تنطوي الزرادشتية أو المزدية
Mazdéisme،
تقول موسوعة Larousse
الميثولوجية
الفرنسية، حتى في أكثر مظاهرها ثَنَويَّة
dualiste،
على شرف تمنحه لله – تعالى – يجعله أكثر من مجرد عدوٍّ أو ضدٍّ للشيطان. فكما أن
الله كان واحدًا أحدًا في "العصر الذهبي" في الزمان الماضي (في الأزل)، لسوف يظل
كذلك واحدًا أحدًا في الزمان الآتي (في الأبد) بعد أن يقضي على عدوِّه قضاءً
مبرمًا.
إن الإنسان، في جانب أصيل وعميق من جوانب كيانه
الروحي، صبوةٌ إلى الحقيقة وإرادةُ وعي. وقد يقال، فوق ذلك، إنه تطلُّعٌ إلى
معرفة كلِّ حقيقة، وتوقٌ إلى معرفة كلِّية شاملة، ورغبةٌ ملحَّة في معرفة كلِّ
شيء. والحق أنَّ ذاتًا دفينة في أعماق الإنسان تتصور المثل الأعلى في المعرفة
معرفةً تحيط بكلِّ ما هو موجود، معرفةً تهدم المثل الأعلى نفسه بتحقيقه.
لذلك لا يمكن أن ترويها أية معرفة مجردة وعامة، ولا ينقع غُلَّتها أيُّ علم
بالكلِّيات. فلا يمكن بعد ذلك أن يرضي نزوعَ هذه الذات "التأليفُ الأسمى للفكر
الإنساني" الذي يقال إن أينشتاين قد لخَّصه للمفكر الإيطالي جيوڤاني پاپيني في
صيغة موجزة تقول "إن شيئًا ما يتحرك".