|
علم نفس الأعماق
اختلفت
الآراءُ التي اعتُنِقَتْ حول طبيعة الأحلام
على مدى القرون وفي شتى الحضارات والثقافات
اختلافًا شاسعًا. ولكن سواء آمن الفرد أن
الأحلام تعبيرات حقيقية عن أرواحنا
المنطلقة، التي تغادر الجسم في أثناء النوم،
أم اعتقد أن الأحلام موحى بها من الله، أو من
أرواح شريرة، وسواء رأى فيها تعبيرًا عن
العواطف اللامعقولة، أم بالعكس، عن أرفع
قدراتنا الأخلاقية وأنبلها، فإن فكرة واحدة
لم تكن خِلافية، هي الرأي القائل بأن كلَّ
الأحلام ذات معنى وذات مغزى: ذات معنى، لأنها
تشتمل على رسالة يمكن فهمها إذا امتلك المرء
مفتاح ترجمتها؛ وذات مغزى، لأننا لا نحلم
بأيِّ شيء تافه، وإنْ كان من الممكن أن يعبَّر
عنه بلغة يختبئ فيها مغزى رسالة الحلم خلف
واجهة لا مضمون لها ولا معنى. "عندي جسد".
والأفضل: "أنا جسدي". كم هو غريب ومجهول
هذا الجسد الذي نحمله – الذي هو أنا، أنتِ،
أنتَ. هو خيالي، هُوامي. هل نحن داخله أم
خارجه؟ نحمل في ذاتنا مشاعر الجسد وحدوده. هو
الذي يحتوي حياتنا؛ لكننا نجهل بأن جسدنا هو
حياتنا. كأننا نؤكد ذاتنا دائمًا خارج و/أو في
غير أجسادنا.
|
|
|