|
طبابة بديلة
ولد الدكتور پول شوشار (1912-2003) في باريس. كان والداه اختصاصيين في الفسيولوجيا العصبية. حاز شوشار في العام 1929 في باريس على دكتوراه في الطب وفي العلوم. قام بأبحاثه الأولى في حقل علم المحيطات إبان الأعوام 1930-1932. عمل في مختبر الفسيولوجيا العصبية في "المدرسة التطبيقية للدراسات العليا" EPHÉ التي صار فيما بعد مديرها الفخري. تناولت أبحاثُه المخبرية دراسة التوازن العصبي من خلال التحليل القياسي للكروناكسيا chronaxie (قياس زمن استجابة عضو حي للتنبيه الكهربائي) ونشر حوالى 600 دراسة في الموضوع. درَّس شوشار الفسيولوجيا العصبية في "مدرسة الممارسين لعلم النفس" (1957-1973) وفي قسم التربية التابع للمعهد الكاثوليكي. كما اهتمَّ بطريقة ڤيتوز وبالضبط النفسي للسلوك البشري (الأخلاق الطبيعية) ودرَّسهما وكتب فيهما العديد من المقالات والكتب. وضع حوالى ثمانين كتابًا شملت التبسيط العلمي والبحث والتأمل الفلسفي. وقد تُرجِمَ العديدُ من كتبه إلى مختلف لغات العالم، ومنها العربية. جاب شوشار العالم محاضرًا، وشارك في مؤتمرات دولية عدة، حتى أقعدتْه الشيخوخة عن ذلك. ترأس "جمعية تِلار دُه شاردان" حتى وفاته.
ركَّز كثيرٌ من علوم الطبابة القديمة، ومنها الطب الهندي الكلاسيكي المعروف بالأيورڤيدا Ayurvēda، – على العكس من الطب الغربي المعاصر، – على علاج المريض ككلٍّ متكامل، وليس كمجموعة أجزاء. ويقول الطب الأيورڤيدي بأن لكلٍّ منَّا ثلاثة مظاهر: الوعي والعقل والجسم. وكلمة "أيورڤيدا" مشتقة من كلمتين: الأولى vēda، وتعني المعرفة والعلم، والثانية ayu، وتعني الحياة؛ وبالتالي، يعني الأيورڤيدا علم الحياة. وعمر الأيورڤيدا ليس معروفًا تمامًا، لكنه على الأرجح يعود إلى عدة آلاف من السنين. وكما في الحضارات القديمة جميعًا، حيث كانت مصادر الأشياء تُعزى دومًا إلى قوى خارقة مقدسة، عُزِيَ مصدرُ الأيورڤيدا هنا إلى قصة تدور حول حكماء "رائين" متنوِّرين (ريشي Rishi)، هالَهم مبلغ شقاء البشرية من المرض والفقر والتعاسة، فقرروا أن يفتشوا عن أعماق الحقائق حول صحة الإنسان وفسيولوجيته الطبيعية، في سبيل الحيلولة دون إصابته بالمرض والشقاء. ولكي يحصلوا على الإجابات المطلوبة، نهضوا سوية لتأمل جماعي، بينما قام أحدهم، وهو بهاردڤاجا Bhāradwāja، بالبحث عن الإجابة. وفي هذا الجو الشديد التناغم الذي جمع عقولاً قديرة في حالة تأمل وتناغم قصوى، استطاع بهاردڤاجا جمع جوهر الأيورڤيدا. ومن هذه القصة نستنتج ملاحظتين أساسيتين: |
|
|