وكانت صحيفة جيروزاليم بوست، الصحيفة اليمينية الميول في ذلك الوقت والتي لعبت على الدوام أقل دور في جهود السلام، قد خمّنت مجموع الذين شاهدوا وقفاتنا الاحتجاجية بـ 20000 شخص، مع ما في هذا التخمين من تبخيس واضح[3].

وبحلول منتصف السنة الثانية من عمر "نساء بالسواد"، حين تواجدت 23 وقفة احتجاجية في مواقع منفصلة في أرجاء إسرائيل، أصبح من الواضح أنه قد آن الأوان للقائنا جميعًا. فهذا من شأنه أن يكون فرصة للنساء لتقدير حجم واتساع الحركة، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولاكتساب التضامن مع بعضنا البعض. وقد انعقد مؤتمر وطني أول لـ "نساء بالسواد" - فيما سيصبح لاحقًا حدثًا سنويًا - في 9 أيلول 1989 في كيبوتز حاريل. وقد حضرت 300 امرأة حدث ذلك اليوم الطويل الذي تضمن رفع مستوى الوعي السياسي وشهادات من نساء كنّ ناشطات في الأراضي المحتلة. وكانت من مواضيع ورشة العمل: الدفاع عن النفس، التعاون بين النساء العربيات واليهوديات في الوقفات الاحتجاجية، كيفية الاستفادة من وسائل الإعلام، العلاقات مع الشرطة، وسيناريوهات مختلفة لتحقيق السلام. وأتذكّر المؤتمر من كلا جانبيه: مُلهمًا لإدراكنا أن هناك الكثيرات جدًا منا متواجدات، وصادمًا لتواصلنا وجهًا لوجه مع بعض المنظورات الراديكالية. وتعود إلى ذهني، على وجه الخصوص، كلمات المحامية اليهودية ليا تسيمل المليئة بالتأسي عندما كانت تصف لقاءاتها مع العائلات الفلسطينيات التي فقدت أبناءها في الانتفاضة. قالت ليا: "إنهم يُعتبرون شهداء"، مُوصِّفة آراء الفلسطينيين. بالنسبة لي، وللكثيرات أيضًا، بدا الأمر كما لو أنهم قد فقدوا التماس مع الواقع، لكنه في الحقيقة كان واقعًا لم تتطرّق له وسائل الإعلام مطلقًا. لقد وضعنا مؤتمر حاريل وجهًا لوجه مع التنوّع في وسطنا، واختُتم بوقفة احتجاجية حاشدة على الطريق السريع، وقد أدركنا فيه أنه باستطاعتنا الوقوف جنبًا إلى جنب على الرغم من اختلافاتنا.

كانت المشاركة في وقفة احتجاجية لـ "نساء بالسواد" أحد تعبيرات حركة السلام النسائية الحيوية في إسرائيل. وكانت مجموعات السلام النسائية الأخرى في أوجها أيضًا خلال تلك السنوات، وأحيانًا كانت الوقفات الاحتجاجية لـ "نساء بالسواد" تُنظِّم نشاطات خارج إطار الوقفة الاحتجاجية الخاصة بها. فبإمكان النساء في المدن الاختيار بين مختلف المنظمات، لكن في القرى والكيبوتزات كانت "نساء بالسواد" غالبًا هي الإطار الوحيد للتنظيم، ولذا قاموا بما هو أكثر من الوقوف احتجاجًا. فبالإضافة إلى أنشطة الاحتجاج التقليدية، كانت هناك استراتيجيات جديدة موجَّهة نسائيًا: مجموعات حوار مع النساء الفلسطينيات، زيارات ودعم للسجينات الفلسطينيات، خياطة مفرش عملاق من أجل طاولة مفاوضات السلام، توزيع ألعاب وكتب للأطفال الفلسطينيين، توزيع ملابس وأغذية على اللاجئين المحتاجين، الدخول إلى الأراضي المحتلة لمعاينة تأثيرات الاحتلال من مصدرها المباشر، عرض مقاطع من فيلم عن تأثيرات الاحتلال (التي تعرّض بعضها لمقص الرقيب الإسرائيلي في وسائل الإعلام)، والكثير الكثير. كانت قائمة النشاطات ثريّة ومتنوعة، ويمكن لها بسهولة أن تلتهم إجمالي يوم المرأة وأسبوعها وشهرها وعامها. وكان لابد من تأسيس هيئة تنسيق تنظيمية فكانت: تحالف النساء من أجل السلام. لو أن هناك أحد ما الآن يُنسّق حياتنا فحسب.

كان معظم النساء الناشطات من أجل السلام (ماعدا مؤسسة نساء "ريشيت" ) يحضرن أيضًا، بانتظام، الوقفة الاحتجاجية لـ "نساء بالسواد" بالقرب من منازلهن. وكان هذا هو النشاط الذي ربط معظمنا ببعضنا البعض. وما كان مستغربًا أن تصبح الوقفات الاحتجاجية أيضًا منبرًا للتنظيم وخلق إعلانات بخصوص السلام وأحداث حقوق الإنسان للمنظمات الأخرى، النسائية والمختلطة. كانت خلفية تجنيد ناضجة تتطلّبها التظاهرات أو المسيرات أو الاعتصامات أو التجمعات أو الأعمال اللاعنفية، أو مجرد محاضرات محضة. وكانت الناشطات يتجوّلن حول ميدان الوقفة الاحتجاجية يوزّعن النشرات والدعوات على قصاصات صغيرة من الورق. وبصورة ثابتة، كانت النساء ينهين الوقفة الاحتجاجية بقبضة من القصاصات التي تعلن عن أحداث أخرى، وإلى اجتماعات مُخطّط لها لـ "نساء بالسواد".

أصبحت الوقفة الاحتجاجية في القدس، والتي هي الأكبر، حدثًا أسبوعيًا. وكان هناك حضور إعلامي أجنبي دائم: تصوير أفلام، صور فوتوغرافية، مقابلات مع النساء. وبالإضافة إلى الحلقة الواسعة من النساء، اللواتي كنّ يقفن على حائط ارتفاعه 3 أقدام ويرتدين السواد، ويحملن أكفًّا سوداء مكتوب عليها: "كفى للاحتلال"، كان هناك مدار من الأقمار الصناعية تدور حولنا على مستوى الأرض: رجال داعمون يقدمون الماء أو الفواكه المجففة، باعة متجوّلون لكتب ومجلات وكراريس يسارية، باعة دبابيس أو بطاقات تهنئة أو فانيلات سياسية (مُخصّص ريعها لبدو الجهالين، مركز النساء الفلسطينيات، مكتبة في غزة، أو ما شابه)، ميشال يبيع اشتراكات من أجل "التحدي"، ماكسين أو روث أو شوش يدورون بعريضة للاحتجاج على هدم بيوت الفلسطينيين (أو ترحيلهم أو احتجازهم بدون محاكمة)، عزرا يناول كلّ منا وردة حمراء جميلة، وأطفال يتسلقون الحائط إلى جانبنا صعودًا ونزولاً. أحيانًا يصعُب التلاعب بانتاج كل ركائز مسرح الشارع هذا: لافتة "كفى للاحتلال"، ورود عزرا، بيانات سياسية، قصاصات ورق تدعو إلى حضور مناسبات، والفانيلا الجديدة "كفى للرقابة على الصحف!" التي من شأنها أن تكون هدية عظيمة لابن الأخ أو الأخت. وكان السيّاح يطلبون منا اتخاذ وضعيات من أجل التقاط الصور معهم، ويوقّعون على دفتر الضيوف الذي تدور به دافنا كامينر عليهم. أما الـ CNN فكانت زائرًا منتظمًا، وكذلك قنوات تلفزيونية هولندية وألمانية وإيطالية وسويسرية، وعدد آخر من الأطقم التلفزيونية - لا يعلمه إلا الله - ملأت وثائق كاملة عنا. (أجهزة الإعلام الإسرائيلية لم تذهب بعيدًا في ذلك). وفي خضم هذا كله، كنا نزوغ من المقذوفات التي كانت تُرمى من المركبات العابرة، أو من مجرد قذائف لفظية. كان بهيجًا أن نكون جزءًا من ذلك النشاط.

... والتجذّر

كان أوج "نساء بالسواد" في إسرائيل في السنوات الثلاثة الأولى من عمرها، فقد تبرعمت الوقفات الاحتجاجية في أنحاء البلاد كافة، وكانت النساء المشاركات فيها متغايرات، يمتلكن مدى واسعًا من الآراء السياسية. وكانت هذه هي السنوات الأولى للانتفاضة، حين احتدم العنف والتهب معه الرأي العام حول ما ينبغي العمل بشأنه؛ من سياسة القبضة الحديدية التي اعتمدها الراحل إسحق رابين، إلى جهود التقارب التي دعا إليها من هم في جهة اليسار.

خلال سنوات الانتفاضة، اقتصر ظهور حركة "السلام الآن" على بعض الأحداث الصادمة التي تتصّدر عناوين بارزة. كانت نظرية إبراز صارخ بالنسبة لتنظيم للسلام، كما أحسّ معظم معسكر السلام أن الظهور في هذه التجمعات المناسباتية كان كافيًا. لكن "نساء بالسواد" شعرن بضرورة الظهور أكثر، لكي يكون هناك حضور مستمر في مواجهة وجهات النظر اليمينية. قالت أفيتال شابيرا من كيبوتز حازوريا:

جماعة تتظاهر أسبوعيًا، وليس في المناسبات، هي بمثابة شوكة في عقول الناس. إنها تثير ضميرك ولا تدعه يغيب، مادام الاحتلال مستمرًا[4].

وقد ظهر بعض من "نساء بالسواد" في مناسبات خاصة فقط، لكن الكثيرات شعرن بضرورة الحضور كل أسبوع... ضرورة حضورنا؛ أتذكر بوضوح كم كان صعبًا علينا أن لا نظهر في الوقفات الاحتجاجية.

وأصبحت "نساء بالسواد" أيضًا قناة لتطوير الاتصالات وبعض الصداقات بين النساء اليهوديات والفلسطينيات. فالكثير من الوقفات الاحتجاجية، ولاسيما في منطقة الجليل الشمالي في إسرائيل، حيث يوجد عدد كبير من السكان العرب، كانت مختلطة. يهوديات وعربيات، يقفن جنبًا إلى جنب في الوقفة الاحتجاجية، مُولِّدات ولاءات قوية بين بعضهن البعض. وبالإضافة إلى ذلك، نظّمت الوقفات الاحتجاجية العديد من النشاطات مع نساء فلسطينيات في الأراضي المحتلة. وبحلول أوان المؤتمر السنوي لـ "نساء بالسواد" في منتصف العام 1999، كان من الطبيعي تمامًا عقده في كفير ياسيف، وهي قرية عربية جميلة في الجليل. وفي الواقع، بالإضافة إلى حضور 400 من اليهود والعرب الإسرائيليين، كان هناك أيضًا 20 امرأة من بلدة جنين الواقعة في الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي. ولاقت النساء اليهوديات في كفير ياسيف ترحيبًا حارًا في بيوت النساء الفلسطينيات، وتخلّل الخطابات ومجموعات النقاش حلقات رقص على مرج القرية. وكان موضوع المؤتمر الخوف بوصفه عائقًا للسلام، كما تبدّدت الشكوك وعدم الثقة بين النساء اليهوديات والفلسطينيات فيما كنّا نتحدث ونرقص ونتناول الطعام ونعيش معًا.

خلال سنوات "نساء بالسواد"، شعرت الكثيرات منا ممن أتين من خلفيات معتدلة أنّهنّ بدأن ينجررن إلى دوّامة ما كان يُعتبر آنذاك وجهات نظر أكثر راديكالية. وكان مبعث بعض هذا التحوّل إلى اليسار ردًّا على الرسائل الشائنة للجناح اليميني ("168 قتيلاً منذ بدء الانتفاضة"). وبعض من التحوّل جاء استجابة لوجهات النظر الأكثر راديكالية للنساء اللواتي نثق بهن ونحترمهن في الوقفات الاحتجاجية، والحقيقة أن حركة "السلام الآن" كانت قد اتخذت بالفعل مواقع أكثر تقدمية. وكان البعض ردّ فعل على العنف المتصاعد في الأراضي وتنامي إلفتنا مع فلسطينيين أفراد، وتعاطفنا مع محنتهم. وقد يكون البعض من هذا، إلى حدّ كبير، هو فعل لكوننا نُعامَل بعدوانية من قبل الدخلاء، وخصوصًا السلطات.

ومن أبرز الأمثلة انعقاد مؤتمر السلام النسائي يوم الجمعة 29 كانون الأول العام 1989. وقد التأم هذا المؤتمر قبيل يوم واحد من التظاهرة الضخمة "أيادي حول القدس"، التي شبك فيها متظاهرون من منظمات السلام اليهودية أياديهم بأيادي الفلسطينيين وعدد من حركات السلام الأوروبية: سلسلة بشرية قوامها 30000 رجلاً وامرأة يطوّقون مدينة القدس القديمة لكي يعربوا عن رغبتهم في العيش بسلام جنبًا إلى جنب. لقد قدّمت حركة "السلام الآن"، وهي إحدى المنظمات المشاركة في رعاية التظاهرة (سوية مع مجموعات فلسطينية وأوروبية)، خدمة جلّى في تنظيم هذا الحدث المركّب وتضمينه مشاركين من كافة منظمات السلام الإسرائيلية. لكن هذه التظاهرة انفضّت بانقضاض وحشي لرجال الشرطة عليها: هراوات، خراطيم مياه، غاز مسيل للدموع وبنادق، في ردّ مفرط حين بدأ بعض المتظاهرين الفلسطينيين (يا للهول!) في ترديد شعارات والتلويح بالعلم الفلسطيني. وقد جُرح الكثيرون، بمن فيهم ماريسا مانو، وهي معلّمة مدرسة من نابلس، حيث فقدت إحدى عينيها عندما وجّه رجال الشرطة خراطيم المياه نحو الحشد فتحطمت نافذة كانت تقف قربها وأصابتها شظاياها. كانت هناك تغطية إعلامية استثنائية للحدث وما آل إليه من عنف، وتحقيق شامل أثبت صحة ادعاءات حركة "السلام الآن" بأن الشرطة قد ردّت بإفراط، واتُخِذت إجراءات تأديبية بحق عدد من ضباط الشرطة.

وكانت قد جرت، في اليوم السابق، تظاهرة أخرى رائعة انتهت بالطريقة الوحشية نفسها، لكن من دون تغطية أو تحقيق حول سلوك الشرطة. وقد تم تنظيم الحدث بشكل مشترك من قبل منظمات نسائية إسرائيلية وفلسطينية وإيطالية[5]، بحضور نشطاء من أجل السلام بارزين من أوروبا وأميركا الشمالية أيضًا. كان المجيء سوية بحدّ ذاته مبعثًا للحماس، باعتباره الحشد الجماهيري الأول من أجل السلام الذي يُنظَّم مُشتَركًا من قبل الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث كان كلا الجانبين شريكين متساويين في التخطيط. ومثّل المتحدّثون في الافتتاحية الصباحية للمؤتمر طيفًا واسعًا من حركات السلام النسائية: ناشطات نسويات مشهورات، رائدات من حركات العمل النسائي الإسرائيليات والفلسطينيات والإيطاليات، بروفيسورات، ورائدات سلام عالميات[6]. ورغم اعتدال وجهات نظر الكثير من المتحدثات، إلا أنهن جميعًا طالبن الحكومة الإسرائيلية بالتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية والسماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل. وفي الختام صدر بيان مشترك يدعو إلى بذل الجهود في هذا السبيل. لم يكن يتبنّى وجهات النظر هذه إلا أقل من 10 % من السكان الإسرائيليين عمومًا في تلك الفترة، لكنهنّ هنا كنّ يبدون ضمن سياق تحرّك مئات النساء الإسرائيليات والفلسطينيات اللواتي يُهلِّلن لقضية السلام.

كثيرات منا يتذكرن مشاعر الطاقة والانتشاء المستمدّة من المتحدثين في ذلك المؤتمر. فقد أعلنت نعومي غازان: "أحسّ اليوم بقوة متكدّسة هنا لآلاف النساء[7]". وتعتبر راشيل أوستروفيتز، المحررة في مجلة نوجا النسوية، أن هذا المؤتمر بمثابة نقطة تحوّل للنساء: "تظاهرة حضور لم يسبق لها مثيل في المدى والقوة[8]". وأضافت بحماس عضو الكنيست يائيل دايان، التي كانت قد خاضت في حياتها جولة من الجدال الحاد أو جولتين: "الحوار السياسي بين النساء أفضل دومًا.. أصفى، أكثر أصالة، أكثر جوهرية. فالنساء يصغين حقًا إلى بعضهن البعض، ومن ثم فقط يردّن، بدون دوافع خارجية، في بحث عن قاسم مشترك أعظم[9]". كان الحماس المتولِّد في تلك القاعة المزدحمة - 1500 امرأة حسب التقديرات - محسوسًا، ومن ثم دبّ الحماس بالنساء وتوجّهن إلى الوقفة الاحتجاجية لـ "نساء بالسواد"".

لقد ضربت الوقفة الاحتجاجية رقمًا قياسيًا، فاقت طريقتنا المعتادة في التقدير، حيث قُدِّر عددنا بـ 2000. (تميّز هذا اليوم أيضًا بكونه صادف الذكرى السنوية الثالثة لـ "نساء بالسواد"). فبالإضافة إلى الأكفّ المعتادة "كفى للاحتلال"، كان هناك فيض من اللافتات الجديدة: "نساء ضد الاحتلال"، "لتنتهِ كل أشكال الظلم"، "دولتان لشعبين"، "أجروا محادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية"، وشعار اليوم "النساء يؤيدن السلام". لكن الوقفة الاحتجاجية كانت ثانوية مقارنة بما قد بدأ حينذاك: موكب درامي عبر القدس؛ أكثر من 2000 امرأة يرتدين السواد من كافة أنحاء إسرائيل، يهوديات وفلسطينيات، ملأن الشارع بموكبهن. لقد سرنا من ساحة باريس عبر القدس الغربية (اليهودية)، يملؤنا شعور بالقوة الهائلة لجهة عددنا وحماسة الحدث. ومع أنه لم يشاهد هذا الموكب عدد كبير من سكان القدس - لم يكن توقيت الموكب في ذروة النهار، ولم يسلك قسمًا مزدحمًا من المدينة (قادتنا قلة خبرتنا مترافقة مع حذر الشرطة إلى الموافقة على مثل هذه الترتيبات الضعيفة المظهر) - إلا أن معظمنا كن يشعرن بالزهو لهذا العدد من النساء اللواتي لبّين الدعوة، وإلى الجحيم لكل من لم يرنا. كما أن معظمنا يتذكرن وقوف مصوّرو أجهزة الأمن على جانب الطريق يلتقطون لنا صورًا - ثابتة وفيديو - لحفظها في ملفاتهم[10]. سرنا عبر الشوارع بقناعة متنامية، ومن ثم دخلنا القدس الشرقية (العربية)، حيث لاقانا وانضم إلينا موكب ضخم من نحو 3000 امرأة، فلسطينيات في غالبيتهن مع فريق صغير من الإيطاليات. لقد أصبحنا حينها 5000 امرأة رابطات الجأش يتقدمن عبر شوارع القدس، معظمهن يرتدين السواد. وبعبارة إيفون دوتش: "... كانت قوة تلك التجربة تغمر حتى المتشكّكات منا[11]".

ولكم أن تتخيّلوا لماذا أهاج حضورنا رجال الشرطة: 5000 امرأة قوية في عناق إسرائيلي فلسطيني لم يسبق له مثيل. لابد أن الأمر قد أفقدهم صوابهم. ومن الواضح أنهم كانوا يتوقعون متاعبًا وحاولوا ترهيبنا بدفعنا من الخلف بواسطة خيولهم. لكن الشرطة أصابها السعار تمامًا وهم يضغطون على مؤخرة موكبنا، عند مسرح الحكواتي، حين رفعت عدة نساء فلسطينيات علم فلسطين، في خروج على الخطة المُتفق عليها. عندها فُتِحتْ أبواب الجحيم كلها: بدأ رجال الشرطة يلوّحون بهراواتهم وقبضاتهم، ومن ثم نسفوا الحدث برمته بالغاز المسيل للدموع، وجرّوا 17 امرأة إلى عرباتهم، بمن فيهن عضوة في البرلمان الإيطالي.

أُصيبت الكثيرات من النساء أو جُرحن من جراء اللكمات أو الضرب بالهراوات أو الغاز المسيل للدموع. ولم يُفتح أي تحقيق مطلقًا حول سلوك رجال الشرطة في مظاهرتنا واليوم بكامله، ولم يلق الأمر إلا اهتمامًا ضئيلاً من وسائل الإعلام المحلية، رغم أن نيويورك تايمز أوردت عنه تقريرًا مفصّلاً مرفقًا بالصور[12].

إنه ضرب من الخبرات التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاض مستوى الوعي وتمتين عزيمة النساء القويات وحسب. فالأعمال العدائية ضد "نساء بالسواد"، أو ضد النساء الفلسطينيات اللواتي كنا قد أقمنا ارتباطات معهن، لها الأثر نفسه: صلّبتنا وجذّرتنا سياسيًا، وعمّقت إحساسنا بالمُشترَك والتزامنا ببعضنا البعض. وكذلك نساء الكيبوتز، اللواتي كنَ شاهدات على استخدام الجيش الإسرائيلي للقوة الوحشية في جنين حين فُرضت حالة منع تجول، خضعن أيضًا لعملية تجذّر. فقد كان للسلوك العدواني، سواء كان من قبل الشرطة أو الجنود أو التيار اليميني، ضد النساء في الوقفات الاحتجاجية أو صديقاتنا الفلسطينيات، تأثيرًا عميقًا على من كنّ ذوات مزاج سياسي غير حاد. حتى نساء "ريشيت" المعتدلة، وبعد مشاركتهن في هذا المؤتمر والموكب الذي أنهاه عنف الشرطة، عقدن لقاءاتهن الخاصة بهن مع قادة منظمة التحرير الفلسطينية في تحدٍ صارخ للقانون. هل كان هذا خسران للبراءة؟ إنه مزيج من معاينة أمور تقوِّض إدعاء إسرائيل بالعمل على "احتلال مستنير"، وتزايد هوّة الانعزال عن وجهات النظر السائدة في إسرائيل، والشعور بالانتماء فقط إلى شرنقة حركة السلام النسائية.

أبعد من التحدي: الالتزام الإيديولوجي

كان الولاء للوقفة الاحتجاجية أعمق بكثير من مجرد ردّ فعل متحدٍّ للحالة العدائية الموجّهة ضدنا. ففي المقام الأول، كان الدافع للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية معتقدات إيديولوجية قوية. لقد تم حفظ سجلات الحضور، وكان لدى الكثير من النساء إحصاءات شبه كاملة. وبدأت حيواتنا بالتحرّك لفسح المجال للوقفات الاحتجاجية ولنشاطاتها الدائرة. لقد أرضت الوقفات الاحتجاجية إحساس الكثيرات منا بالحاجة إلى القيام بفعل ما؛ ليس مقدار طلقة واحدة، بل حالة مستمرة متكررة لوجهة نظرنا. أردنا القول أن ليس كل الإسرائيليين مؤيدين للعنف والروح العسكرية وتجريد الاحتلال للشخصية من إنسانيتها.

استشهد أدناه بأربعة أصوات من "نساء بالسواد" من بين الكثيرات اللواتي كان يمكن أن أقدّمهن.

كانت الدكتورة آنا كولومبو في الثمانينيات من عمرها خلال سنوات الوقفات الاحتجاجية. واليوم، وهي تناهز التسعين عامًا، لاتزال تواصل الحضور إلى الوقفات. وآنا، التي ولدت وترعرعت في إيطاليا، انتقلت إلى إسرائيل بعد الحرب العالمية الثانية، ودرّست اللغة اللاتينية في جامعة بن غوريون إلى حين تقاعدها. تقول آنا:

أصبحتُ صهيونية في العام 1928 من خلال عملي على مناهضة الفاشية. وعبر الصهيونية تعرّفت بشكل أولي على الكيبوتزات: الروح المتّسمة بالمساواتية والديمقراطية ومناهضة الإكليركية، وتحرير المرأة، والرغبة في مساعدة العرب على تحسين شروط حياتهم...

لم يصبني التغيّر في أيّ من هذه القضايا. إنها الصهيونية هي التي تبشّر اليوم بالشوفينية والتعصب والقومية العسكرية، والتي هي على استعداد للتضحية بكل شيء من أجل المتعصبين. وأنا لا أستطيع قبول هذا الأمر.

لقد قُتلت عائلتي بكاملها في معسكر أوشفيتز: أشمئزُ من فكرة أننا نتسبّب للآخرين في معاناة واجهتها أنا نفسي.

وكإبنة منفى، أنا مستعدّة للكفاح من أجل مبادئي، حتى وإن كان الثمن أن أكون مضطهَدة على أن أكون مضطهِدة. ولهذا السبب أنا أقف مع نساء بالسواد[13].

وُلدت الدكتورة فيرونيكا وولف كوهِن، المربية والباحثة الموسيقية واليهودية الأرثوذكسية، في بودابست خلال الحرب العالمية الثانية، ونجت من الحرب في الغيتو، ومن ثم هربت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد ثورة 1956، ومن هناك انتقلت إلى إسرائيل. وفيرونيكا، بالإضافة إلى مشاركتها في "نساء بالسواد"، هي واحدة من منظِّمات مجموعات الحوار مع الفلسطينيين في الضفة الغربية:

في بداية الوقفات الاحتجاجية بقيت بعيدة لخشيتي أن تتعارض مع التحضير ليوم السبت... لكن كيف بإمكاني نسيان ما هو عليه يوم السبت حقًا؟... أي فعل ينجزه المرء من أجل إصلاح العالم (tikun ha olam)، هو فعل للتحضير ليوم السبت. فالنشاط المحموم في المطبخ هو تشديد في غير موضعه. والآن، في كل يوم جمعة، عندما تقترب دورة أخرى من ستة أيام عمل على الانغلاق، أكون ممتنّة لزميلاتي في "نساء بالسواد" لمنحي فرصة من أجل عمل لإصلاح العالم في استعدادي ليوم السبت[14].

وُلدت مارلين شولتز في فرنسا، ونشطت هناك في مجال العمل الإنساني الدولي. وانتقلت إلى قرية عازارية الفلسطينية في العام 1967، حين كانت تعتبر جزءًا من الأردن، للعمل في دار الأطفال. وبعد فترة وجيزة من وصول مارلين نشبت الحرب ووقعت القرية تحت الاحتلال الإسرائيلي. ومارلين هي واحدة من قلّة من النساء من غير اليهوديات واللواتي لسن فلسطينيات في الوقفة الاحتجاجية:

لا ينبغي على أطفالنا العيش تحت الاحتلال بعد الآن. أنا أريد تشجيع النساء على رفع أصواتهن من أجل مستقبل أفضل لكل أطفالنا.

في حياتنا اليومية في الضفة الغربية، نتعرّف على الإسرائيليين كجنود مسلحين يستخدمون القوة الاعتباطية على حواجز الطرق ونقاط التفتيش؛ حينما تصدر السلطات العسكرية تقييدات تجعل الحياة صعبة؛ أو حينما يجعلك الضباط تنتظر ساعات من أجل أوراق أو تصاريح يمكن أن تُرفض لمجرد كونهم في مزاج سيء. الإسرائيليون يطمرون حياتنا تمامًا كمحتلين، وثمة خطر كبير من أن يصبحوا عنصريين. وأودّ التفريق بين السياسة الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي. فذلك أسهل بالنسبة لي إن بدأت أتعرّف على نساء إسرائيليات لا يرتدين الزي الموحّد ولا يحملن أسلحة[15].

وأخيرًا، كلمات نبيهة مرقس، وهي فلسطينية من قرية كفير ياسيف في شمال إسرائيل، والتي كُرِّست ناشطة سياسية منذ عدة سنوات. وتسعى نبيهة لضرب مثال على القيم الجديرة بالاحترام، مجسَّدة في هذا المقتطف من رسالة كتبتها إلى إحدى بناتها الستة أثناء الانتفاضة:

من على تقاطع طرق بلدتي، أُرسل لك هذه الرسالة، يا ابنتي العزيزة التي قُدِّر لها غالبًا أن تعيش وحيدة، لأنني، كما صديقاتي، النساء اليهوديات من الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية، نشارك في الكثير جدًا من الأعمال المتعلّقة بحقوق النساء، ومشكلات النساء العاملات والمستغَّلات والعاطلات عن العمل، وضد التمييز، والأكثر أهمية ضد الاحتلال ومن أجل السلام...

في مواجهتنا على الطريق مجموعات من المتطرفين اليمينيين يحملون شعارات تطالب بـ "الموت للعرب" أو "ترحيلـ" نا إلى خارج إسرائيل، وتتظاهر الشرطة أنها لا ترى الشعارات. إذا حمل أي عربي شعارات مماثلة ضد اليهود، سينتهي به الأمر إلى السجن... ومع ذلك، قرّرنا، سوية مع الرجال في المنظمات الديمقراطية، أننا لن نعطي فرصة للعنصرية والكراهية لكي تنمو، ولا إضافة انقسامات إلى مجتمعينا وأمّتينا.

كأمّهات، ليس كافيًا مجرد جلب أطفال إلى الحياة. علينا أيضًا أن نصون حياتهم ونضمن استقرارهم بالغذاء والمأوى معًا...

أخيرًا، ابنتي العزيزة، قرّرت والدتك مواصلة كفاحها في الشارع وفي المدينة وفي القرية. ستستمر والدتك في التظاهر بالسواد للتعبير عن المأساة الثنائية لكلا الأمّتين، الإسرائيلية والفلسطينية. وعندما تقارب هذه المأساة نهايتها، سأرتدي ملابسي الوردية وسيكون لدي الوقت الكافي للوقوف إلى جانبك، للاعتناء بك واللعب معك، وأخذك بين أحضاني لكي تنامي بسلام.

ليحمك الله ويحمي كل أطفال العالم. لك قبلات والدتك[16].

كان معظمنا يحضر الوقفات الاحتجاجية لأنه لا يمكننا المكوث في البيت. فالمكوث في البيت كان يعني المصادقة على سياسة الحكومة في احتلال أمة أخرى. والمكوث في البيت كان يعني إخلاء الشوارع لمنتقصي الحقوق الإنسانية، للافتات التي كانت تقول "168 قتيلاً" بدون ذكر للضحايا الفلسطينيين. والمكوث في البيت كان يعني صنع السلام عن طريق الحرب، وذلك كان لا يُعقَل.

ترجمة: غياث جازي

*** *** ***


 

horizontal rule

[1] في الوقت الذي بدأت فيه الانتفاضة توشك على الانتهاء، بُعَيْد توقيع اتفاقية أوسلو الأولى في 13 أيلول 1993، كان 2323 فلسطينيًا و155 إسرائيليًا قد قُتلوا كمحصلة.

[2] في حين أن عدد 5000 امرأة لا يبدو كبيرًا إلى حد ما في البلدان الكبيرة، إلا أنه يعني أن 0.2 % من مجموع السكان الإناث (نساء وفتيات)، في إسرائيل، قد شاركن في الوقفات الاحتجاجية.

[3] راندي جو لاند، سلام منفصل؟، جيروزاليم بوست، 29 حزيران 1989. كان أحد الأمثلة على تقليلهم من العمل السلمي في مقالة لسو فيشكوف، أطول ساعة في الأسبوع، جيروزاليم بوست، 6 كانون الأول 1991، والتي وُصفنا فيها كـ "حلقة من النساء، ربما 20، ربما 50...". لقد أعطت المراسلة فعلاً إحصاء دقيقًا بـ "70 امرأة" في القصة التي قدّمتها، لكن المحرر حجّمنا بالشكل الذي ارتآه. اتصال شخصي من سو فيشكوف، 6 كانون الأول 1991.

[4] غوغا كوغان، Yom Shishi AtYoda’at، Hotam، 19 أيار 1989 ]بالعبرية[.

[5] شارك من الجانب الإسرائيلي: تحالف النساء من أجل السلام؛ وثلاث مجموعات من الجانب الفلسطيني: فيدرالية لجان العمل النسائي، اتحاد لجان العاملات الفلسطينيات، ولجنة النساء من أجل العمل الاجتماعي؛ ومن الجانب الإيطالي: رابطة السلام الإيطالية، بيت المرأة في تورينو، ومركز التوثيق في بولونيا.

[6] تضمنت لائحة المتحدثين، التي سهّلت عملها ديبي ليرمان، (حسب الظهور): داليا ساشز (يهودية من "نساء بالسواد" في حيفا)؛ نبيلة اسبانيولي (فلسطينية من "نساء بالسواد" في الناصرة)؛ كاترينا رونكو (من "بيت المرأة" في تورينو)؛ زاهرة كمال (رئيسة لجان النساء الفلسطينيات)؛ ماشا لوبيلسكي (السكرتير العام لـ نعمات": منظمة عمل النساء في إسرائيل)؛ إيرينا كليبفيز (شاعرة وكاتبة وناشطة من الولايات المتحدة الأميركية)؛ ونعومي غازان (آنذاك أستاذة في العلوم السياسية وناشطة، ولاحقًا عضو كنيست). وكان المتحدثون الآخرون في ذلك الصباح: أليس شالفي (مؤسِّسة ورئيسة شبكة نساء إسرائيل: مجموعة ضغط نسوية)؛ حنان بانورا (ممرضة فلسطينية من بيت ساحور)؛ نائلة عيّاش (التي كانت قد قضت خمسة أشهر في "الحجز الإداري" وزوجة فلسطيني مُرحَّل)؛ ريبيكا جونسون (ناشطة سابقة مع نساء غرين هام)؛ ساندرا ريفرز (من وفد النساء الديمقراطي)، وفلسطينيتان اثنتان أيضًا ناشطتان في مجال السلام وحقوق المرأة في إسرائيل: مريم مرعي من عكا ونبيهة مرقس من كفير ياسيف.

[7] ـ فريد ليفي، "الشعور بالقوة"، Al-HaMishmar، 1 كانون الثاني 1990.

[8] المرجع السابق.

[9] المرجع السابق.

[10] غالبًا ما كان يتواجد مصوّرو الأجهزة الأمنية في الوقفات الاحتجاجية - والأعمال السلمية الأخرى - في المدن مدوّنين صورنا لحفظها في ملفاتهم. فذات مرة، كانت إيلانا هامرمان، وهي ناشطة سلام مع منظمة 21 عامًا، تقف في المحكمة العسكرية كشاهدة شخصية لصالح أحد الفلسطينيين، وإذ بالمدعي العام يكشف أمام المحكمة قائمة بالمظاهرات اليسارية الطابع التي كانت إيلانا قد شاركت فيها، في مسعى منه لتقويض شهادتها. اتصال شخصي مع إيلانا هامرمان، 17 آذار 1996.

78 إيفون دوتش، "النساء الإسرائيليات: من الاحتجاج إلى ثقافة السلام"، في اجتياز الخط الأحمر، دينا هيرفيتز (تحرير)، فيلادلفيا: ناشرو المجتمع الجديد، 1992، ص 46 - 55.

[12] ضباط يفرّقون مسيرة في إسرائيل، نيويورك تايمز، 30 كانون الأول 1989.

[13] آنا كولومبو، حتى وإن كان الثمن أن أكون مضطهَدة، النشرة الإخبارية الوطنية لـ "نساء بالسواد"، شتاء 1992 - 1993، العدد 4.

[14] فيرونيكا وولف كوهن، التحضير ليوم السبت: الوقفة الاحتجاجية، النشرة الإخبارية الوطنية لـ "نساء بالسواد"، خريف 1992، العدد 3.

[15] مارلين شولتز، مناصرة الأطفال، النشرة الإخبارية الوطنية لـ "نساء بالسواد"، شتاء 1992 - 93، العدد 4.

[16] رسالة من نبيهة مرقس إلى ابنتها، غير مؤرّخة.

 

 

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود