أسطورة

الأرض الأم في الميثولوجيا العالمية

ديمتري أفييرينوس

 

تفصح الأرض عن معنى وقدسية مقدرة الحياة المتواصلة على حمل الثمار. وتصحُّ هذه النقطة تماماً في جميع الصور التي أتينا على ذكرها. إلا أن ثَمَّ ميلاً قوياً، فعالاً ودرامياً، عند الآلهة الزراعية إلى حرف الانتباه عن آلهة التربة القديمة. ومع ذلك يبقى أن جميع الإلهات الكبرى اللواتي يمثِّلن قدرات الزراعة وخصوبة الأرض المحروثة يتبطنَّ على حضور الأرض ككل وعلى قدسية المحلِّ المادي لانبثاق الحياة. ولئن صح أن الأرض كثيراً ما تُظهِر في الأساطير الكوسموغونية وجهاً يقل في وضوح ملامحه عن ملامح الآلهة الخاصة بمحاصيل معينة أو شعائر معينة في الدورة الزراعية، يشهد دورُ الأرض في المراحل الأولى في التاريخ الأسطوري على القدسية الملازمة للحياة نفسها ملازمةً صميمية، بصرف النظر عن الصور المميزة والمتعيِّنة التي تتَّخذها. فأساطير التوالد العذري، وخنثوية الأرض، والنكاح المقدس، والتضحية بالأرض الأولى، والانبثاق من الرحم المظلم القديم، تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، على قدسية التربة والأرض. وبعبارة أخرى، فإنها تكشف عن معنى إبداع "القيوم" الذي "لا تأخذه سِنة ولا نوم" (آية الكرسي). وهذا التجلِّي القدسي على هيئة تربة، سواء كحضور عام أو كشخص إلهي، يساعد على الكشف عن المغزى العميق للطقوس والصور الرمزية المرتبطة بالأرض.

 

من أجل المصالحة بين المسيحية وحضارات الشرق القديم

نجاة نعيمه ناصيف

  من يقف على الأساطير السومرية والأكادية والبابلية والآشورية والكنعانية، كما والفرعونية، بأن يعود إلى أسطورة إينوما إيليش التكوينية، أو ملحمة جلجامش، أو ملاحم أوغاريت وأساطيرها (كرت، إقهرت...)، أو كتب الموتى الفرعونية، وما إلى ذلك من أساطير، أو ما كشفت عنه الحفريات في بلاد ما بين النهرين ومصر وفلسطين، ويقارنها بما يمثلها في التوراة لجهة الثالوث الخالق، أو قصة التكوين، أو الطوفان، أو التنين، أو الفردوس، أو سقوط الإنسان الأول، أو حكاية قايين (قابيل) وهابيل، أو سمات العالم السفلي، أو نزول الإله إليه، يعجب لمدى التماثل في هذه الأساطير، إنْ على مستوى المفاهيم أو الطقوس أو الرسوم والأيقونات. فهي جميعاً تلتقي على مكوِّنات أساسية قامت عليها الديانات السماوية، وخاصة المسيحية، التي استقت وعمَّقت الكثير من روحانية ورموز هذه الديانات الأسرارية، مما بات يقرُّ به علماء الحضارات أخيراً بعد تجاهل طويل، بدت من جرائه الأساطيرُ الإغريقية والرومانية (الألف الثاني قبل المسيح) وحدها مؤسِّسةً لحضارة الغرب، فيما هي في الواقع ذات تاريخ وتراكم يضربان بجذورهما عميقاً في حضارات الشرق القديم (ربما منذ الألف الرابع قبل المسيح).  

******

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

Editorial

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود