أسطورة

 

في هذا الإصدار

أيار 2003

الأسطورة والطقس

فراس السواح

 

قلنا في بحث وظيفة الأسطورة[1] بأن الدين، في أسسه النفسية العميقة, هو اختبار للقدسي من خلال حالة انفعالية سابقة على أي تصور عقلاني، وبأن هذه التجربة الدينية الداخلية ليست وقفاً على شخص دون آخر، ولا على فئة دون أخرى, بل يتعرض لها الجميع، وإن بدرجات متفاوتة من حيث الشدة والوضوح, ويتعاملون معها بدرجات متفاوتة أيضاً من حيث القبول والاعتراف.

وعندما تصل الخبرة الدينية المباشرة هذه إلى حالة من الشدة لدى الإنسان فإنها تستدعي القيام بـسلوك ما، وذلك من أجل إعادة التوازن إلى النفس التي غيَّرتْ التجربةُ من حالتها الاعتيادية. هذا السلوك ندعوه بـالطقس. والطقس هو مجموعة من الإجراءات والحركات التي تأتي استجابة للتجربة الدينية الداخلية، وتهدف إلى عقد صلة مع العوالم القدسية...

 

أيار 2003

french

طائر الفينكس: أسطورة الحياة المثلى

  Le Phœnix : légende de la vie divine  

ميخائيل نعيمه

Mikhail Naimy  

   

لعلَّ أصعب ما يلاقيه الفكرُ هو الفصل بين حقيقة الوجود وأوهامه. غير أنَّ أكثر النَّاس لا يفكِّرون، فلا يتردَّدون لحظة في إقامة الحدود بين ما يدعونه حقيقة وما يروقهم أن يدمغوه بدمغة الوهم أو الخرافة. هكذا فالغراب في نظرهم حقيقة. أمَّا الفينكس فخرافة لا يؤمن بها إلاَّ البسطاء والقدماء.

ألا فليزجَّني من شاء بين القدماء والبسطاء. لأنَّني أؤمن بالفينكس. وأنا أؤمن به لأنَّني أؤمن بالخيال الذي ابتدعه. أوَليس الخيال حقيقة؟ إذنْ كلُّ ما يحبل به الخيال ويلده ويغذيه، أكان أجمل الجميل أو أقبح القبيح، يشترك في حقيقة الخيال. ونحن لو نظرنا في الخيال الذي يعمل بغير انقطاع لوجدنا أنَّ ما دون النَّزْر من أعماله يتَّخذ شكلاً محسوسًا. فلو رضينا بهذا النزر وحده حقيقةً، ونبذنا ما تبَقَّى كما لو كان وهمًا أو غير حقيقة، إذن لكان الخيال ذاته خرافة، والإنسان نفسه أسطورة.  

 

 

أيار 2003

القارة الضائعة

أكرم أنطاكي

 

 

 

يتحدث الكاتب المعاصر أومبرتو إيكو في المقدمة التي عقدها على كتاب بول أرنو تاريخ جماعة الوردة + الصليب، نقلاً عن نصٍّ يحمل عنواناً لاتينياً غريباً هو Tlön Uqbar Orbis Tertius من كتاب يدعى خيالات Fictions لخورخي لويس بورخس:

... يتحدث عن بلد غير محتمل، تصفه بإسهاب موسوعةٌ أضحت ضائعة. وحين يمعن المرء في التأمل فيما تقوله تلك الكتابات الغريبة، من خلال التناصِّ، يجد أن ما يجري الحديث عنه ليس مجرد بلد وإنما، ربما، كوكب بكامله. إذ يجد وصفاً مسهباً لهندسته، ولأساطيره، ولشائعاته وللغاته، ولأباطرته، ولأسماكه ومعادنه وبحاره وطيوره، ولعلوم جبره وناره، ولصراعاته الدنيوية والميتافيزيائية.

لكن ما جرى الحديث عنه بهذا الإسهاب والكمال قد لا يتعدى مجرد أقصوصة ابتدعها الخيال الجامح لجمعية غير معروفة من المنجِّمين والبيولوجيين والميتافيزيائيين والشعراء والخيميائيين وعلماء الرياضيات والأخلاق والرسامين والموسيقيين، يقودهم نابغة مجهول، دفعه نبوغُه لاختراع ذلك البلد الذي تحدثت عنه الموسوعات من بعدُ كحقيقة شبه قائمة...

ونجد أنفسنا، كما يقول أومبرتو إيكو:

... أما اختراع بورخس فيمكن وصفه بأنه "اختراع لاختراع". ولكن جميع قراء بورخس يعلمون أن ما كتب عنه هذا الأخير لم يكن اختراعاً، وأن بورخس لم يبتدع شيئاً، وإنما الحقيقة هي أن أغرب القصص تولد [أيها السادة] من إعادة تأويل للماضي، وأن ما قد يبدو أمامنا من خلال القصة أو الأسطورة خيالاً قد لا يتعدى مجرد انعكاس لواقع كان قائماً، ولم يزل، ربما، بهذا الشكل أو ذاك، مستمراً...

"... فمفاهيم الماضي والحاضر والمستقبل قد لا تكون سوى مجرَّد أوهام تمتاز بثباتها..."، كما قال ذات يوم العالم الكبير ألبرت أينشتاين، أو كما عبَّر ذات يوم ت. س. إليوت: "... ربما كان كلٌّ من الحاضر والماضي جزءاً من المستقبل، وكان ذلك المستقبل نفسه زماناً مضى...".

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود