"فرنسا
في حالة حرب!" بِقذْفِ هذه الكلماتِ بدأَ فرانسوا هولاند خِطابَه أمامَ
النوَّابِ المُجتمعين في المؤتمَر في ﭬـيرساي يومَ السادسِ عشرَ من
تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وقد رحَّبَتْ وسائلُ الإعلام بالنبرة العسكرية لرئيس الجمهورية الذي
تكلَّمَ كـ "أميرِ حربٍ" حقيقي. حقًا إنَّ بشاعةَ الأعمالِ الإجراميةِ
التي قتلَتْ في باريسَ عشراتِ الأبرياء قد أوصلَت العنفَ إلى ذِروتِه.
ولكنْ أمامَ هذه المأساة التي هزَّتْ كلَّ واحدٍ منا، من ذا الذي قد
يظنُّ أنَّ الوقت قد حان لدعوة الشعب الفرنسي لحمل سلاح القتل من أجل
الذهاب إلى الحرب؟
نسمع
عبارات الصدمة والتعاطف مع باريس من كافة الأطراف، وهو أمر ملائم إلى
أبعد مدى - ولكن هذا لا يكفي.
فمن الواضح الآن أننا بحاجة إلى الخروج من هذا المسار الكارثي، بدلاً
من الترنح بين أزمة وأخرى.
وبعد الإعراب عن تعازينا، ينبغي علينا القول: "لنتعهد الآن بفهم جذور
هذه المشكلة" - وأن نمتلك الشجاعة لمتابعة هذا التحقيق، كائنة ما كانت
النتائج.
عندما كتب المهاتما غاندي "هند سواراج" أو "الحكم الهندي" في عام 1909،
لم يوجِّه مقاله (الكلاسيكي الآن) إلى البريطانيين، ولكن لمواطنيه (نشر
المقال الأصلي باللغة الغوجاراتية؛ وعندما حظره البريطانيون، أصدر
الترجمة الإنكليزية، فوصل إلى جمهور أكبر بكثير). فقد قال لهم: