|
إضاءات
ويصير التكرار مملاً في
النهاية! والمصيبة دائمًا هي أن أصحابه،
الناطقين بما قد يبدو وكأنه لسان حال "الجماعة"
– أية جماعة – لا ينتبهون إلى هذه النقطة.
لذلك تراهم يكتبون ويكتبون ويملئون المنابر
صياحًا، مهاجمين ذاك الذي يُفترَض أن يُجمِع
"الكلُّ" على عدائه – ذلك "الرجيم"
الذي يُفترَض أن نحمِّله، دائمًا وأبدًا،
بإصرار قد يصل إلى حدِّ البلاهة، مسؤولية
جميع مصائبنا؛ ما قد يدفع بنا، نحن القراء
المساكين، إما إلى حال من اللامبالاة وعدم
الاكتراث، كما هي اليوم حال معظم مثقفينا في
دنيا العرب، و/أو إلى الخروج عن المألوف،
والمخاطرة بسمعتنا، وربما حتى بأرواحنا، من
خلال التعمق في البحث والتمحيص فيما قيل
ويقال. الأمر الذي (قد) يوصلنا، بحكم "جهالتنا
المستحكمة"، النابعة من "طبيعتنا
الإنسانية الفاسدة"،
إلى نتائج قد تكون مغايرة لتلك التي توصَّل
إليها أولئك "العلماء الأفاضل"! وأحلم
أنْ ربما كانت هذه غاية البعض منهم في الحقيقة
– ومنذ البداية... تفرَّدت اللغةُ العربية بكمالاتٍ كثيرة،
ولاسيما في معالجة النفس البشرية وما انطوتْ
عليه من قوى ومشاعر ونزعات. وفي ذاك دليل على
أن بُناة هذه اللغة الكريمة قد سبروا في النفس
أغوارًا سحيقة؛ وإلا لما خلقوا لغة تمكِّنُهم
من تصوير دفائن النفس في أدقِّ معانيها،
وأشفِّ ألوانها، وألطف ظلالها. فما كانت
اللغة يومًا أكثر من أداة للإفصاح عن حاجة في
النفس أو حاجة في الجسد. فعلى قدر ما تتسع تلك
الحاجات وتتنوَّع طواياها تتَّسع اللغةُ
وتتنوَّع أساليبُها. وشعبٌ غزير الحسِّ، مرن
الفكر، وثَّاب الخيال، لا بدَّ من أن يخلق لغة
غزيرة الألوان، مرنة المفاصل، وثَّابة
البيان. مجموعة أسئلة يوجهها أدونيس ويجيب عليها محمد مجتهد شبستري وتتغلق بجوهر أزمة الإسلام المعاصر...
|
|
|