قيم خالدة
|
|
نيسان
2008
April 2008
|
في هذا
الإصدار
|
|
إن الإنسان، في جانب أصيل وعميق من جوانب كيانه
الروحي، صبوةٌ إلى الحقيقة وإرادةُ وعي. وقد يقال، فوق ذلك، إنه تطلُّعٌ إلى
معرفة كلِّ حقيقة، وتوقٌ إلى معرفة كلِّية شاملة، ورغبةٌ ملحَّة في معرفة كلِّ
شيء. والحق أنَّ ذاتًا دفينة في أعماق الإنسان تتصور المثل الأعلى في المعرفة
معرفةً تحيط بكلِّ ما هو موجود، معرفةً تهدم المثل الأعلى نفسه بتحقيقه.
لذلك لا يمكن أن ترويها أية معرفة مجردة وعامة، ولا ينقع غُلَّتها أيُّ علم
بالكلِّيات. فلا يمكن بعد ذلك أن يرضي نزوعَ هذه الذات "التأليفُ الأسمى للفكر
الإنساني" الذي يقال إن أينشتاين قد لخَّصه للمفكر الإيطالي جيوڤاني پاپيني في
صيغة موجزة تقول "إن شيئًا ما يتحرك".
قام
فكرُ مارتن هيدغِّر على نقد الفلسفة الغربية منذ نشأتها الإغريقية، حيث رأى
أنها أخطأت موضوعها. ذلك أنَّها، بدلاً من التفكُّر في "الكون"
Sein,
être,
esse, einai
في حدِّ ذاته، أي في الكينونة أو الوجود المحض، انصرف اهتمامُها إلى
"الكائن" das Seiende, lʼétant،
أو مجموع الكائنات التي يتجلَّى فيها الكون. وقد صوَّرها هيدغِّر بـ"المربع"
das Geviert, le
quadripartite،
وهو مجموع السماء والأرض والإلهيِّين والفانين. فكان، إلى خطأ التخلِّي عن
الكون للاهتمام بالكائن، خطأ السهو عن هذا الخطأ بالذات، فالسهو عن الكون وعن
الفرق الأونطولوجي بين الكون والكائن.
| |
|
Front Page
|
|
Spiritual
Traditions
|
Mythology
|
Perennial Ethics
|
Spotlights
|
Epistemology
|
Alternative
Medicine
|
Deep Ecology
|
Depth Psychology
|
Nonviolence &
Resistance
|
Literature
|
Books & Readings
|
Art
|
On the Lookout
|
|
|