|
إبستمولوجيا
-1- الفلسفة أولاً أريد، من موقعي الشخصي، إبداء بعض الملاحظات المتصلة بالفكر العربي المعاصر والوعي العربي العام، وطرح خيارات عليهما، أراها ضرورية وأولية. بادئ ذي بدء، اعترف بأن شعار "تحديث الفكر العربي" يتركني على عطشي، والذي لا يرضيني في هذه الصيغة هو أولاً كلمة "تحديث". صحيح أن هذه الكلمة لها مبرراتها، فالفكر العربي بهمومه وطموحاته ومسائله، يبدو في معظم الأحيان قديمًا مفوَّتًا. قلَّما يتناول مسائل العصر، قلّما يستفيد من العلوم الإنسانية الحديثة، قلّما يصل إلى إنشاء لوحة العالم العربي الراهن. بالمقارنة مع حالته قبل ربع قرن أو نصف قرن، كثيرًا ما يبدو منتكِسًا. من هنا دعوات التحديث، اللحاق بالعالم المتقدم وعلومه المتقدمة، العقلنة، التثوير...
يهدف منطق الضبابية، والرياضيات المرتبطة به، إلى معالجة مفهوم الحقيقة الجزئية partial truth أو درجة انتماء degree of membership عنصر إلى مجموعة. وقد اتسعت تطبيقاته الحالية لتشمل التحكم الخطي واللاخطي والنظم الخبيرة ونماذج التعرف وبحوث العمليات وتحليل البيانات والنظم المالية. وضع أسس هذا المنطق الأستاذ الإيراني لطفي أسد زاده أثناء عمله في جامعة بيركلي في الستينات، لكنه لم ينتشر ويستخدم على نطاق واسع حتى عقد التسعينات. كان أرسطو، قبل الميلاد بثلاثمائة عام تقريبًا، قد وضع قواعد منطقه الثنائي الذي يعد مبدًأ أساسيًا للرياضيات، وهو يرتد، في النهاية، إلى قانون واحد: إما أ أو لا- أ (A or not-A) أو بتعبير رياضي إما أن يكون عنصر ما منتميًا إلى مجموعة أو غير منتمٍ لها، فإما أن تكون الزهرة حمراء أو تكون لا- حمراء ويمتنع أن تحوز على الصفتين في وقت واحد. وبالرغم من التطورات التي أدخلها علماء المنطق والرياضيات في العصر الحديث على منطق أرسطو إلا أن ذلك لم يمس المبدأ الأساسي فيه.
مستمرة... |
|
|