العنوان
قد يفضي بنا الى أنه قد تمَّ الانتهاء من مرحلة ونحن على أبواب التالية
وكأننا في طريقنا إليها غدًا!
نحن واهمون جدًا، لا
يمكن قطع حبل الودِّ، إن صح التعبير، عن اتصال ما غير مرئي بين
المرحلتين، وبهذا (الحبل-الوصل) تكمن الحقائق القادمة. ومن ثم علينا
جرُّ المرحلة التي أطلقنا عليها اسم (ما بعد الإسلاموية) بذلك الحبل،
وإن لم نفعل فسينقطع بنا وسنعود إلى بداية المرحلة الأولى، إن لم يكن
إلى سابقتها أيضًا، وقوة هذا الحبل مسؤوليتنا، فعلينا ألا نتخلى أو
نتجاهل أهمية متانة وقوة جودته.
لا تُقطع المراحل بقطع الطريق بعد تجاوزها، إذ لابد أن نعرف ماذا حملنا
معنا، وهل نحن قادرون هكذا ببساطة على رمي ذلك الحمل للدخول إلى العالم
الذي نسعى إليه (ما بعد الإسلاموية )، فلا قطيعة ممكنة وجذور محتملة
ترمي للمستقبل بأطرافها. حيث لابد من أخذ ما يلزم للانطلاق، ومن أين
نأخذ هذا المتاع، ذاك هو الحجر الأساس، وهو بكل تأكيد مأخوذ من عالم
الإسلاموية ذاته!
في
الصفحات السابقة [لكتاب غاندي الإنسان]، سعى إكناث إيسوران
جاهدًا إلى تسليط الضوء على التطور الشخصي لغاندي بوصفه زعيمًا روحيًا
ملهمًا وقائدًا سياسيًا مُجدِّدًا. وهنا، أبغي أن أمضي أعمق في التركيز
على العناصر الأساسية الساتياغراها، كما وضحها غاندي، لنرى كيف يمكن
تطبيق هذا النهج على مشكلاتنا المعاصرة.
جرت العادة على التفكير بالساتياغراها على أنها تقنية للعمل الاجتماعي
استخدمها غاندي من أجل تحرير الهند من الحكم البريطاني. ويصح هذا الفهم
بقدر ما يسفر عن نتائج، لكنه ينتقص مما قصده غاندي. فالساتياغراها
فعليًا هي نهج لمقاربة النزاعات واستنباط الحلول اللاعنفية لها، على
شتى مستويات التفاعل الإنساني. ويبدأ استخدامها فرديًا وفي البيت،
ويمتد إلى المجتمع المحلي والمؤسسات ومن ثم عموم البلاد. فحيثما نشب
صراع، مستترًا كان أم عنيفًا، تتجلى أهمية الساتياغراها.
أقامت معابر بالتعاون مع ملتقى سوريات يصنعن السلام ورشة تدريبية تحت
عنوان "النضال اللاعنفي وكسب التأييد"، عُقدت الورشة في دمشق 20- 21
تشرين الأول 2014.
شارك في الورشة مجموعة متدربين من محافظات: السويداء - حلب – طرطوس –
حمص – بالإضافة إلى دمشق، وهم ناشطو وناشطات عمل مدني من خلال فرق
عملهم التي تعنى بنشاطات وقضايا محلية مختلفة.
أدار الورشة كل من السيد حسن حميدوش والأنسة أميرة مالك حيث كانا
بمثابة ميسرين للجلسات والتمارين التفاعلية ومدربين من خلال خبرتهم
ومعلوماتهم في هذا المجال والناتجة عن العمل الفعلي في الواقع السوري
الحالي خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى ثقافتهم اللاعنفية، إضافة
إلى السيدة منى هلال.
تجدون هنا ملخصًا عن الخطوط العريضة ومحاور التدريب والنقاش.