|
|
كانون الأول 2005
December 2005
|
في هذا
الإصدار
|
|
يحمل الاعتقادُ بإنسانية الإنسان، المتشكِّلة عِبْر تاريخ المعرفة حتى اكتشاف
الخارطة الوراثية genome
(أو اللحظة الآنية التي تعيشها المعرفة)، نظرةً قبْلية
a priori،
مازالت تنظر إلى وجوده على الأرض نظرةً ملأى بالسر. وقد حمله هذا "السر" على الخروج
على نظام الطبيعة، التي يتم تصويرها بوصفها حافظةً لسرِّ الحياة نفسها. بينما،
كاحتمال آخر في نشوء التاريخ، لم تكن نظرةُ الإنسان السرَّانية إلى نفسه ضرورةً
واجبةً إذا توفَّر لديه شرطُ النظر إلى نفسه مباشرة – دون وسيط برَّاني – كي
يدخل إلى جَوَّانيته: أي تلك اللحظة – بالشرط ذاته – التي تتعرى بها النفسُ من
سرِّيتها، أو تفرض عليها إرادةُ الإنسان التعري من أية قيود قبْلية ترسمها معرفتُه
المكوَّنة؛ ومن ثمَّ تنكشف له حاجاتُه ورغائبُه جذرًا لوجوده الطبيعي، ليخرج بها من
أسْر وعيه الأسطوري لذاته الإنسانية التي لم تسجل إلا تاريخ الخوف من الطبيعة، غير
متصالحة معها ولا مع وجوده ككائن يركن، في قلب الوحشية المطمئنة، إلى الإرادة،
متحققًا بها كفعل متصل بالوجود.
***
تنظِّم قوانينُ الفيزياء الأساسيةُ الكونَ. فهل كانت هذه القوانين موجودةً قبل أن
نتفكَّر فيها – وحتى قبل أن تأتي السيرورات التي تصفها إلى الوجود؟
في النصِّ التالي، يناقش پول ديفيز
Paul Davies
– وهو فيزيائي منظِّر لامع وواحد من أفضل مبسِّطي الفيزياء في
العالم – السؤالَ السابق الذي يقع عند ملتقى – أو مفترق – العلم والفلسفة، التجربة
والإيمان.
مستمرة...
|