إيكولوجيا عميقة
|
|
حزيران
2007
June 2007
|
في هذا الإصدار
|
|
لطالما تحاشيت
الخوض في الحديث عن المرأة وعن كلِّ ما يتعلق
بها من موضوعات، خصوصًا في سياق ما يُطرَح
حولها من أمور تبدو وكأنها لا تخص كائنًا
غيرها، مثل: "الحرية"، "المساواة"،
"الحقوق"، وغيرها من المواضيع التي تعج
بها الكتب والشاشات والبرامج والمؤتمرات
والندوات، التي غالبًا ما تُرفَع فيها
شعاراتٌ مؤدلَجة وتوضع أخرى في أتون محموم،
إنْ دلَّ على شيء فإنه يدل، بالدرجة الأولى،
على مدى الفوضى الفكرية التي نعيشها، على
غياب الوضوح المنهجي، وعلى انعدام الأسُس
البنيوية لعلاج الظواهر الحياتية، كما يدل
على أن مفهوم الكائن الإنساني الحر، المبدع،
مازال بعيدًا عنا كل البعد.
يقول
مثلٌ صيني: "ملعون مَن يعيش في أزمنة
التغيرات"، ويترَجم أحيانًا إلى: "ملعون
مَن يعيش في أزمنة مشوقة". وهذه حالنا
اليوم: في مثل هذه "الأزمنة المشوقة"
نعيش. لقد حدثت تغيراتٌ كبرى وإعادةُ
اصطفافات حاسمة نُصْب أعيننا. ويبدو أن شبح
الشيوعية لم يعد يطارد العالم الرأسمالي؛
فعلى العكس، أحرزت الرأسمالية نصرًا بارعًا
على الشيوعية في معركة التفوق الاجتماعي
بينهما.
تتطوَّر
العلومُ الحديثة، وتوظَّف،
في مرحلة تاريخية ذات خصوصية. كما تتحدد
قيمتُها الثقافية العامة بمدى انشغالها
بحلِّ مسألة اختيار الاستراتيجيات الحيوية
للبشرية والبحث عن دروب جديدة لتطورها
الحضاري. ترتبط الحاجة إلى هذا البحث بمظاهر
أزمة نهاية القرن العشرين التي أدت إلى نشوء
مشكلات جديدة ذات أبعاد عالمية. ويحتاج فهمها
إلى إعادة تقييم تطور الحضارة التقنية التي
بدأت منذ أربعة قرون، وهي مستمرة حتى الآن،
حيث يتم اليوم وضع الكثير من قيمها المتعلقة
بالتعامل مع الطبيعة والإنسان وغير ذلك، التي
كانت تبدو من قبلُ شروطًا راسخة للتقدم
وتحسين نوعية الحياة، موضع الشك.
*********