|
إبستمولوجيا
ضمن الإطار القائل بأن الزمن والمكان لم يريا النور إلا مع حدوث الانفجار الكبير، يظل السؤال المطروح حول معرفة ما حدث قبل ذلك خاليًا من المعنى بنظر علماء الكونيَّات. ولكن لماذا ظهر الزمن والمكان فجأة؟ ومن أين تأتي قوانين الفيزياء؟ خلاصة: تقول نظرية الانفجار الكبير بأن منشأ الكون الذي نعيش فيه هو تلك اللحظة الفريدة، إذ أدى "تقلُّب كوانتي"، دون سبب مسبَّق، إلى ظهور زمكان، بطاقته ومادته اللتين نرصدهما اليوم. قبل ذلك، لم يكن يوجد "شيء"، مثلما لا يوجد شيء في شمال القطب الشمالي! الزمن، في حدِّ ذاته، منتهٍ، ولكن ليس له منشأ، بما أنه قد اتخذ بالتدريج الخصائص التي يتصف بها الآن، مستغنيًا عن الخصائص المتعلقة بالأبعاد المكانية. إن علماء الفيزياء، في محاولة منهم لإيجاد السلسلة التفسيرية للعالم، ينطلقون من قوانين الفيزياء التي يطرحونها على أنها لازمنية و"خارجة" عن الكون، غير أن طبيعتها العميقة هي موضع بحث يؤول إلى أهل الميتافيزياء. يحثُّ الاستهلاكيون خُطاهم في محاولاتهم الدائبة لطَمْسِ الهوية الإنسانية وتغييب ظاهرة الوعي. وكما هو الأمر في حالة الإعلانات التجارية، نسمع، بين الفينة والأخرى، أن العلماء باتوا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز آلةٍ تفكِّر. فما معنى قولنا: "آلة تفكِّر"؟ ماذا يترتَّب على وجود مثل هذه الآلة؟
مستمرة...
|
|
|